أعداد الأب زيد عادل
القراءة الأولى: (اشعيا 55 /4-13)
اجلسوا وأنصتوا إلى قراءة من سفر اشعياء : بارخمار
هاءَنَذا جَعَلتُه لِلشُّعوبِ شاهِداً لِلشُّعوبِ قائِداً وآمِراً. ها إِنَّكَ تَدْعو أُمَّةً لم تَكُنْ تَعرِفُها وإلَيكَ تَسْعى أُمَّةٌ لم تَكُنْ تَعرِفُكَ بِسَبَبِ الرَّبِّ إِلهِك وقُدُّوسِ إسْرائيلَ الَّذي مَجَّدَكَ. إِلتَمِسوا الرَّبَّ ما دامَ يوجَد أُدْعوه ما دامَ قَريباً. لِيَترُكِ الشِّرِّيرُ طَريقَه والأَثيمُ أَفْكارَه ولْيَرجِعْ إِلى الرَّبِّ فيَرحَمَه وإِلى إِلهِنا فإِنَّه يُكثِرُ العَفْوَ فإِنَّ أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي، يَقولُ الرَّبّ. كما تَعْلو السَّمواتُ عنِ الأَرض كذلك طُرُقي تَعْلو عن طُرُقِكم وأَفْكاري عن أَفْكارِكم لِأَنَّه كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إِلى هُناك دونَ أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنتِجُ وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعاً والآكِلَ طَعاماً فكذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي: لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه. فإِنَّكم بِفَرَحٍ تَخرُجون وبِسَلامٍ تُعادون والجِبالُ والتِّلالُ تَندَفِعُ بِالهُتافِ أَمامَكم وجَميعُ أشْجارِ الحُقولِ تُصَفِّقُ بِالأَيدي. مَكانَ العُلَّيقِ بَنبُتُ السَّروُ ومَكانَ القُرَّاصِ يَنبُتُ الآس ويَكونُ ذلك لِلرَّبِّ اسماً وآيَةً أَبَدِيَّةً لا تَنقَرِض.
القراءة الثانية: (أعمال 4 /32-5 /11)
أنصتوا إلى قراءة من سفر الأعمال: بارخمار
وكانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة، لا يَقولُ أَحدٌ مِنهم إِنَّه يَملِكُ شَيئًا مِن أَموالِه، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهم، وكانَ الرُّسُلُ يُؤدُّونَ الشَّهادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يسوع تَصحَبُها قُوَّةٌ عَظيمة، وعَلَيهِم جَميعًا نِعمَةٌ وافِرة. فلَم يَكُنْ فيهمِ مُحتاج، لأَنَّ كُلَّ مَن يَملِكُ الحُقولَ أَوِ البُيوتَ كانَ يَبيعُها، ويأتي بِثَمنِ المَبيع، فيُلْقيهِ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل. فيُعْطى كُلٌّ مِنهم على قَدْرِ احتِياجِه. وإِنَّ لاوِيًّاً قُبرُسِيًّا اسمُه يوسُف، ولَقَّبَه الرُّسُلُ بَرنابا، أَيِ ابنَ الفَرَج، كانَ يَملِكُ حَقلاً فَباعَه وأَتى بِثَمَنِه فأَلقاهُ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل. وإِنَّ رَجُلاً اِسمُه حَنَنْيا باعَ مِلْكًا له بِمُوافَقَةِ امرَأَتِه سِفِّيرَة، فاقتَطَعَ قِسمًا منَ الثَّمَنِ بعِلمٍ مِنِ امرَأَتِه، وأَتى بالقِسمِ الآخَر فأَلقاهُ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل. فقالَ له بُطرُس: ((يا حَنَنْيا، لِماذا مَلأَ الشَّيطانُ قَلبَكَ فكذَبتَ على الرُّوحِ القُدُس، واقتَطَعتَ قِسمًا مِن ثَمَنِ الحَقْل؟ أَما كانَ يَبقى لكَ لو بَقِيَ على حالِه؟ أَوَ مَا كانَ مِن حَقِّكَ بَعدَ بَيعِه أَن تَتَصرَّفَ بِثَمَنِه كما تَشاء؟ كَيفَ طَوَيتَ قَلبَكَ على هذا الأَمر؟ أَنتَ لم تَكذِبْ على النَّاس، بل على اللّه)). فلَمَّا سَمِعَ حَننْيا هذا الكَلام وَقَعَ ولفَظَ الرُّوح. فاستَولى خَوفٌ شَديدٌ على جَميعِ الَّذينَ سَمِعوا بِذلِكَ. فجاءَ الفِتيانُ فكَفَّنوه وذَهَبوا به ودَفنَوه.
ومَضَى نَحوُ ثَلاثِ ساعات، فدَخَلتِ امْرأَتُه وهي لا تَعلَمُ ما جَرى. فسَأَلَها بُطرُس:((قولي لي، أَبِكَذا بِعتُما الحَقلَ؟)) فقالت: ((نَعَم، بِكَذا)). فقالَ لها بُطرُس: ((لِماذا اتَّفَقتُما على تَجرِبَةِ روحِ الرَّبّ؟ هاهي ذي أَقدامُ الَّذينَ دَفَنوا زَوجَكِ على الباب، وسيَذهَبونَ بكِ أَنتِ أَيضًا)). فَوَقَعَت عِندَ قَدمَيهِ مِن وَقتِها ولَفَظَتِ الرُّوح. فَدَخَلَ الفِتْيانُ فوَجَدوها مَيتَة، فذَهَبوا بِها ودَفَنوها بِجانِبِ زَوجِها. فَاستَولى خوفٌ شديدٌ على الكنَيسَةِ كافَّةً وعلى جَميعِ الَّذينَ سَمِعوا بِذلك.
