أعداد الأب زيد عادل
الجمعة السادسة من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 33 /1-11)
ثُمَّ رَفَعَ يَعْقوبُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا عيسو مُقبِلٌ ومعه أَربَعُ مِئَةِ رَجُل. فوزَّعَ يَعْقوبُ الأولادَ على لَيئَةَ وراحيلَ والخادِمَتَين، وجَعَلَ الخادِمَتَين وأَولادَهُما في المُقَدَّمة، ثُمَّ لَيئَةَ وأَولادَها، ثُمَّ راحيل، ويوسُفَ أَخيرًا. أَمَّا هو فتَقَدَّمَهم وسَجَدَ إِلى الأَرضِ سَبعَ مرَّاتٍ حتَّى دَنا مِن أَخيه. فبادَرَ عِيسو إِلى لِقائِه وعانَقَه وأَلْقى بِنَفْسِه على عُنُقِه وقبَّلَه وبَكَيا. ورَفَعَ عيسو عَينَيه فرأَى النِّساءَ والأولادَ فقال: ((ما هؤُلاءِ معَكَ؟)) قال: ((الأولادُ الَّذينَ رزَقَهمُ اللهُ عَبدَكَ)). فتَقَدَّمَتِ الخادِمَتانِ وأَولادُهما وسَجَدوا. ثُمَّ تَقَدَّمَت لَيئَةُ أَيضاً وأَولادُها وسَجَدوا. وأَخيرًا تَقَدَّمَ يُوسفُ وراحيلُ وسَجَدا. فقالَ عيسو: ((ماذا أَرَدتَ من كُلِّ هذا الحَشْدِ الَّذي صادَفتُه؟)) قال: ((أَن أَنالَ حُظوَةً في عَيَني سَيِّدي)). قالَ عيسو: ((إِنَّ عِنْدي كثيرًا، فما لَكَ يَبْقى لَكَ، يا أَخي)). قالَ يَعْقوب: ((لا، إِن نِلْتُ حُظوَةً في عَينَيكَ فاَقبَلْ هَدِيَّتي مِن يَدي، فإِنِّيِ رَأَيتُ وَجهَكَ كما يُرى وَجهُ الله ورَضيتَ عَنِّي. فاَقبَلْ هَدِيَّتي الَّتي جِئتُ بِها إِلَيكَ، فإِنَّ اللهَ قد أَنعَمَ علَيَّ، وعِنْدي مِن كُلِّ شَيء)). وأَلَحَّ علَيه فقَبِل.
الرسالة: (روما 15 /7-13)
فتَقَبَّلوا إِذًا بَعضُكُم بَعضاً، كما تَقبَّلَكمُ المسيح، لِمَجْدِ الله. وإِنِّي أَقولُ إِنَّ المسيحَ صارَ خادِمَ أَهْلِ الخِتان لِيَفِيَ بِصِدْقِ اللهِ وُيثبتَ المَواعِدَ الَّتي وُعِدَ بِها الآباء. أَمَّا الوَثنِيُّون فيُمَجِّدونَ اللهَ على رَحمَتِه، كما وَرَدَ في الكِتاب: ((مِن أَجْلِ ذلِك سأَحمَدُكَ بَينَ الوَثنِيِّين وأُرَتِّلُ لأسْمِكَ)). ووَردَ فيه أَيضًا: ((إِفرَحي أَيَّتُها الأُمَمُ مع شَعْبِه)). ووَردَ أَيضًا: ((سبِّحي الرَّبَّ أَيَّتُها الأُمَمُ جَميعًا، وَلْتُثْنِ علَيه جَميعُ الشُّعوب)). وقال أَشَعْيا أَيضًا: ((سيَظهَرُ فَرْعُ يَسَّى، ذاكَ الَّذي يَقومُ لِيَسوسَ الأمَم وعَلَيه تَعقُدُ الأُمَمُ رَجاءَها)). لِيَغمُرْكُم إِلهُ الرَّجاءِ بِالفَرَحِ والسَّلامِ في الإِيمان لِتَفيضَ نُفوسُكم رجاءً بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس!
الإنجيل: (يوحنا 11 /32- 44)
فما إِن وَصَلَت مَريَمُ إِلى حَيثُ كانَ يسوع ورَأَته، حتَّى ارتَمَت على قَدَمَيه وقالَت له: ((يا ربّ، لو كُنتَ ههُنا لَما مات أَخي)). فلَمَّا رآها يسوعُ تَبكي ويَبكي معَها اليَهودُ الَّذينَ رافَقوها، جاشَ صَدرُه وَاضطَرَبَت نَفْسُه وقال: ((أَينَ وَضَعتُموه؟)) قالوا لَه: ((يا رَبّ، تَعالَ فانظُر)). فدَمعَت عَيْنا يسوع. فقالَ اليَهود: ((اُنظُروا أَيَّ مَحَبَّةٍ كانَ يُحِبُّه)). على أَنَّ بَعضَهم قالوا: ((أَما كانَ بإِمكانِ هذا الَّذي فَتَحَ عَينَيِ الأَعمى أَن يَرُدَّ المَوتَ عَنه؟)) فجاشَ صَدرُ يسوعَ ثانِيةً وذَهَبَ إلى القبر، وكانَ مغَارةً وُضِعَ على مَدخلِها حَجَر. فقالَ يسوع: ((إِرفَعوا الحَجَر!)) قالَت لَه مَرْتا، أُختُ المَيْت: ((يا ربّ، لقَد أَنتَن، فهذا يَومُه الرَّابع)). قالَ لَها يسوع: ((أَلَم أَقُلْ لَكِ إِنَّكِ إِن آمَنتِ تَرينَ مَجدَ الله؟)). فرَفَعوا الحَجَر ورفَعَ يسوعُ عَينَيه وقال: ((شُكراً لَكَ، يا أَبَتِ، على أَنَّكَ استَجَبتَ لي، وقَد عَلِمتُ أَنَّكَ تَستَجيبُ لي دائِماً أَبَداً، ولكِنِّي قُلتُ هذا مِن أَجْلِ الجَمْعِ المُحيطِ بي لِكَي يُؤمِنوا أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني)). قالَ هذا ثُمَّ صاحَ بِأَعلى صَوتِه: ((يا لَعازَر، هَلُمَّ فاخرُجْ)) فخرَجَ المَيتُ مَشدودَ اليَدَينِ والرِّجلَينِ بالعَصائِب، مَلفوفَ الوَجهِ في مِنْديل. فقالَ لَهم يسوع: ((حُلُّوهُ ودَعوهُ يَذهَب)).
التعليقات مغلقة.