القراءة الأولى: (تكوين 1/1-13)
في البَدءِ خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض، وكانَتِ الأَرضُ خاوِيةً خالِية، وعلى وَجهِ الغَمْرِ ظَلام، ورُوحُ اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه. وقالَ اللهَ: ((لِيَكُنْ نور))، فكانَ نور. ورأَى اللهُ أَنَّ النورَ حَسَن. وفصَلَ اللهُ بَينَ النُّورِ والظَّلام، وسمَّى اللهُ النُّورَ نهارًا، والظَّلامُ سمَّاه لَيلاً. وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ أَوَّل. وقالَ الله: ((لِيَكُنْ جَلَدٌ في وَسَطِ المِياه، وَلْيَكُنْ فاصِلاً بينَ مِياهٍ ومِياه)). فكانَ كذلك. وَصَنَعَ اللهُ الجَلَد وفَصَلَ بَينَ المِياهِ الَّتي تَحتَ الجَلَد والمِياهِ الَّتي فَوقَ الجَلَد، وسَمَّى اللهُ الجَلَدَ سَماء. وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ ثانٍ. وقالَ الله: ((لِتَتَجمَّعِ المِياهُ الَّتي تَحتَ السَّماءِ في مَكانٍ واحِد، وَلْيَظْهَرِ اليَبَس)). فكانَ كذلك. وسَمَّى اللهُ اليَبَسَ أَرضاً، وتَجَمُّعُ المِياهِ سَمَّاه بِحارًا. ورأَى اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن. وقالَ الله: ((لِتُنْبِتِ الأَرضُ نَباتًا، عُشْباً يُخرِجُ بِزْرًا، وشَجَرًا مُثمِرًا يُخرِجُ ثَمَرًا بِحَسَبِ صِنفِه، بِزرُه فيه على الأَرض)). فكانَ كذلك. فأَخرَجَتِ الأَرضُ نَباتًا، عُشْبَاً يُخرِجُ بِزْرًا بِحَسَبِ صِنفِه، وشَجَرًا يُخرِجُ ثَمَرًا بِزُره فيه بِحَسَبِ صِنفِه. ورأَى اللهُ أَنَّ ذلِكَ حَسَن. وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ ثالِث.
الرسالة: (روما 2/ 17-29)
فإِذا كُنتَ تُدْعى يَهُودِيًّا، وتَعتَمِدُ على الشَّريعة وتَفتَخِرُ بِالله وتَعرِفُ مَشيئَتَه وتُميِّزُ ما هو الأَفضَلُ بِفَضْلِ تَلقُّنِكَ الشَّريعة، وتُوقِنُ أَنَّكَ قائِدٌ لِلعُمْيانِ ونُورٌ لِلَّذينَ في الظَّلام و مؤَدِّبٌ لِلجُهَّال ومُعلِّمٌ لِلبُسَطاء، لأَنَّ لَكَ في الشَّريعةِ وَجهَ المَعرِفةِ والحَقيقة… أَ فَتُعَلِّمُ غَيرَكَ ولا تُعَلِّمُ نَفْسَكَ. أَتَعِظُ بِالامتِناعِ عَنِ السَّرِقَةِ وتَسرِق؟ أَتَنْهى عنِ الزِّنى وتَزْني؟ أتَستَقبِحُ الأَصْنامَ وتَنهَبُ مَعابِدَها؟ أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعةِ وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟ فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((يُجَدَّفُ بِاسمِ اللهِ بَينَ الوَثَنِيِّينَ وأَنتُمُ السَّبَب)). لاشَكَّ أَنَّ في الخِتانِ فائِدة، إِن عَمِلتَ بِالشَّريعة، ولكِن إِذا خالَفتَ الشَّريعة صارَ خِتانُكَ قَلَفًا. وإِن كانَ الأَقلَفُ يُراعي أَحكامَ الشَّريعة، أَفَما يُعَدُّ قَلَفُه خِتانًا؟ فأَقلَفُ الجَسَدِ الَّذي يَعمَلُ بِالشَّريعةِ سَيَدينُكَ أَنتَ الَّذي يُخالِفُ الشَّريعة ومعَه حُروفُ الشَّريعةِ والخِتان. فلَيسَ اليَهودِيُّ بِما يَبْدو في الظَّاهِر، ولا الخِتانُ بِما يَبْدو في ظاهِرِ الجَسَد، بلِ اليَهودِيُّ هو بِما في الباطِن، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ العائِدُ إلى الرُّوح، لا إلى حَرْفِ الشَّريعة. ذاكَ هو الرَّجُلُ الَّذي يَنالُ الثَّناءَ مِنَ الله، لا مِنَ النَّاس.
الإنجيل: (متى 5/ 17- 20)
((لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء: ما جِئْتُ لأُبْطِل، بَل لأُكْمِل. الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ حَرْفٌ أَو نُقَطَةٌ مِنَ الشَّريعَة حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء، أَو تزولَ السَّماءُ والأَرض. فمَن خالفَ وَصِيَّةً مِن أَصْغَرِ تِلكَ الوَصايا وعَلَّمَ النَّاسَ أَن يَفعَلوا مِثْلَه، عُدَّ الصَّغيرَ في مَلَكوتِ السَّمَوات. وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ بِها ويُعَلِّمُها فذاكَ يُعَدُّ كبيراً في ملكوتِ السَّمَوات. ((فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات)).
التعليقات مغلقة.