القراءة الأولى: (تثنية 15/19-19+9/20-14)
لايَقومُ شاهِدٌ واحِدٌ على أَحَدٍ في أَيِّ إثْمٍ وأَيَّةِ خَطيئَةٍ يَرْتَكِبُها، ولكِن بِقَولِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَةِ شُهودٍ تَقومُ القَضِيَّة. إِن قامَ على أَحَدٍ شاهِدٌ ظالِمٌ فاتَهَمَه بِتَمَرد، فلْيَقِفِ الرَّجُلانِ اللَّذانِ بَينَهما الدَّعْوى أَمامَ الرَّبِّ، أَمامَ الكَهَنَةِ والقُضاةِ الَّذينَ يَكونونَ في تِلكَ الأَيَّام. ولْيَبحَثِ القُضاةُ جَيِّدًا، فإِن كانَ الشَّاهِدُ شاهِدَ زورٍ وقَد شَهدَ بِالزُّورِ على أَخيه، فاصنَعوا بِه كما نَوى أًن يَصنَعَ بِأَخيه، واقلعَِ الشَّرَّ مِن وَسْطِكَ، ومَتى اَنتَهَى الكَتَبَةُ مِن مُخاطَبَةِ الشَّعْب، يُقيمونَ على الشَّعبُِ رُؤَساءَ جُيوش. وإِذا تَقَدَّمتَ إِلى مَدينةٍ لِتُقاتِلَها، فادعها أَوَّلاً إِلى السِّلْم، فإِذا أَجابَتْكَ بالسِّلْمِ وفَتَحَت لَكَ أَبْوابَها، فكُلُّ القَومِ الَّذي فيها يَكونُ لَكَ تَحتَ السُّخرَةِ ويَخدُمكَ. وإِن لم تُسالِمْكَ، بل حارَبَتكَ، فحاصَرتَها، وأَسلَمَها الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ، فاضرِبْ كُلَّ ذَكَرٍ بِحَدِّ السَّيف. وأَمَّا النِّساءُ والأَطفالُ والبَهائِمُ وجَميعُ ما في المَدينَةِ مِن غَنيمة، فاغتَنِمْها لِنَفْسِكَ، وكُلْ غَنيمةَ أَعْدائِكَ الَّتي أَعْطاكَ الرَّبَّ إِلهُكَ إِيَاها.
القراءة الثانية: (اشعيا 1/30-10)
وَيلٌ لِلبَنينَ العاصين، يَقولُ الرَّبّ الَّذينَ يُقيمونَ مَشرْوعاً لَيسَ مِنِّي ويَقطَعونَ عَهداً لَيسَ مِن روحي لِيَزيدوا خَطيئَةً على خَطيئَة الَّذينَ يَنطَلِقونَ نازِلينَ إلى مِصْر ولم يَسأَلوا فَمي لِكَي يَحتَموا بحِمايَةِ فِرعَون ويَعتَصِموا بظِلِّ مِصْر. ستَكونُ لَكمَ حِمايَةُ فِرعَونَ خِزباً والِاعتِصامُ بِظِلِّ مِصرَ عاراً. لِأَنَّ رؤَساءَه قد ذَهَبوا إِلى صوعَن وبَلَغَ رُسُلُه إِلى حانيس فلَقوا جَميعُهمُ الخِزْيَ عِندَ شَعبٍ لا يَنفَعُهم لا عَونَ مِنه ولا مَنفَعَة إِنَّما مِنه الخِزيُ والخَجَل. قَولٌ على بَهائِمَ النَّقَب: في أَرضِ الشِّدَّةِ والضِّيق الَّتي مِنها اللَّبُؤَةُ والأَسَد والأَفْعى والتِّنِّينُ الطَّيَّار يَحمِلونَ أَمْوالَهم على ظُهورِ الجِحاش كنوزَهم على أَسنِمَةِ الجِمال إِلى شَعبٍ لا يَنفَعُهم. فإِنَّ مِصرَ نُصرَتُها باطِلٌ وعَبَث لِذلك دَعَوتُها رَهَبَ الرَّاكِدةَ فهَلُمَّ الآنَ واكتُبْ ذلك على لَوحٍ أَمامَهم وارسُمْه في سِفْر لِيَكونَ لِليَومِ الأَخير دائماً ولِلأَبَد لِأَنَّ هذا الشَّعبَ مَرَدَةٌ بَنونَ كَذَبَة يأبَون أَن يَسمَعوا تَعليمِ الرَّبّ. يَقولونَ لِلرَّائينَ: (( لا ترَوا )) ولِلأَنبِياءِ: (( لا تَرَوا لنا ما هو حَقّ بل كَلِّمونا كَلاماً مَلِقاً وانظُروا أَوهاماً.
