الرسالة: (كولوسي 2/ 16-23)
فلا يَحكُمَنَّ علَيكم أَحَدٌ في المَأكولِ والمَشروب أَو في الأَعيادِ والأَهِلَّةِ والسُّبوت، فما هذه إِلاَّ ظِلُّ الأُمورِ المُستَقبَلة، أَمَّا الحَقيقَةُ فهي جَسَدُ المسيح. ولا يَحرِمَنَّكم أَحَدٌ إِيَّاها رَغبَةً مِنه في التَّخَشعُّ وفي التَّعبُّدِ لِلمَلائِكَة، فهو يُنعِمُ النَّظَرَ فيما يراه، وذِهنُه البَشَرِيُّ يَجعَلُه يَنتَفِخُ مِنَ الكِبرِياءِ بِأَوهامِه، غيرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرأسِ الَّذي بِه الجَسَدُ كُلُّه، بما فيه مِن أَوصالٍ ومفاصِلَ يَلتَحِمُ بِها، يَنمو النُّمُوَّ الَّذي يأتيه مِنَ الله. فأَمَّا وقَد مُتُّم مع المسيح عن أَركانِ العالَمِ، فما بالُكم، كما لو كُنتُم عائِشينَ في العالَم، تَخضَعونَ لِمِثْلِ هذه النَّواهي: ((لا تَأخُذْ، لا تَذُقْ، لا تَمَسّ))، وتلكَ الأَشياءُ كُلُّها تَؤُولُ بِالاِستِعمالِ إِلى الزَّوال؟ إِنَّها وَصايا ومَذاهِبُ بَشَرِيَّة لَها ظاهِرُ الحِكمَةِ لما فيها مِن نَفْلٍ وتَخَشعٍُّ وتَقَشُّف، ولكِن لا قيمةَ لَها لأَنَّها غَيرُ صالِحةٍ إلاَّ لإِرضاءَ الهَوى البَشرِيّ.
الإنجيل: (يوحنا 13/ 31-35)
فلَمَّا خَرَجَ قالَ يسوع:((الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإِنسان ومُجِّدَ اللهُ فيه وإِذا كانَ اللهُ قد مُجِّدَ فيه فسَيُمَجِّدُه اللهُ في ذاتِه وبَعدَ قليلٍ يُمَجِّدُه. يا بَنِيَّ، لَستُ باقِياً مَعَكُم إِلاَّ وَقْتاً قليلاً فستَطلُبوني وما قُلتُه لِليَهود أَقولُه الآنَ لَكُم أَيضاً: حَيثُ أَنا ذاهِب لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا. أُعْطيكم وَصِيَّةً جَديدَة: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً. كما أَحبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضاً بَعَضُكم بَعْضاً. إذا أَحَبَّ بَعضُكُم بَعضاً عَرَف النَّاسُ جَميعاً أَنَّكُم تَلاميذي)).
التعليقات مغلقة.