القراءة الأولى: (تثنية 4/ 10-19)
يَومَ وَقَفتَ أَمامَ الرَّبِّ إِلهِكَ في حوريب، حينَ قالَ لِيَ الرَّبّ: اِجْمعْ لِيَ الشَّعْبَ حتَّى اسمِعَه كَلامي، لِكَي يَتَعَلَّموا أَن يَخافوني طولَ الأَيَّام الَّتي يَعيشونَها على الأَرضِ ويُعَلِّموا بَنيهم ذلك، اِقتَرَبتُم ووَقَفتُم أَسفَلَ الجَبَل، والجَبَلُ مُشتَعِل بِالنَّارِ إِلى كَبدِ السَّماء وعلَيه ظَلامٌ وغَيمٌ وغَمامٌ مُظلِم. فكلَمًكمُ الرَّبُّ مِن وَسَطِ النَّار، فكُنتُم تَسمَعونَ صَوتَ الكَلام ولم تَرَوا صورَةً، بل كانَ هُناكَ صَوتٌ فقَط. وأَوحى بِعَهدِه الَّذي أَمَركم أَن تَعمَلوا به، أَيِ الكَلِماتِ العَشْرِ الَّتي كَتَبَها على لَوحَين مِن حَجَر. وأَمَرَني الرَّبُّ في ذلك الوَقتِ بأَن أُعَلِّمَكم فَرائِضَ وأَحْكامًا تَعمَلونَ بِها في الأًرضِ الَّتي أَنتم عابِرونَ إِلَيها لِتَرِثوها. فتَنبّهوا لأَنفُسِكم جِدًّا، فإِنَّكم لم تَرَوا صورَةً ما يَومَ كَلَّمَكمُ الرَّبُّ في حوريب مِن وَسَطِ النَّار، لِئَلاَّ تَفسُدوا وتَصنَعوا لَكم تِمْثالاً مَنْحوتًا على شَكْلِ صورَةً ما مِن ذَكَرٍ أَو أُنْثى، أَو شكْلِ شيَءٍ مِنَ البَهائِم الَّتي على الأَرض، أَو شَكْلِ طائِرٍ ذي جَناحٍ مِمَّا يَطيرُ في السَّماء، أَو شَكْلِ شَيءٍ مِمَّا يَدِبَّ على الأَرض، أَو شَكلِ شَيءٍ مِنَ السَّمكِ مِمَّا في الماءِ تَحتَ الأَرض، وكَيلا تَرفَعَ عَينَيكَ إِلى السَّماء فتَرى الشَّمسَ والقَمَرَ والكَواكِب، جَميعَ قُوَّاتِ السَّماء، مِمَّا جَعَلَه الرَّبَّ إِلهُك نَصيبًا لِجَميعِ الشُّعوبِ الَّتي تَحتَ السَّماء فتُجتَذَبَ وتَسجُدَ لَها وتَعبُدَها. وأَنتُم قد أَخَذَكمُ الرَّبّ وأَخرَجَكم مِن أَتُّونِ الحَديدِ مِن مِصْر، لِتَكونوا لَه شَعبَ ميراثٍ كما في هذا اليَوم.
القراءة الثانية: (اشعيا 5/ 8-17)
وَيلٌ لِلَّذينَ يَصِلونَ بَيتاً بِبَيت ويَقرِنونَ حَقلاً بحَقْل حتَّى لم يَبقَ أَيُّ مَكان فتَسكُنونَ وَحدَكم في وَسَطِ الأَرض. على مَسمَعٍ مِنّي أَقسَمَ رَب، القوات: إِنَّ بُيوتاً كَثيرةً ستُخرَب عَظيمةً وجَميلةً مِنها تَبْقى بِغَير ساكِن. فعَشرَةُ فَدادينَ كَرماً تُخرِجُ بَثّاً واحِداً وبَذرُ عُمِرٍ يُخرِجُ إيفَة. وَيلٌ لِلقائِمينَ مِنَ الصَّباح في طَلَبِ المُسكِرات المُتَأَخِّرينَ الى المَساء والخَمرُ تُلهِبُهم وفي مآدِبِهمِ الكِنَّارَةُ والعود والدُّفُّ والمِزْمارُ والخَمْر ولايَلتَفِتونَ إِلى عَمَلِ الرَّبّ ولا يَرَونَ صُنعَ يَدَيه. لِذلك جُلِيَ شَعْبي لِعَدَمِ المَعرِفَة وأَصبَحَ خاصَّتُه مِن أَهلِ المَجاعة ويَبِسَت عامَّتُه مِنَ العَطَش. فوَسَّعَ مَثْوى الأَمْواتِ حَلقَه وفَتحَ بِلا حَدٍّ فَمَه فيَنحَدِرُ فيه وُجَهاؤُه وعامَّتُه وجُمْهورُه وكُلُّ مُبتَهِج فيه ويُوضَعُ آبنُ آدَمَ ويُحَطُّ الإِنْسان تُخفَضُ عُيونُ المتكبِّرين. ويَتَعالى رَبُّ القُوَّاتِ بِالقَضاء ويَتَقَدَّسُ الإِلهُ القُدُّوسُ بِالبِرّ وتَرْعى الحُمْلانُ كما في مَراعيها وأَطْلالُ المُترَفينَ يَلتَهِمُها الغُرَباء.
