القراءة الأولى: (إرميا 10/ 1-10)
إِسمَعوا الكَلِمَةَ الَّتي تَكَلَّمَ بِها الرَّبُّ عليَكم يا بَيتَ إسْرائيل. هكذا قالَ الرَّبّ: لا تَتَعَلَّموا طَريقَ الأُمَم ولا تَفزَعوا مِن آياتِ السَّماءَ الَّتي تَفزَعُ مِنها الأُمَم لِأَنَّ مُمارَساتِ الأُمَمِ باطِلة فإِنَّما هو خَشَبٌ مَقْطوعٌ مِنَ الغابَة تَصنَعُه يَدُ النَّحَّاتِ بالإِزْميل يُزَيَّنُ بِالفِضَّةِ والذَّهَب بِالمَساميرِ والمَطارقِ يُثبتُ لِئَلاَّ يَتَحَرَّك. فيكونُ كالفزَاعةِ في حَقلٍ مِنَ الخِيار فلا يَتَكلَّم ويُحمَلُ حَملاً لِأَنَّه لا يَمْشي. فلا تَخافوا مِن مِثلِ هذه الأَصْنام فإِنَّها لاتُسيءُ ولا في وَسعِها أَيضاً أَن تُحسِن. لا نَظيرَ لَكَ يارَبّ عَظيمٌ أَنتَ وعَظيمٌ اسمُكَ في الجَبَروت. مَن لا يَخْشاكَ يا مَلِكَ الأُمَم؟ لِأَنَّه بِكَ يَليقُ ذلك فبَينَ جَميعِ حُكَماءَ الأُمَم وفي المَمالِكِ بِأَسرِها لا نَظيرَ لَك. جَميعُهم بَليدونَ حَمْقى وتَعْليمُ الأَصْنامِ خَشَبٌ هو. إِنَّها فِضَّةٌ مَطْروَقةٌ مَجْلوبةٌ مِن تَرْشيش وذَهَبٌ مِن أُوفاز فإِنَّما هي صُنعُ النَّحَّات ومِن يَدَيِ الصَّائِغ ولباسُها البِرْفيرُ البَنَفسَجِيُّ والأُرْجُوان فهِيَ بجُملَتِها مِن صُنعِ الصَّانِعين. أَمَّا الرًّبُّ فهو الإِلهُ الحَقّ الإِلهُ الحَيُّ والمَلِكُ الأَزَليّ. مِن سُخطِه تَتَزَلزَلُ الأَرض والأُمَمُ لا تُطيقُ غَضَبَه.
الإنجيل: (متى 14/ 22-36)
وأَجبَرَ التَّلاميذَ لِوَقتِه أَن يَركَبوا السَّفينَةَ وَيَتَقَدَّموهُ إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل حتَّى يَصرِفَ الجُموع. ولمَّا صرَفَهم صَعِدَ الجَبَلَ لِيُصَلِّيَ في العُزلَة. وكانَ في المساءِ وَحدَه هُناك. وأَمَّا السَّفينَةُ فَقَدِ ابتَعَدَت عِدَّةَ غَلَواتٍ مِنَ البَرّ، وكانتِ الأَمواجُ تَلطِمُها، لأَنَّ الرِّيحَ كانت مُخالِفَةً لَها. فعِندَ آخِرِ اللَّيل، جاءَ إِليهِم ماشِياً على البَحْر. فلَمَّا رآه التَّلاميذُ ماشِياً على البَحْر، اِضطَرَبوا وقالوا: ((هذا خَيَال!))ومِن خَوفِهم صَرَخوا. فبادَرهم يسوعُ بِقَولِه: ((ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا!)) فأَجابَه بُطرس: ((يا رَبِّ، إِن كُنتَ إِيَّاه، فمُرني أَن آتِيَ إِلَيكَ على الماء)). فقالَ لَه: ((تَعالَ!)) فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ السَّفينَةِ ومَشى على الماءِ آتِياً إِلى يسوع. ولكِنَّه خافَ عندَما رأَى شِدَّةَ الرِّيح، فَأَخَذَ يَغرَق، فصَرَخ: ((يا رَبّ، نَجِّني!)) فمَدَّ يسوعُ يَدَه لِوَقْتِه وأَمسكَه وهُو يقولُ له: ((يا قَليلَ الإِيمان، لِماذا شَكَكْتَ؟)) ولمَّا رَكِبا السَّفينةَ، سَكَنَتِ الرِّيح، فسجَدَ لَه الَّذينَ في السَّفينةِ وقالوا: ((أَنتَ ابن اللهِ حَقّاً!)). وعَبَروا حتَّى بلَغوا البَرَّ عندَ جِنَّاسَرِت. فعرَفَه أَهلُ تِلكَ البَلْدَة، فأَرسَلوا بِالخَبَرِ إِلى تِلكَ النَّاحِيَةِ كُلِّها، فأَتَوْهُ بِجَميعِ المَرْضى، وأَخذوا يسأَلونَه أَن يَدَعَهم يَلمِسونَ هُدْبَ رِدائِه فَحَسْبُ، وجَميعُ الَّذينَ لَمَسوه نالوا الشِّفاء.
التعليقات مغلقة.