القراءة الأولى: (تثنية 7/ 7-11)
لا لأِنَّكم أَكثَرُ مِن جَميع الشَّعوبِ تَعَلَّقَ الرَّبُّ بِحُبِّكم واخْتارَكم، فأَنتُم أًقَلُّ مِن جميعَ الشَّعوب، بل لِمَحبَةِ الرَّبِّ لَكم ومُحافَظتِه على القَسَم الَّذي أَقْسمَ بِه لآَبائِكم أَخرَجَكُمُ الرَّب بِيَدٍ قَوِّية وفَداكَ مِن دارِ العُبودِيَّة، مِن يَدِ فِرعَونَ، مَلِكِ مِصْر. فاعلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إلهَكَ هو اللهُ الإِلهُ الأَمينُ الحافِظ العَهدَ والرَّحمَةَ لِمُحبِّيه وحافِظي وَصاياه إِلى أَلْفِ جيل، والمُكافِئُ مُبْغِضيه في نُفوسِهم لِيُهلِكَهُم ولا يَتَأَخَّرُ عن مُجازاةِ مُبغِضِه في نَفْسِه. فاحفَظِ الوَصِيَّةَ والفَرائِضَ والأَحكامَ التي آمُرُكَ اليَومَ أَن تَعمَلَ بِها.
القراءة الثانية: (اشعيا 30/ 15- 26)
لِأَنَّه هكذا قالَ السَّيِّد الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرائيل: في التَّوبَةِ والرَّاحَةِ كانَ خَلاصُكم وفي الطُّمَأنينَةِ والثِّقَةِ كانَت قُوَّتُكم لكِنَّكم لم تَشاءُوا وقُلتُم: ((لا بل على الخَيلِ نَهرُب)) فلِذلك تَهرُبون ((وعلى الجِيادِ نَركَب)) فلِذلك يُسرعُ مُطارِدوكم. أَلفٌ مَعاً تُجاهَ تَهْديدِ واحِد وتُجاهَ تَهْديدِ خَمسَةٍ تَهرُبون حتَّى تُتركوا كسارِيَةٍ على رَأسِ الجَبَل وكرايَةٍ على التَّلَّة لِذلك يَنتَظِرُ الرَّبُّ لِيَرحَمَكم ولذلك يَتعالى لِيَرأَفَ بِكم لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ عَدْلٍ لِجَميعِ الَّذينَ يَنتَظِرونَه. فيا شَعبَ صِهْيونَ السَّاكِنَ في أُورَشَليمَ لا تَبكِ بُكاءً بل يَرحَمُك رَحمةً عِندَ صَوتِ صُراخِكَ حالَما يَسمَعُكَ يَستجيبُ لَكَ. فيُعْطيكمُ السَّيِّدُ خُبزَ الضِّيقِ وماءَ الشِّدَّة ولا يَتَوارى مُعَلِّمُكَ بعدَ اليَوم بل تَرى عَيناكَ مُعَلِّمَكَ وأُذُناكَ تَسْمَعان كَلِمَةَ قائِلٍ مِن وَرائِكَ: هذا هو الطَّريق فاسلُكوه إذا يامَنتُم وإذا ياسَرتُم وتَستَنجِسونَ صَفائِحَ تَماثيلِكَ مِنَ الفِضَّة وغِشاءَ مَسْبوكاتِكَ مِنَ الذَّهَب وتُبَدِّدُها كفَرْزِ حَيض وتَقولُ لها: اِبتَعِدي ويَرزُقُ مَطَرَه لِزَرعِكَ الَّذي تَزرَعُ بِه الأَرْض والخُبزُ الَّذي مِن غَلَّةِ الأَرض يَكونُ دَسِماً سَميناً. وفي ذلك اليَومِ تَرْعى ماشِيَتكَ في مُروجٍ فَسيحة والثِّيرانُ والجِحاشُ الَّتي تَحرُثُ الأَرض تأكُلُ عَلَفاً مُمَلَّحاً مُذَرّاً بِالرَّنْشِ والمِذْرى. ويَكونُ على كُلِّ جَبَلٍ شامِخ وكُلِّ تلَةٍ عالِيَة سواقٍ وجَداوِلُ مِياه يَومَ القَتْلِ العَظيمِ حينَ تَسقُطُ الأَبْراج. ويَصيرُ نورُ القَمَرِ كنورِ الشَّمْس ونورُ الشَّمسِ يَصيرُ سَبعَةَ أَضْعاف كنورِ سَبعَةِ أَيَّام يَومَ يَجبُرُ الرَّبُّ كَسرَ شَعبِه ويَشْفي جُرحَ ضَربَتِه.
