أعداد الأب زيد عادل
الثلاثاء الثالث من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 8 /1-14)
وذَكَرَ اللهُ نُوحًا وجَميعَ الوُحوشِ والبَهائِمِ الَّتي معه في السَّفينَة. وأَمَرَّ اللهُ رِيحًا على الأَرضِ فَسَكَنَتِ المِياه. وانسَدَّت عُيونُ الغَمْرِ وكُوى السَّماء واحتَبَسَ المَطَرُ مِنَ السَّماء. وراحَتِ المِياهُ تَتَراجَعُ عَنِ الأَرض، ونَقَصَت في نِهايَةِ المِئَةِ والخَمْسينَ يَومًا. واستَقَرَّتِ السَّفينَةُ في الشَّهرِ السَّابِع، في اليَومِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنه، على جبال أراراط. وكانَتِ المِياهُ لا تَزالُ تَنقُصُ إِلى الشَّهرِ العاشِر، وفي أوَّلِ يَومٍ مِنه ظَهَرَت رُؤُوسُ الجبال. وكانَ في نِهايَةِ الأَربَعينَ يَومًا أَن فَتَحَ نُوحٌ نافِذَةَ السَّفينةِ الَّتي صَنَعَها، وأَطلَقَ الغُراب، فخَرَجَ وراحَ يَتَرَدَّدُ إِلى أَن جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأَرض. ثُمَّ أَطلَقَ الحَمامةَ مِن عِندِه لِيَرى هل قَلَّتِ المِياهُ عن وَجهِ الأَرض. فلَم تَجدِ الحَمامةُ مَوطِئًا لِرِجْلِها، فرَجَعَت إِلَيه إِلى السَّفينَة لأَنَّ المِياهَ كانَت على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها. فمَدَّ يَدَّه فأَخَذَها وأَدخَلَها إِليه إِلى السَّفينَة.
واَنتَظَرَ أَيضاً سَبعَةَ أيَّامٍ أُخَر وعادَ فأَطلَقَ الحَمامةَ مِنَ السَّفينَة. فعادَت إِلَيه الحَمامةُ وَقْتَ المَساءِ وفي فَمِها وَرَقَةُ زَيتونٍ خَضْراء. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ المِياهَ قَلَّت عنِ الأَرض. وانتَظَرَ أَيضاً سَبعَةَ أيَّامٍ أُخَر ثُمَّ أَطلَقَ الحَمامَة فلم تَرجعْ إِلَيه ثانِيَةً. وكان في سَنَةِ إِحْدى وسِتِّ مِئَةٍ مِن عُمْرِ نُوحٍ، في اليَومَ الأول من الشَّهرِ الأول، أن جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأَرض. فرفَعَ نُوحٌ غِطاءَ السَّفينَةِ ونَظَرَ فإِذا وَجهُ الأَرض قد جَفَّ. وفي الشَّهرِ الثَّاني، في اليَومِ السَّابِعِ والعِشْرينَ منه، يَبِسَتِ الأَرض.
الرسالة: (روما 8 /18-25)
وأَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا. فالخَليقةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه. فقد أُخضِعَت لِلباطِل، لا طَوْعًا مِنها، بل بِسُلطانِ الَّذي أَخضَعَها، ومع ذلك لم تَقطَعِ الرَّجاء، لأَنَّها هي أَيضاً ستُحَرَّرُ مِن عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشاركَ أَبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهم ومَجْدِهم. فإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ الخَليقةَ جَمْعاءَ تَئِنُّ إلى اليَومِ مِن آلامِ المَخاض، ولَيسَت وَحْدَها، بل نَحنُ الَّذينَ لَنا باكورةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في البَاطِن مُنتظِرينَ التَّبَنِّي، أَيِ افتِداءَ أَجسادِنا، لأَنَّنا في الرَّجاءِ نِلْنا الخَلاص، فإِذا شُوهِدَ ما يُرجى لم يَكُن رَجاء، وما يُشاهِدُه المَرءُ فَكيفَ يَرجوه أَيضاً؟ ولكِن إِذا كُنَّا نَرْجو ما لا نُشاهِدُه فبِالثَّباتِ نَنتَظِرُه.
الإنجيل: (متى10 /34-42)
((لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئتُ لأَحمِلَ السَّلامَ إِلى الأَرض، ما جِئتُ لأَحمِلَ سَلاماً، بل سَيفاً: جِئْتُ لأُفِّرقَ بَينَ المَرءِ وأَبيه، والبِنْتِ وأُمِّها، والكَنَّةِ وحَماتِها. فيكونُ أَعداءَ الإِنسانِ أَهلُ بَيتِه. مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن كانَ ابنُه أَوِ ابنَتُه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن لم يَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي. مَن حَفِظَ حياتَه يَفقِدُها، ومَن فَقَدَ حَياتَه في سبيلي يَحفَظُها. مَن قَبِلَكم قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني. مَن قَبِلَ نَبِيّاً لأَنَّه نَبيٌّ فَأَجرَ نَبِيٍّ يَنال، ومَن قَبِلَ صِدِّيقاً لأَنَّه صِدِّيقٌ فَأَجرَ صِدِّيقٍ يَنال، ومَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع)).
التعليقات مغلقة.