القراءة الأولى: (تكوين 12/ 10-20)
وكانَت مَجاعةٌ في الأَرض. فنَزَلَ أَبْرامُ إِلى مِصْرَ لِيُقيمَ هُناك، لأَنَّ المَجاعةَ قدِ اشتَدَّت في الأَرض. فلَمَّا قارَبَ أَن يَدخُلَ مِصْر، قالَ لِسارايَ اَمرَأَتِه: ((أَنا أَعلَمُ أَنَّكِ اَمرَأَةٌ جَميلَةُ المَنظَر، فيَكونُ، إِذا رآكِ المِصرُّيون، أَنَّهم يَقولون: ((هذِه اَمرَأَتُه))، فيَقتُلوَنني ويُبقونَكِ على قَيدِ الحَياة. فَقولي إِنَّكِ أُخْتي، حَتَّى يُحسَنَ إِلَيَّ بِسَبَبِكِ وتَحْيا نَفْسي بِفَضْلِكِ)). ولَمَّا دَخَلَ أَبْرامُ مِصْر، رأَى المِصرُّيونَ أَنَّ المَرأَةَ جَميلةٌ جِدًّا. ورَآها رُؤَساءُ فِرْعَون ومَدَحوها لَدى فِرْعَون فأُخِذَتِ المَرأَةُ إِلى بَيِته. فأَحسَنَ إِلى أَبْرامَ بِسَبَبِها فصارَ لَه غَنَمٌ وبَقَرٌ وحَميرٌ وخُدَّامٌ وخادماتٌ وحَمائِرُ وجِمال. فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَونَ وبَيتَه ضَرَباتٍ شَديدةً بِسَبَبِ سارايَ امرَأَةِ أَبْرامَ. فاستَدْعى فِرْعَونُ أَبرامَ وقالَ له: ((ماذا صَنَعتَ بي؟ لِمَ لَم تُعلِمْني أَنَّها امرأَتُكَ؟ لِمَ قُلتَ: هي أُخْتي، حتَّى أَخَذتُها لِتَكونَ لِيَ امرأَةً؟ والآن هذِه اَمرَأَتُكَ: خُذْها وآمْضِ)). وأَمَرَ فِرْعَونُ قَوماً فشَيَّعوه هو وامرَأَتَه وكُلَّ ما لَه.
الرسالة: (روما 9/ 30-10/ 4)
فماذا نَقول؟ نَقولُ إِنَّ الوَثنِيِّينَ الَّذينَ لم يَسعَوا إلى البِرِّ قد نالوا البِرَّ الَّذي يَأتِي مِنَ الإِيمان، في حينِ أَنَّ إِسرائيلَ الَّذي كانَ يَسْعى إلى شَريعةِ بِرٍّ لم يُدرِكْ هذه الشَّريعة. ولِماذا لأَنَّه لم يَنتَظِرِ البِرَّ مِنَ الإِيمان، بل ظَنَّ إِدْراكَه بِالأَعمال، فصَدَمَ حَجَرَ صَدْم، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((هاءَنَذا واضِعٌ في صِهيُونَ حَجَرًا لِلصَّدمِ وصَخْرَةً لِلعِثار، فمَن آمَنَ بِه لا يُخْزى)). أَيُّها الإِخوَة، إِنَّ مُنيَةَ قَلْبي ودُعائيِ للهِ مِن أَجلِهم هُما أَن يَنالوا الخَلاص. فإِنِّي أَشهَدُ لَهم أَنَّ فيهِم حَمِيَّةً لله، ولكِنَّها حَمِيَّةٌ على غيرِ معَرِفَة. جَهِلوا بِرَّ الله وحاوَلوا إِقامةَ بِرِّهم فَلم يَخضَعوا لِبرِّ الله. فغايَةُ الشَّريعةِ هي المسيح، لِتَبْرير ِكُلِّ مُؤمِن.
الإنجيل: (يوحنا 6/ 60-71)
فقالَ كَثيرٌ مِن تَلاميذِه لَمَّا سَمِعوه: ((هذا كَلامٌ عَسير، مَن يُطيقُ سَماعَه؟)) فعَلِمَ يسوعُ في نَفْسِه أَنَّ تَلاميذَه يَتَذَمَّرونَ مِن ذلك، فقالَ لَهم: ((أَهذا حَجَرُ عَثرَةٍ لكُم؟ فكَيفَ لو رَأيتُمُ ابنَ الإنْسانِ يَصعَدُ إِلى حَيثُ كانَ قَبلاً؟ إِنَّ الرُّوحَ هو الَّذي يُحيي، وأَمَّا الجَسَدُ فلا يُجْدي نَفْعَاً، والكَلامُ الَّذي كلَّمتُكُم به رُوحٌ وحَياة، ولكِنَّ فيكم مَن لا يُؤمِنون)). ذلكَ بِأَنَّ يسوعَ كانَ يعلَمُ مَنذُ بَدءِ الأَمْرِ مَنِ الَّذينَ لا يُؤمِنون ومَنِ الَّذي سَيُسِلِمُه. ثُمَّ قال: ((ولِذَلِكَ قُلتُ لكم: ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ إِلاَّ بِهبَةٍ مِنَ الآب)). فارتدَّ عِندَئِذٍ كثيرٌ مِن تَلاميِذه وانقَطعوا عنِ السَّيرِ معَه. فقالَ يسوعُ لِلاثْنَيْ عَشَر: ((أَفلا تُريدونَ أَن تَذهبَوا أَنتُم أَيضاً؟)) أَجابَهُ سِمْعانُ بُطُرس: ((يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟ ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله)). أَجابَهم يسوع: ((أما أنا اختَرتُكُم أَنتُمُ الإثنيْ عَشَر؟ ومعَ ذلك فواحِدٌ مِنكم شَيطان)). وأرادَ بِه يَهوذا بنَ سِمْعانَ الإِسخَريوطيّ، فهُوَ الَّذي سيُسلِمُه، معَ أَنَّه أَحَدُ الاثنَي عَشَر.
التعليقات مغلقة.