الرسالة: (1تسالونيقي 14/2-13/3)
فاقتَدَيتُم، أَيُّها الإِخوَة، بِالكَنائِسِ الَّتي بِاليَهودِيَّة، في المسيحِ يسوع. فقَد عانَيتُم أَنتُم أَيضًا مِن أَبناءِ وطَنِكم ما عانى أُولئِك مِنَ اليَهود. فهمُ الَّذينَ قَتَلوا الرَّبَّ يسوعَ والأَنبِياءَ واضطَهَدونا، وهمُ الَّذينَ لا يُرْضونَ اللهَ ويُعادونَ جَميعَ النَّاس فيَمنَعونَنا أَن نُكَلِّمَ الوَثنِّيَينَ لِيَنالوا الخَلاص، فيَبلُغونَ بِخَطاياهم إلى أَقْصى حَدٍّ دائِمًا أَبَدًا، ولكِنَّ الغَضَبَ نَزَلَ علَيهِم آخِرَ الأَمْر. أَمَّا نَحنُ، أَيُّها الإِخوَة، فإِنَّ انفِصالَنا عَنكم حينًا، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، زادَنا تَطلُّعًا إلى رُؤيَةِ وَجهِكم لِشِدَّةِ شوقنا إِلَيكم. ولِذلك أَرَدْنا أَن نَجيءَ إِلَيكم، وأَرَدتُ أَنا بولُسَ ذلِكَ مَرَّةً، بل مَرَّتين فعاقَنا الشَّيطان. فمَن هو رَجاؤُنا وفَرَحُنا وإِكليلُ فَخْرِنا عِندَ رَبِّنا يسوعَ يَومَ مَجيئِه؟ أَو َما هو أَنتُم؟ بَلى، أَنتُم مَجْدُنا وفَرَحُنا. ولَمَّا فَرَغَ صَبْرُنا، فضَّلْنا البَقاءَ وَحْدَنا في اثينة، فبَعَثْنا بِطيموتاوُسَ أَخينا ومُعاوِنِ اللهِ في إِعْلانِ بِشارةِ المسيح لِيُثِّبَتكم ويُؤَيِّدَكم في إِيمانِكم لِئَلاَّ يَتزَعزَعَ أَحَدٌ في هذِه الشَّدائِد، فإِنَّكم تَعلَمونَ أَنَّنا جُعِلْنا لِذلِكَ. ولَمَّا كُنَّا عِندَكم، كُنَّا نُنبِئُكم أَنَّنا سنُعاني الشَّدائِد، وذلِكَ ما حَدَثَ كما تَعلَمون. و لِهذا فَرَغَ صَبْري فبَعَثتُ لأَستَخبِرَ عن إِيمانِكم، خَوفًا مِن أَن يَكونَ المُجرِّبُ قد جَرَّبَكم فيَصيرَ جَهْدُنا باطِلاً. أَمَّا الآنَ وقد رَجَعَ إِلَينا طيموتاوُس مِن عِندِكم وبَشَّرَنا بما أَنتُم علَيه مِن إِيمانٍ ومَحبَّة وقالَ لَنا إِنَّكم تَذكُرونَنا بِالخَيرِ دائِمًا وتَشتاقونَ رُؤيتَنا كما نَشتاقُ رُؤَيتَكم, فكانَ لَنا مِن إِيمانِكم، أَيُّها الإِخوة، ما شَدَّدَنا في أَمرِكم، في جَميعِ ما نُعانيهِ مِنَ الضِّيقِ والشِّدَّة. فقَد عادَتِ الحَياةُ إِلَينا الآن لأَنَّكم ثابِتونَ في الرَّبّ. فأَيُّ شُكْرٍ بوُسْعِنا أَن نُؤدِّيَه إلى اللهِ فيكُم على كُلِّ الفَرَحِ الَّذي فَرِحْناه بِسَبَبِكم في حَضرَةِ إِلهِنا . ونَحنُ نسأَلُه لَيلَ نَهارَ مُلِحِّينَ بِشِدَّةٍ أَن نَرى وَجْهَكم ونُكمِّلَ ما نَقَصَ مِن إِيمانِكم؟ عَسى أَن يُمَهِّدَ طَريقَنا إِلَيكمُ اللهُ أَبونا نَفسُه ويسوعُ رَبُّنا، وعَسى أَن يَزيدَ الرَّبُّ ويُنمِيَ مَحَبَّةَ بَعضِكم لِبَعْضٍ ولِجَميعِ النَّاسِ على مِثالِ مَحَبَّتِنا لَكم، ويُثبِّتَ قُلوبَكم فلا يَنالَها لَومٌ في القَداسةِ في حَضرَةِ إِلهِنا وأَبينا لدى مَجيءِ رَبِّنا يسوعَ المسيح يُواكِبُه جَميعُ قِدِّيسيه!.
الإنجيل: (لوقا 1/18-14)
وضرَبَ لَهم مثَلاً في وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل، قال: ((كانَ في إِحدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النَّاس. وكانَ في تلك المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي، فأَبى علَيها ذلِكَ مُدَّةً طَويلة، ثُمَّ قالَ في نَفْسِه: أَنا لا أَخافُ اللهَ ولا أَهابُ النَّاس، ولكِنَّ هذِه الأَرمَلَةَ تُزعِجُني، فسَأُنصِفُها لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأتي وتَصدَعَ رَأسي )). ثّمَّ قالَ الرَّبّ: ((اِسمَعوا ما قالَ القاضي الظَّالِم. أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إِلى إِنصافِهم. ولكِن، متى جاءَ ابنُ الإِنسان، أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟ )) وضرَبَ أَيضاً هذا المَثَلَ لِقَومٍ كانوا مُتَيَقِّنينَ أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس: ((صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ جابٍ. فانتَصَبَ الفِرِّيسيُّ قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: ((الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني)). أَمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيداً لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَه ويقول: ((الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ! )) أَقولُ لَكم إِنَّ هذا نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبروراً وأَمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع)).
التعليقات مغلقة.