أعداد الأب زيد عادل
الخميس الثاني من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 4 /17-24)
وعَرَفَ قايِنُ امرَأَتَه فَحَمَلَت ووَلَدَت أَخْنوخ. ثمَّ بَنى مَدينةً فسمَّاها بِاسمِ ابِنه أَخْنوخ. ووُلدَ لأَخْنوخَ عِيراد، وعيرادُ وَلَدَ مَحويائيل، ومَحويائيلُ وَلَدَ مَتوشائيل، ومتوشائيلُ وَلَدَ لامَك. وآتَّخَذَ لامَكُ لَه اَمرَأَتَينِ اسمُ إِحداهُما عادة والأُخْرى صِلَّة. فوَلَدَت عادةُ يابَل وهو أَبو ساكِنِي الخِيامِ وأَصْحابِ المَواشي. واسمُ أَخيه يُوبَل وهو أَبو كُلِّ عازِفٍ بِالكِنَّارة والمِزْمار. وصِلَّةُ أَيضاً وَلَدَت تُوبَلَ قايِن وهو أَبو جَميعِ النَّحَّاسينَ والحَدَّادين. وأُختُ تُوبَلَ قايِنَ نَعْمة. وقالَ لامَكُ لامرَأَتَيه: ((عادةُ وصِلَّة، اِسْمَعا قَوليْ يا امرَأَتي لامَك، أَصْغِيا لِكَلامي. إِنَّني قَتَلتُ رَجُلاً بِسَبَبِ جُرْحٍ ووَلَدًا بِسَبَبِ رَضٍّ إِنَّه يُنتَقَمُ لِقايِنَ سَبعَةَ أَضْعاف وأَمَّا لِلامَكَ فسَبْعَةً وسَبْعين)).
الرسالة: (روما 8/ 1-11)
فَلَيس بَعدَ الآنَ مِن حُكْمٍ على الَّذينَ هُم في يسوعَ المسيح، ِلأَنَّ شَريعةَ الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْني مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت. فالَّذي لم تَستَطِعْهُ الشَّريعة، والجَسَدُ قد أَعيْاها، حَقَّقَه اللهُ بإِرسالِ ابِنه في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدنا الخاطِئ، كَفَّارةً لِلخَطِيئَة. فَحَكَمَ على الخَطيئَةِ في الجَسَد لِيَتِمَّ فِينا ما تَقتَضيهِ الشَّريعةُ مِنَ البِرّ، نَحنُ الَّذينَ لا يَسلكُونَ سَبيلَ الجَسَد، بل سَبيلَ الرُّوح. فالَّذينَ يَحيَونَ بِحَسَبِ الجَسَد يَنزِعونَ إلى ما هو لِلجَسَد، والَّذينَ يَحيَونَ بِحَسَبِ الرُّوح يَنزِعونَ إلى ما هو لِلرُّوح. فالجَسَدُ يَنزِعُ إلى المَوت، وأمَّا الرُّوح فَينزِعُ إلى الحَياةِ والسَّلام. ونُزوعُ الجَسَدِ عَداوَةٌ لله، فلا يَخضَعُ لِشَريعةِ الله، بل لا يَستَطيعُ ذلِك. والَّذينَ يَحيَونَ في الجَسَد لا يَستَطيعونَ أَن يُرضُوا الله. أَمَّا أَنتُم فلَستُم تَحيَونَ في الجَسَد، بل في الرُّوح، لأَنَّ رُوحَ اللهِ حالٌّ فيكُم. ومَن لم يَكُنْ فيه رُوحُ المسيح فما هو مِن خاصَّتِه. وإِذا كانَ المسيحُ فيكُم فالجَسَدُ مَيْتٌ بِسَبَبٍ مِنَ الخَطيئَة، ولكِنَّ الرُّوحَ حَياةٌ بسَبَبٍ مِنَ البِرّ. فإِذا كانَ الرُّوحُ الَّذي أَقامَ يسوعَ مِن بَينِ الأَمواتِ حالاًّ فيكُم، فالَّذي أَقامَ يسوعَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات يُحْيي أَيضًا أَجسادَكُمُ الفانِيةَ بِرُوحِه الحالِّ فيكُم.
الإنجيل: (متى 6/ 24-34)
((ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن. لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال. ((لِذلكَ أَقولُ لكُم: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ ما تَأكُلون و لا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟ أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ و لا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيراً؟ ومَنْ مِنكُم، إِذا اهْتَمَّ، يَستَطيعُ أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ ((ولماذا يُهمُّكُمُ اللِّباس؟ اعتَبِروا بِزَنابقِ الَحقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل. أَقولُ لكُم إنَّ سُلَيمانَ نَفسَه في كُلِّ مَجدِه لم يَلبَسْ مِثلَ واحدةٍ مِنها. فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غداً في التَّنُّور، يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بِأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإيمان! ((فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أوماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه. فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه. لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه.
التعليقات مغلقة.