الرسالة: (كولوسي 1 /1-20)
من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي: يقول يا إخوة : بارخمار
مِن بولُسَ رَسولِ المسيحِ يسوع بِمَشيئةِ الله و مِنَ الأَخِ طيموتاوُس إِلى القِدِّيسينَ الَّذينَ في قولُسِّي، الإِخوَةِ المُؤمِنينَ في المسيح. علَيكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ الّهِ أَبينا. نَشكُرُ اللهَ أَبا رَبنِّا يسوعَ المسيحِ دائِمًا، ونَحنُ نُصلِّي مِن أَجلِكُم، بَعدَ أَن سَمِعْنا بإِيمانِكم في المسيحِ يسوع وبِمَحَبَّتِكم لِجَميعِ القِدِّيسين مِن أَجْلِ الرَّجاءِ المَحْفوظِ لَكم في السَّمَوات. فقَد سَمِعتُم بِهذا الرَّجاءِ في كَلِمَةِ الحَقّ، أَي في البِشارةِ الَّتي وَصَلَت إِلَيكم. وكَما أَنَّها تُثمِرُ وَتنتَشِرُ في العالَمِ أَجْمَع، فهِي كذلِكَ تُثمِرُ و َتنتَشِرُ فيما بَينَكم مُذ سَمِعتُم بِنِعمَةِ اللهِ وعَرَفتُموها حَقَّ المَعرِفَة، كما تَعلَّمتُم مِن أَبَفْراس صاحِبِنا الحَبيبِ في العَمَل والخادِمِ الأَمينِ لِلمَسيحِ مِن أَجلِكم، فقَد أَخبَرَنا بِما أَنتُم علَيه مِنَ المَحبَّةِ في الرُّوح.
لِذلِكَ نَحنُ أَيضًا، مُنذُ اليَومِ الَّذي سَمِعْنا فيه ذلِكَ، لا نَكُفُّ عنَ الصَّلاةِ مِن أَجلِكُم ونَسأَلُه تَعالى أَن تَمتَلِئوا مِن مَعرِفَةِ مَشيئَتِه في كُلِّ شيَءٍ مِنَ الحِكمَةِ والإِدراكِ الرُّوحِي لِتَسيروا سيرةً جَديرةً بِالرَّبِّ تُرْضيهِ كُلَّ الرِّضا وتُثمِروا كُلَّ عَمَلٍ صالِح وتَنْموا في مَعرِفَةِ الله، مُتَقوِّينَ كُلَّ قُوَّةٍ بِقُدرَتِه العَزيزة، على الثَّباتِ التَّامّ والصَّبْرِ الجَميل، وتَشكرُوا الآبَ فَرِحين لأَنَّه جَعَلَكم أَهْلاً لأَن تُشاطِروا القِدِّيسينَ مِيراثَهم في النُّور. فهو الَّذي نَجَّانا مِن سُلْطانِ الظُّلُمات ونَقَلَنا إلى مَلَكوتِ ابنِ مُحَبَّتِه، فكانَ لنا فيه الفِداءُ وغُفْرانُ الخَطايا. هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى وبِكْرُ كُلِّ خَليقَة. ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء مِمَّا في السَّمَواتِ ومِمَّا في الأَرْض ما يُرى وما لا يُرى أَأَصْحابَ عَرْشٍ كانوا أَم سِيادَةٍ أَم رِئاسةٍ أَم سُلْطان كُلُّ شيَءٍ خُلِقَ بِه ولَه. هو قَبْلَ كُلِّ شيَء وبِه قِوامُ كُلِّ شيَء. وهو رَأسُ الجَسَد أي رَأسُ الكَنيسة. هو البَدْءُ والبِكْرُ مِن بَينِ الأَموات لِتَكونَ لَه الأوليَّةُ في كُلِّ شيَء. فقَد حَسُنَ لَدى الله أَن يَحِلَّ بِه الكَمالُ كُلُّه. وأَن يُصالِحَ بِه ومِن أَجلِه كُلَّ موجود مِمَّا في الأَرْضِ ومِمَّا في السَّمَوات وقَد حَقَّقَ السَّلامَ بِدَمِ صَليبِه.
الإنجيل: (يوحنا 20 /19-31)
وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: ((السَّلامُ علَيكم!)) قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ. فقالَ لَهم ثانِيَةً: ((السَّلامُ علَيكم! كما أَرسَلَني الآب أُرسِلُكم أَنا أَيضاً)). قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: ((خُذوا الرُّوحَ القُدُس. مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم)). على أَنَّ توما أَحَدَ الاثَنْي عَشَر، ويُقالُ له التَّوأَم، لم يَكُنْ مَعَهم حِينَ جاءَ يسوع. فقالَ لَه سائِرُ التَّلاميذ: ((رأَينا الرَّبّ)). فقالَ لَهم: ((إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لن أُومِن)).
وبَعدَ ثَمانِيةِ أَيَّامٍ كانَ التَّلاميذُ في البَيتِ مَرَّةً أُخْرى، وكانَ توما معَهم. فجاءَ يسوعُ والأبوابُ مُغلَقَة، فوَقَفَ بَينَهم وقال: ((السَّلامُ علَيكم))! ثُمَّ قالَ لِتوما: ((هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً)). أَجابَه توما: ((رَبِّي وإِلهي!)) فقالَ له يسوع: ((أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا)). وأتى يسوعُ أَمامَ التَّلاميذ بِآياتٍ أُخرى كثيرة لم تُكتَبْ في هذا الكِتاب، وإِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه.
التعليقات مغلقة.