أعداد الأب زيد عادل
السبت الرابع من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 14 /18-24)
وأَخرَجَ مَلْكيصادَق، مَلِكُ شَليم، خُبزًا وخَمْراً، لأَنَّه كانَ كاهِنًا ِللهِ العَلِيّ. وبارَكَ أَبْرامَ وقال: ((على أَبْرامَ بَرَكَةُ اللهِ العَلِيّ، خالِقِ السَّمَواتِ والأَرض. وتبارَكَ اللهُ العَلِيّ، الَّذي أَسلَمَ أَعداءَكَ إِلى يَدَيكَ)). وأَعْطاه أَبْرامُ العُشْرَ مِن كُلِّ شَيء. وقالَ مَلِكُ سَدومَ لأَبْرام: ((أَعْطِني النُّفوس، والأَموالُ خُذْها لك)). فقالَ أَبْرامُ لِمَلِكِ سَدومَ: ((رَفَعتُ يَدي إِلى الرَّبِّ الإِلهِ العَلِيّ، خالِقِ السَّمَواتِ والأَرض: لا أَخَذتُ خَيْطًا ولا شَريطَ نَعْلٍ من جَميعِ ما لَكَ، لِئَلاَّ تقول: أَنا أَغنَيتُ أَبْرام. لا شَيءَ لي سوى ما أَكَلَه الغِلْمان ونَصيبِ الرِّجالِ الَّذينَ ذَهَبوا معي: عانِر وأَشْكول ومَمْرا، فهُم يأخُذونَ نَصيبَهم)).
الرسالة: (روما 13 /1-7)
لِيَخضَعْ كُلُّ امرِئٍ لِلسُّلُطاتِ الَّتي بأَيدِيها الأَمْر، فلا سُلْطَةَ إِلاَّ مِن عِندِ اللّه، والسُّلُطاتُ القائِمة هو الَّذي أَقامَها. فمَن عارَضَ السُّلْطَة قاوَمَ النِّظامَ الَّذي أَرادَهُ الله، والمُقاوِمونَ يَجلُبونَ الحُكْمَ على أَنفُسِهم. فلا خَوفَ مِنَ الرُّؤَساءِ عِندَما يُفعَلُ الخَير، بل عِندَما يُفعَل الشَّرّ. أَتُريدُ أَلا تَخافَ السُّلْطَة؟ إِفعَلِ الخَيرَ تَنَلْ ثَناءَها، فإِنَّها في خِدمَةِ اللّهِ في سَبيلِ خَيرِكَ. ولكِن خَفْ إذا فَعَلتَ الشَّرّ، فإِنَّها لم تَتقلَدِ السَّيفَ عَبَثًا، لأَنَّها في خِدمَةِ اللهِ كَيما تَنتَقِمُ لِغَضَبِه مِن فاعِلِ الشَّرّ. ولِذلِكَ لابُدَّ مِنَ الخُضوع، لا خَوفًا مِنَ الغَضَبِ فَقَط، بل مُراعاةً لِلضَّميرِ أَيضًا. ولِذلِكَ تُؤَدُّونَ الضَّرائِب، والَّذينَ يَحْبُونَها هم خَدَمٌ للهِ يَعمَلونَ ذلِكَ بِنَشاط. أَدُّوا لِكُلٍّ حَقَّه: الضَّريبَةَ لِمَن لَه الضَّرِيبة، والخَراجَ لِمَن لَه الخَراج، والمَهابةَ لِمَن لَه المَهابَة، والإِكرامَ لِمَن لَه الإِكرام.
الإنجيل: (يوحنا 7 /25-36)
فقالَ أُناسٌ مِن أَهلِ أُورَشَليم: ((أَلَيسَ هذا الَّذي يُريدونَ قَتْلَه؟ فها إِنَّه يَتكَلَّمُ جِهاراً ولا يَقولونَ له شَيئاً. تُرى هل تَبَيَّنَ لِلرُّؤساءِ أَنَّه المسيح؟ على أَنَّ هذا نَعرِفُ مِن أَينَ هو، وأَمَّا المسيح فلا يُعرَفُ حينَ يأتي مِن أَينَ هو)). فرَفعَ يسوعُ صَوتَه وهُو يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ قال: ((أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا. على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي، فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم، وأَمَّا أَنا فَأَعرِفُه، لأَنِّي مِن عِندِه، وهوَ الَّذي أَرسَلَني)).فأَرادوا أَن يُمسِكوه، ولكِن لم يَبسُطْ إِلَيه أَحَدٌ يَداً، لأَنَّ ساعتَه لم تكُن قد جاءَت.
فآمنَ بِه مِنَ الجَمْعِ خَلْقٌ كَثير وقالوا: ((أَيُجري المسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يأتي أَكثرَ مِمَّا أَجْرى هذا الرَّجُل؟)) فسمِعَ الفِرِّيسيُّونَ الجَمْعَ يَتَهامَسونَ بِذلِك في شأنِه، فأَرسَلَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ بَعضَ الحَرَسِ لِيُمسِكوه. فقالَ يسوع: ((أَنا باقٍ مَعَكم وَقْتاً قليلاً، ثُمَّ أَذهَبُ إِلى الَّذي أَرسَلَني. ستَطلُبوني فلا تَجدوني، وحَيثُ أَكونُ أَنالا تَستطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا)). فقالَ اليَهودُ بَعضُهم لِبَعضٍ: ((إِلى أَينَ يَذهَبُ هذا فلا نَجِدَه؟ أَيَذهَبُ إِلى المُشَتَّتينَ مِنَ اليَهودِ بَينَ اليونانِيِّين، فيُعَلِّمَ اليونانِيِّين؟ ما مَعْنى هذه الكَلِمَةِ الَّتي قالَها: ستَطلُبوني فلا تَجِدوني، وحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا؟)).
التعليقات مغلقة.