ما جاء من تعليم البابا فرنسيس ليوم الاربعاء 25 كانون الثاني 2017 نقلا عن موقع ZENIT ( العالم من روما)
” الثّقة بالله تعني الإنضمام إلى مخطّطاته دون المطالبة بشيء”
أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاءُ، يروي سِّفرُ يهوديت قصةَ الحملة العسكريّة المهيبة للملك نبوخذ نصّر، الذي ضرب جيشُه حصارًا حول مدينة بيت فلوى في اليهوديّة، قاطعًا عنها المياه. هذا الوضعُ المأساويّ دفع أهالي المدينة إلى اللّجوء للشّيوخ مطالبين بالإستسلام للأعداء متفوّهين بكلمات مفعمةٍ باليأس وعدم الثّقة بالله. إزاء هذا اليأس الكبير، حاول قائدُ الشّعب أن يقترح سندًا للرّجاء: الصّمودُ لخمسة أيّام إضافيّة، مؤكداً: “إِن مَضَت تِلكَ الأَيَّامُ ولم تأتِنا الإِغاثة، عَمِلتُ بِقَولِكم” (يهوديت ٧، ۳۱). في خضمّ هذا الوضع، ظهرت يهوديت على ساحة الأحداث. وبقوّة نبيٍّ إستدعت رجالَ شعبها لتحملهم على وضع ثقتهم بالله من جديد. لقد أكّدت أنّ الله سيتدخّل لا محالة وأنّ اقتراح الإنتظار لخمسة أيّام هو وسيلةٌ لامتحان الله وللإبتعاد عن مشيئته. الربُّ هو إلهُ الخلاص بغضّ النّظر عن شكل هذا الخلاص. الخلاصُ هو التحريرُ من الأعداء وإتاحة العيش، لكن في مخطّطات الله التي لا يمكن إدراكها حتى التسليمُ للموت قد يصير خلاصًا. إنّ الدّرب التي تدلّنا عليها يهوديت هي دربُ الثّقة والإنتظارِ بسلام، دربُ الصلاةِ والطاعة. كانت ليهوديت خطّتُها، فطبّقتها بنجاحٍ وقادت الشّعبَ نحو النّصر، ولكن دائما عبر وقفة إيمانِ مَنْ يقبل كلَّ شيء من يدِ الله ويثق بصلاحه.
التعليقات مغلقة.