قراءة من ثيودورس أسقف المصيصة: في معنى “نزَلَ من السماء”
إذا “نزَلَ”. هذا لا يعني أنّه تحرّك من مكان إالى آخر. فلا يجب أن نعتبر أنّ الطبيعة الإلهيّة التي هي في كلّ مكان، تنتقل من مكان إالى آخر، لأنّه لا يمكن أن تُحصَر الطبيعة الإلهية في مكان واحد لأنّها لا جسدية. ولكن ما ليس محصوراً في مكان، هو موجود، في كلّ مكان. ويستحيل أن نتصوّر ذلك الذي هو في كلّ مكان ينتقل من مكان إالى آخر. على هذا يشهد الطوباويّ يوحنا فيقول: “كان في العالم، والعالم به صُنع، والعالم لم يعرفهُ. جاء الى أخصّائِه، وأخصّاؤهُ لم يقبلوه (يو1/ 10-11). قال: “كان في العالم”، و “جاء إلى العالم”. فلو كان في العالم، كيف يأتي إليه؟ فكيف نقدر أن نقول أنّ الإنسان يأتي إالى حيث كان؟ ولكن قال: “كان في العالم” ليدلَّ على أنّه في كلّ مكان… . (من العظة الخامسة في التجسد)
التعليقات مغلقة.