الرسالة: (2 تسالونيقي 2/ 15-3 /5)
فاثبُتوا إِذًا، أَيُّها الإخوَة، وحافِظوا علٍى السُّنَنِ الَّتي أَخَذتُموها عَنَّا، إِمَّا مُشافَهةً وإِمَّا مُكاتَبةً. عَسى رَبُّنا يسوعُ المسيحُ نَفْسُه واللهُ أَبونا الَّذي أَحبَنا وأَنعَمَ علَينا بعَزاءٍ أَبَدِيٍّ ورَجاءٍ حَسَن أَن يُعَزِّيا قُلوبَكم ويُثَبِّتاها في كُلِّ صالِحٍ مِن عَمَلٍ وقَول. وبَعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فصَلُّوا مِن أَجلِنا لِتُتابِعَ كَلِمَةُ الرَّبِّ جَرْيَها ويَكونَ لَها مِنَ الإِكرامِ ما كانَ لَها عِندَكم ونَنجُوَ مِن قَومِ السُّوءِ الأَشْرار، فالإيمانُ ليسَ مِن نَصيبِ جَميعِ النَّاس. ولكِنَّ الرَّبَّ أَمينٌ سيُثِّبتُكم ويَحفَظُكم مِنَ الشِّرِّير. وإِنَّنا لَواثِقونَ في الرَّبِّ بِشَأنِكم أَنَّ ما أَوصَيناكم بِه تَعمَلوَنه وستُتابِعونَ عَمَلَه. هَدى الرَّبُّ قُلوبَكم إِلى مَحبَّةِ اللهِ وثَباتِ المسيح!
الإنجيل: (متى 13/ 1-17)
في ذلكَ اليوم خَرَجَ يسوعُ مِنَ البَيت، وجلَسَ بِجانِبِ البَحر. فازْدَحَمَت عليهِ جُموعٌ كَثيرة، حتَّى إِنَّه رَكِبَ سَفينةً وجَلَسَ، والجَمْعُ كُلُّه قائمٌ على الشَّاطِئ. فكلَّمَهُم بالأَمثالِ على أُمورٍ كثيرةٍ قال: ((هُوَذا الزَّارِعُ قد خرَجَ لِيَزرَع. وبَينما هو يَزرَع، وقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ فأَكَلَتْه. ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرةٍ لم يكُنْ له فيها تُرابٌ كثير، فنَبَتَ مِن وقتِه لأَنَّ تُرابَه لَم يَكُن عَميقاً. فلمَّا أَشرقَتِ الشَّمسُ احتَرَق، ولَم يكُن له أَصلٌ فيَبِس. ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على الشَّوك فارتفعَ الشَّوكُ فخَنقَه. ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على الأَرضِ الطَّيِّبة فأَثمَرَ، بَعضُه مِائة، وبعضُه سِتِّين، وبعضُه ثَلاثين. فمَن كانَ له أُذُنان فَلْيَسمَعْ!)). فدَنا تَلاميذُه وقالوا له: ((لِماذا تُكلِّمُهم بالأَمثال؟)) فأَجابَهم: ((لأَنَّكم أُعطيتُم أَنتُم أَن تعرِفوا أَسرارَ مَلكوتِ السَّمَوات، وأَمَّا أُولَئِكَ فلم يُعطَوا ذلك. لأَنَّ مَن كانَ لَه شَيء، يُعْطى فيَفيض. ومَن ليس لَه شَيء، يُنتَزَعُ منه حتَّى الَّذي له. وإِنَّما أُكلِّمُهم بِالأَمثال لأَنَّهم يَنظُرونَ ولا يُبصِرون، ولأَنَّهم يَسمَعونَ ولا يَسمَعون ولا هم يَفهَمون. وفِيهِم تَتِمُّ نُبُوءةُ أَشَعيا حَيثُ قال: ((تَسمعونَ سَماعاً ولا تَفهَمون وتَنظُرونَ نظَراً ولا تُبصِرون. فقد غَلُظَ قَلبُ هذا الشَّعب وأَصَمُّوا آذانَهم وأَغمَضوا عُيونَهم لِئَلاَّ يُبصِروا بِعيونِهم ويَسمَعوا بِآذانِهم ويَفهَموا بِقُلوبِهم ويَرجِعوا. أَفأَشفيهم؟)). وأَمَّا أَنتُم، فَطُوبى لِعُيونِكم لأَنَّها تُبصِر، ولآذانِكم لأَنَّها تَسمعَ. الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ كثيراً مِنَ الأَنبِياءِ والصِدِّيقينَ تَمَنَّوا أَن يَرَوا ما تُبصِرونَ فلَم يَرَوا، وأَن يَسمَعوا ما تَسمَعونَ فلَم يَسمَعوا.
التعليقات مغلقة.