أعداد الأب زيد عادل
الجمعة الأولى من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 2/ 15-25)
وأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ الإنسانَ وجَعَلَه في جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفلَحَها ويَحرُسَها. وأَمَرَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ قائلاً:((مِن جَميعِ أشْجارِ الجَنَّةِ تأكُل، وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا)). وقالَ الرَّبُّ الإِله:((لا يَحسُن أَن يَكونَ الإِنسانُ وَحدَه، فلأَصنَعَنَّ له عَونًا يُناسِبُه)). وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرضِ جَميعَ حَيَواناتِ الحُقول وجَميعَ طُيورِ السَّماء، وأتى بِها الإنسانَ لِيَرى ماذا يُسَمِّيها. فكُلُّ ما سمَّاه الإِنسانُ من نَفْسٍ حَيَّةٍ فهوَ اسمُه.
فأَطلَقَ الإِنسانُ أَسْماءً على جَميعِ البهائِمِ وطُيورِ السَّماءِ وجَميعِ وحُوشِ الحُقول. وأَمَّا الإِنسانُ فلَم يَجِدْ لِنَفسِه عَونا يُناسِبُه. فأَوقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُباتًا عَميقًا على الإِنسانِ فنام. فأَخَذَ إِحْدى أَضْلاعِه وسَدَّ مَكانَها بلَحْم. وبَنى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتي أًخَذَها مِنَ الإِنسانِ اَمرَأَةً، فأتى بِها الإِنسان. فقالَ الإِنسان:((هذهِ المَرَّةَ هي عَظْمٌ مِن عِظامي، ولَحْمٌ مِن لَحْمي. هذه تُسَمَّى اَمرَأَةً لأَنَّها مِنِ امرِئٍ أُخِذَت)) ولذلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا. وكانا كِلاهُما عُريانَين، الإِنسانُ واَمرَأَتُه، وهُما لا يَخْجَلان.
الرسالة: (روما 12/ 9-21)
ولْتَكُنِ المَحبَّةُ بِلا رِياء. اكِرَهوا الشَّرَّ والزَموا الخَيْر. لِيَوَدَّ بَعضُكم بَعضًا بمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّة. تَنافَسوا في إِكرامِ بَعضِكُم لِبعض. إِعمَلوا لِلرَّبِّ بِهِمَّةٍ لا تَفتُر ورُوحٍ مُتَّقد. كُونوا في الرَّجاءِ فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين. كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين وإلى ضِيافةِ الغُرَباءِ مُبادِرين. بارِكوا مُضطَهِديكم، بارِكوا ولا تَلعَنوا. إِفرَحوا مع الفَرِحين وابْكوا مع الباكين، كونوا مُتَّفِقين، لا تَطمَعوا في المَعالي، بل ميلوا إلى الوَضيع. ((لا تَحسَبوا أنفُسَكم عُقلاء))، لا تُبادِلوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ.((واحرِصوا على أَن تَعمَلوا الصَّالحاتِ بمرأًى مِن جَميعِ النَّاس)). سالِموا جًميعَ النَّاسِ إِن أَمكَن، على قَدْرِ ما الأَمرُ بِيَدِكم. لا تَنتَقِموا لأَنْفُسِكم أَيُّها الأَحِبَّاء، بل أَفسِحوا في المَجالِ لِلغَضَب، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((قالَ الرَّبُّ: لِيَ الاِنتِقامُ وأَنا الَّذي يُجازي)) . ولكِن ((إِذا جاعَ عَدُوُّكَ فأَطعِمْهُ، وإِذا عَطِشَ فاسقِه، لأَنَّكَ في عَمَلِكَ هذا تَرْكُمُ على هامَتِه جَمْرًا مُتَّقِدًا)). لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير.
الإنجيل: (متى 5/ 38-42)
((سَمِعتُم أَنَّه قيل:((العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ)). أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن، فاعرِضْ لهُ الآخَر. ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضاً. ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن. مَن سأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه.
التعليقات مغلقة.