القراءة الأولى: (تكوين 8/ 15-22)
فخاطَبَ اللهُ نُوحاً قائلاً: ((اُخْرُجْ مِنَ السَّفينَة، أَنتَ وامرَأَتكَ وبَنوكَ ونِسْوَةُ بَنيكَ معكَ، وجَميعُ الوُحوشِ الَّتي معكَ من كُلِّ ذي جَسَد، مِنَ الطُّيورِ والبَهائِم وكُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ على الأَرض أَخْرِجْها معكَ لِتَعِجَّ بها الأَرضُ وتَنْموَ وتَكْثُر)). فخَرَجَ نُوحٌ وبَنوه وامرَأَتُه ونِسوَةُ بَنيه معَه، وجَميعُ الوُحوشِ والحَيَواناتِ الدَّابَّةِ وِالطُّيورِ وكُلُّ ما يَدِبُّ على الأَرضِ بأَصْنافِها خرَجَت مِنَ السَّفينَة. وبَنى نُوحٌ مَذبَحًا لِلرَّبّ وأَخَذَ مِن جَميع البَهائِمِ الطَّاهرةِ ومِن جَميعِ الطُّيورِ الطَّاهِرة فأَصعَدَ مُحرَقاتٍ على المَذبَح. فتَنَسَّمَ الرَّبُّ رائِحَةَ الرِّضى وقالَ الرَّبُّ في قَلبه: ((لَنِ أَعودَ إِلى لَعنِ الأَرضِ بِسَبَبِ الإِنسان لأَنَّ ما يَتصوَّرُه قَلْبُ الإِنسانِ يَنزعُ إِلى الشَّرِّ مُنذُ حَداثَتِه، ولَن أَعودَ إِلى َرْبِ كُلِّ حَيٍّ كما صَنَعتُ. ما دامَتِ الأَرض فالزَّرْعُ والحِصادُ والبَرْدُ والحَرّ، والصَّيفُ والشِّتاءُ والنَّهارُ واللَّيل لا تَبطُلُ أبدًا)).
الرسالة: (روما 11/ 25-36)
فإِنِّي لا أُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا هذا السِّرّ، لِئَلاَّ تَعُدُّوا أَنفُسَكم مِنَ العُقَلاء: إِنَّ قَساوةَ القَلْبِ الَّتي أَصابَت قِسمًا مِن إسرائيلَ ستَبْقى إلى أَن يَدخُلَ الوَثنِيُّونَ بِكامِلهم، وهكذا يَنالُ الخَلاصَ إِسرائيلُ بأَجمَعِه، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((مِن صِهْيونَ يَأتي المُنقِذُ ويَصرِفُ كُلَّ كُفْرٍ عن يَعْقوب. ويَكونُ هذا عَهْدي لَهم حينَ أُزيلُ خَطاياهم)). أَمَّا مِن حَيثُ البشارةْ، فهُم أَعداءٌ لِخَيرِكم، وأَمَّا مِن حَيثُ الاِخَتِيار، فهُم مَحْبوبونَ بِالنَّظرِ إلى الآباء. فلا رَجعَةَ في هِباتِ اللهِ ودَعوَتِه. فكَما أَنَّكم عَصَيتُمُ اللهَ قَبْلاً ونِلتُمُ الآنَ رَحمَةً مِن جَرَّاءِ عِصْيانِهم، فكذلِك هُم أَيضًا عَصَوُا الآنَ مِن جَرَّاءِ ما أُوتيتُم مِنَ الرَّحمَة لِينَالوا هم أَيضاً رَحمَة، لأَنَّ اللهَ أَغلَقَ على جَميعِ النَّاسِ في العِصْيانِ لِيَرحَمَهم جَميعًا. ما أَبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه! وما أَعسَرَ إِدراكَ أَحكامِه وتَبيُّنَ طُرُقِه! ((فمَنِ الَّذي عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ أَو مَنِ الَّذي كانَ لَه مُشيراً؟ ومَنِ الَّذي تَقًدَّمهُ بِالعَطاءِ فيُكافَأَ علَيه؟)) فكُلُّ شَيءٍ مِنه وبِه وإِليه. لَه المَجْدُ أَبَدَ الدُّهور. آمين.
الإنجيل: (متى 11/ 20-24)
ثُمَّ أَخَذَ يُعَنِّفُ المُدُنَ الَّتي جَرَت فيها أَكثرُ مُعجِزاتِه بِأَنَّها ما تابَت فقال: ((الوَيلُ لَكِ يا كُورَزين! الوَيلُ لَكِ يا بَيتَ صَيدا! فلَو جَرى في صُورَ وصَيدا ما جرى فيكُما مِنَ المُعجزات، لَتابَتا تَوبةً بِالمِسِح والرَّمادِ مِن زَمَنٍ بَعيد. على أَنِّي أَقولُ لكم: إِنَّ صُورَ وصَيدا سيَكونُ مَصيرهُما يَومَ الدَّينونَةِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِكما. وأَنتِ، يا كَفَرناحوم، أَتُراكِ تُرفَعينَ إِلى السَّماء؟ سيُهبَطُ بِكِ إِلى مَثْوى الأَموات. فلَو جَرَى في سَدومَ ما جرى فيكِ مِنَ المُعجِزات، لَبَقِيَت إِلى اليَوم. على أَنِّي أَقولُ لَكم: إِنَّ أَرضَ سَدومَ سَيَكونُ مَصيرُها يَومَ الدَّينونةِ أَخَفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِكِ)).
التعليقات مغلقة.