القراءة الأولى: (تكوين 1/ 26-31)
وقالَ الله: ((لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا وَلْيَتَسَلَّطْ على أَسْمَاكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماء والبَهائِمِ وجَميعِ وحُوشِ الأَرض وجميعِ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرض)). فَخَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه، على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه، ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم، وبارَكَهمُ اللهُ وقالَ لهم: ((اِنْموا واَكْثُروا وامْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها وَتَسَلَّطوا على أَسْماكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ وَكُلِّ حَيَوانٍ يَدِبُّ على الأَرض)). وقالَ الله: ((ها قد أَعطَيتُكم كُلَّ عُشبٍ يُخرِجُ بِزرًا على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها، وكُلَّ شَجَرٍ فيه ثَمَرٌ يُخرِجُ بِزرًا يَكونُ لَكم طَعامًا. ولجَميعِ وحُوشِ الأَرضِ وجَميعِ طُيورِ السَّماء، وجَميعِ ما يَدِبَّ على الأَرضِ، مِمَّا فيه نَفْسٌ حَيَّة، أَعطَيتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخضَرَ مأكَلاً)). فكانَ كذلك. ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا.
الرسالة: (روما 1/ 18-27)
فقَد ظَهَرَ غَضَبُ اللّهِ مِنَ السَّماء، غَضَبُ اللهِ على كُلِّ كُفْرٍ وظُلْم يأتي بِه النَّاس، فإِنَّهم يَجعَلونَ الحَقَّ أَسيرًا لِلظلُّمْ، لأَنَّ ما يُعرَفُ عنِ اللهِ بَيِّنٌ لَهم، فقَد أَبانَهُ اللهُ لَهم. فمُنْذُ خَلْقِ العالَم لا يَزالُ ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أَي قُدرَتُه الأَزَلِيَّةُ وأُلوهَتُه، ظاهِرًا لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه. فلا عُذْرَ لَهم إِذًا، لأَنَّهم عَرَفوا اللهَ ولَم يُمجِّدوه ولا شَكَروه كما يَنبَغي لِلّه، بل تاهوا في آرائِهِمِ الباطِلَة فأَظلَمَت قُلوبُهمُ الغَبِيِّة. زَعَموا أَنَّهُم حُكَماء، فإِذا هم حَمْقى قَدِ استَبدَلوا بِمَجْدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا تُمثِّلُ الإِنسانَ الزَّائِلَ والطُيورَ وذَواتِ الأَربَعِ والزَّحَّافات. ولِذلِك أَسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهم إلى الدَّعارَة يَشينونَ بِها أَجسادَهم في أَنفُسِهم. قَدِ استَبدَلوا الباطِلَ بِحَقيقَةِ الله واتَّقَوُا المَخلوقَ وعَبدوهُ بَدَلَ الخالِق، تَبارَكَ أبَدًا. آمين. ولِهذا أَسلَمَهُمُ اللهُ إلى الأَهْواءِ الشَّائِنة، فاستَبدَلَت إِناثُهم بِالوِصالِ الطَّبيعيِّ الوصالَ المُخالِفَ لِلطَّبيعة، وكَذلكَ تَرَكَ الذُّكْرانُ الوِصالَ الطَّبيعِيَّ لِلأُنْثى واَلتَهَبَ بَعضُهم عِشْقًا لِبَعْض، فَأَتى الذُّكْرانُ الفَحْشاءَ بِالذُّكْران، فنالوا في أَنْفُسِهِمِ الجَزاءَ الحَقَّ لِضَلالَتِهمِ.
الإنجيل: (متى 5/ 27-32)
((سَمِعْتُم أَنَّه قيل: ((لا تَزْنِ)). أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن نظَرَ إِلى امرأَةٍ بِشَهْوَة، زَنى بِها في قَلبِه. فإِذا كانت عينُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقلَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضْوٌ مِن أَعضائِكَ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن يُلقى جَسَدُكَ كُلُّه في جَهنَّم. وإِذا كانت يَدُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقطَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضوٌ مِن أَعضائِكَ خَيرٌ لكَ مِن أَن يَذهَبَ جسدُكَ كُلُّه إِلى جَهنَّم. ((وقد قيل:((مَن طلَّقَ امرأَتَه، فلْيُعْطِها كِتابَ طَلاق)). أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن طلَّقَ امرأَتَه، إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء عرَّضَها لِلزِّنى، ومَن تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً فقَد زَنى.
التعليقات مغلقة.