الرسالة: (1 قورنثية 15/ 58-16/ 11)
فكونوا إِذًا، يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، ثابِتينَ راسِخين، مُتَقَدِّمينَ في عَمَلِ الرَّبِّ دائِمًا، عالِمينَ أَنَّ جَهْدَكُم لا يَذهَبُ سُدًى عِندَ الرَّبَّ. وأَمَّا جَمْعُ الصَّدَقاتِ لِلقِدِّيسين، فاعمَلوا أَنتُمِ أيضًا بما رَتَّبتُه في كَنائِسِ غَلاطِيَة، وهو أَن يَضَع كُلُّ مِنكُم في أَوَّلِ يَومٍ مِنَ كُلِّ أُسبوعٍ إلى جانِبٍ ما تَيَسَّرَ لَه ادِّخارُه، فلا يَكونَ جَمْعُ الصَّدَقاتِ يَومَ قُدومي. ومتَى حَضَرتُ أَرسَلتُ الَّذينَ تَعُدُّونَهم أَهلاً وزَوَّدتُهم بِرَسائِل، لِيَحمِلوا هِبَتَكم إلى أُورَشَليم. وإِذا كان هُناكَ ما يدعو إلى أَن أُسافِرَ أَنا أَيضًا، فيُسافِرونَ هم معي. سأَقدَمُ إِلَيكُم بَعدَ أَن أَمُرَّ بِمَقْدونِيَة، فإِنِّي سَأَمُرُّ بِها. ورُبَّما أَقَمتُ، لا بَل شَتَوتُ بَينَكُم لِتُقَدِّموا لِيَ العَونَ على السَّفَرِ إلى حَيثُ أَذهَب، فإِنِّي لا أُريدُ أَن أَراكُم هذِه المَرَّةَ رُؤيَةَ عابِرِ سَبيل، بل أَرْجو أَن أَمكُثَ بَينَكُم مُدَّةً بِإِذْنِ الرَّبّ. وسأَظَلُّ في أَفَسُس إلى العَنصَرة، فقدِ انفَتَحَ لي فيها بابٌ لِلعَمَلِ كَبير والخُصومُ كَثيرون. وإِذا قَدِمَ طيموتاوُس فانتَبِهوا إلى أَن يَكونَ بَينَكُم مُطمَئِنَّ النَّفْس، لأَنَّه يَعمَلُ مِثْلي عَمَلَ الرَّبّ. فلا يَستَخِفَّ بِه أَحَدٌ مِنكُم، بل قدِّموا لَه العَونَ بِسَلام، لِيَعودَ إِلَيَّ، فإِنِّي أَنتَظِرُه مع الإِخوَة.
الإنجيل: (لوقا 13/ 22-35)
وكانَ يَمُرُّ بِالمُدُنِ والقُرى، فيُعَلِّمُ فيها، وهوَ سائِرٌ إِلى أُورَشَليم. فقالَ لَه رَجُل: ((يا ربّ، هلِ الَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟)) فقالَ لهم: اِجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق. أَقولُ لَكم إِنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ سَيُحاوِلونَ الدُّخولَ فلا يَستَطيعون. ((وإِذا قامَ رَبُّ البَيتِ وأَقَفَلَ الباب، فوَقَفتُم في خارِجِه وأَخَذتُم تَقرَعونَ البابَ وتقولون: يا ربُّ افتَحْ لَنا، فيُجيبُكُم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم، حينَئِذٍ تَقولونَ: لَقَد أَكَلْنا وِشَرِبنْا أَمامَكَ، ولقَد عَلَّمتَ في ساحاتِنا. فيَقولُ لَكم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم. إِلَيكُم عَنَّي يا فاعِلي السُّوءِ جَميعاً! فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان، إِذ تَرَونَ إِبرهيمَ وإِسحقَ ويعقوبَ وجميعَ الأَنبِياءِ في مَلَكوتِ الله، وتَرَونَ أَنفُسَكُم في خارِجِه مَطرودين. وسَوفَ يَأتي النَّاسُ مِنَ المَشرِقِ والمغرِب، ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، فيجِلسونَ على المائِدَةِ في مَلَكوتِ الله. فهُناكَ آخِرونَ يَصيرونَ أَوَّلين وأَوَّلونَ يَصيرونَ آخِرين)). في تِلكَ السَّاعة دنا بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ فقالوا له: ((اُخُرجْ فَاذهَبْ مِن هُنا، لِأَنَّ هيرودُسَ يُريدُ أن يَقتُلَكَ)). فقالَ لَهم: ((اِذهَبوا فقولوا لِهذا الثَّعلَب: ها إِنَّي أَطرُدُ الشَّياطين وأُجْري الشِّفاءَ اليَومَ وغَداً، وفي اليوَمِ الثَّالِثِ يَنتَهي أَمري. ولكِن يَجِبُ عَلَيَّ أَن أَسيرَ اليَومَ وغَداً واليومَ الَّذي بَعدَهما لِأَنَّه لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أُورَشَليم. أُورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إِليها! كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ كَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! فلَم تُريدوا. ها هُوَذا بَيتُكُم يُترَكُ لكُم. وإِنِّي أَقولُ لَكُم: لا تَرَونَني حتَّى يَأتيَ يومٌ تَقولونَ فيه: ((تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ!)).
التعليقات مغلقة.