أعداد الأب زيد عادل
السبت الخامس من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 20 /8-18)
فبَكَّرَ أَبيمَلِكُ في الغَدِ ودَعا جَميعَ خَدَمِه وتَكَّلَمَ بِجَميعِ هذه الأُمورِ على مَسامِعِهم، فخافَ القَومُ جِدًّا. ثُمَّ دعا أَبيمَلِكُ إِبْراهيمَ وقالَ له: ((ماذا صَنَعتَ بنا؟ وبِمَاذا خَطِئت إِلَيكَ حتَّى جَلَبتَ علَيَّ وعلى مَمْلَكتي هذه الخَطيئةَ العظيمة؟ إِنَّكَ صَنَعتَ بي ما لا يُصنَع)). وقالَ أَبيمَلِكُ لإِبْراهيم: ((ما بَدا لَكَ مِنِّي حتَّى فَعَلتَ هذا الأَمْر؟)) فقالَ إِبْراهيم: ((إِنِّي قُلتُ في نَفْسي: لاشَكَّ أنْ لَيسَ في هذا المكانِ خَوفُ الله، فيَقتُلوَنني بِسَبَبِ امرَأَتي. وفي الحَقيقةِ هي أُخْتي، ابنَةُ أَبي. لكِنَّها لَيسَتِ اَبنَةَ أُمِّي، فصارتِ امرَأَةً لي.فلَمَّا رَحَّلني اللهُ مِن بَيتِ أَبي، قُلتُ لَها: هذا ما تَتَفضَّلينَ به عَلَيَّ: حَيثما جِئْنا فقُولي فِيَّ: هو أَخي)). فأَخَذَ أَبيمَلِكُ غَنَمًا وبَقَرًا وخُدَّامًا وخادِمات وأَعْطاها إِبْراهيم ورَدَّ إِليه سارةَ امرَأَته. وقالَ ابيمَلِك: ((هذه أَرْضي بَينَ يَدَيكَ، فحَيثُما طابَ لَكَ فأَقِمْ فيه)). وقالَ لِسارة: ((قد أَعطَيتُ أَخاكِ أَلْفَ مِثْقالٍ مِنَ الفِضَّة، تَكونُ لَكِ حِجابَ عَينٍ لِكُلِّ مَن مَعَكِ فتَتَزَكَّينَ تَمامًا)). فصَلَّى إِبْراهيمُ إِلى الله، فعافى اللهُ أَبيمَلِكَ واَمرَأَتَه وخادِماتِه فوَلَدنَ، لأَنَّ الرَّبَّ كانَ قد حَبَسَ كُلَّ رَحِمٍ في بَيتِ أَبيمَلِك، بِسَبَبِ سارةَ اَمرَأَةِ إِبْراهيم.
الرسالة: (روما 5 /17-21)
فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِدٍ قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد، فأَحْرى أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه. فكَما أَنَّ زَلَّةَ إِنسانٍ واحِدٍ أَفضَت بجَميعِ النَّاسِ إلى الإِدانة، فكَذلِكَ بِرُّ إِنسانٍ واحِدٍ يَأتِي جَميعَ النَّاسِ بِالتَّبْريرِ الَّذي يَهَبُ الحَياة. فكما أَنَّه بِمَعصِيَةِ إِنسانٍ واحِدٍ جُعِلَت جَماعةُ النَّاسِ خاطِئَة، فكَذلِكَ بِطاعةِ واحِدٍ تُجعَلُ جَماعةُ النَّاسِ بارَّة. وقَد جاءَتِ الشَّريعةُ لِتَكثُرَ الزَّلَّة، ولكِن حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة، حتّى إِنَّه كما سادَتِ الخَطيئَةُ لِلمَوت، فكذلك تَسودُ النِّعمَةُ بِالبِرِّ في سَبيلِ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسوعَ المسيحِ رَبَّنا.
الإنجيل: (يوحنا 8 /48-59)
أَجابَه اليهود: ((أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِِنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان؟)) أَجابَ يسوع: ((لَيسَ بي مَسٌّ مِنَ الشَّيطان، ولكِنِّي أُكرِمُ أَبي، وأَنتُم تُهينوني. أَنا لا أَطلُبُ مَجدي، فهُناكَ مَن يطلُبُه وَيَحكُم. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن يَحفَظْ كَلامي لا يَرَ المَوتَ أَبَداً)). قالَ له اليَهود: ((الآنَ عَرَفْنا أَنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان. ماتَ إِبراهيمُ وماتَ الأنبياء، وأَنت تَقول: مَن يَحفَظْ كَلامي لا يَذُقِ المَوتَ أَبَداً. أَأَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا إِبراهيمَ الَّذي مات؟ وقد ماتَ الأنبِياءُ أَيضاً. مَن تَجعَلُ نَفْسَكَ؟)) أَجابَ يسوع: ((لَو مَجَّدتُ نَفْسي لكانَ مَجْدي باطِلاً، ولكِنَّ أَبي هَو الَّذي يُمَجِّدُني، ذلكَ الَّذي تَقولونَ أَنتُم: هو إِلهُنا. أَنتُم لم تَعرِفوه، أَمَّا أَنا فَأَعرِفُه. ولَو قُلتُ إِنِّي لا أَعرِفُه، لكُنتُ مِثلَكُم كاذِباً. ولكِنِّي أَعرِفُه وأَحفَظُ كَلِمَتَه. إِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح)). قالَ له اليَهود: ((أرَأَيتَ إبراهيمَ وما بَلَغتَ الخَمسين؟)) فقالَ لَهم يسوع: ((الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: قَبلَ أَن يَكونَ إِبراهيم، أَنا هو)). فأَخَذوا حِجارَةً لِيَرموه بِها، فتَوارى يسوع وخرَجَ مِنَ الهَيكَل.
التعليقات مغلقة.