أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، وجاء في مستهل تعليمه الأسبوعي لقد رأينا خلال التعاليم السابقة أن إعلان الإنجيل هو فرح، وللجميع، ولليوم. أما الآن فسنتعرف على ميزة جوهرية وهي ضرورة أن يتم الإعلان بالروح القدس. “فلإعلان الله” لا تكفي المصداقية الفرحة للشهادة وآنية الرسالة، إذ بدون الروح القدس كل غيرة لن تؤتي ثمرا. وذكّر الأب الأقدس بأنه أشار في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” إلى أن يسوع هو أول وأعظم مبشر، وأن في كل شكل من أشكال البشارة تعود الأولية دائما لله الذي أراد أن يدعونا للتعاون معه وتحفيزنا بقوة روحه. وهذه هي أولية الروح القدس! ويشبّه الرب دينامية ملكوت الله بــ ” رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك” (مرقس ٤، ٢٦ – ٢٧). وتابع البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي مشيرا إلى أن الروح القدس هو الرائد ويسبق المرسلين دائما وينمي الثمار. وهذا اليقين يعزّينا كثيرا ويساعدنا في تحديد أمر آخر ألا وهو أن الكنيسة، وفي غيرتها الرسولية، لا تُعلن نفسها، إنما نعمة، عطية، والروح القدس هو عطية الله، كما قال يسوع للمرأة السامرية (راجع يوحنا ٤، ١٠).
وأضاف أن أولية الروح القدس لا ينبغي أن تقودنا إلى التكاسل. فحيوية البذرة التي تنمو من تلقاء نفسها لا تسمح للمزارعين بإهمال الحقل. وقال يسوع في توصياته الأخيرة قبل صعوده إلى السماء “الرُّوح القُدُس يَنزِلُ علَيكم فتَنَالون قُدرَةً وتكونونَ لي شُهودًا… حتَّى أَقاصي الأَرض” (أعمال الرسل ١، ٨). وأشار البابا فرنسيس إلى أن الرب ترك لنا الروح القدس الذي يحث على الرسالة، وسلط الضوء على ميزتين اثنتين لأسلوبه وهما الإبداع والبساطة.
الإبداع لإعلان يسوع بفرح، للجميع، واليوم، أضاف في تعليمه الأسبوعي، وأشار إلى أنه في زمننا هذا الذي لا يساعد على أن تكون لنا نظرة دينية حول الحياة وحيث أصبح الإعلان في أماكن عديدة أكثر صعوبة وغير مثمر ظاهريا، قد يظهر الميل إلى التوقف عن الخدمة الرعوية. ولفت إلى أن الإبداع الرعوي والجرأة في الروح القدس، وأن نكون متّقدين بناره الإرسالية، إنما هو دليل أمانة له. وتوقف الأب الأقدس عند ما كتبه في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” مسلطا الضوء على أن كل مرة نسعى فيها إلى للعودة إلى الينبوع واستعادة النضارة الأصلية للإنجيل، تظهر سبل جديدة، أساليب خلاّقة، أشكال تعبير أخرى، كلمات محمّلة بمعنى متجدد لعالم اليوم.
وسلط الضوء من ثم على الميزة الثانية وهي البساطة، لافتًا إلى أن الروح القدس يقودنا إلى الينبوع، إلى “الإعلان الأول”. وأضاف أن نار الروح القدس تجعلنا نؤمن بيسوع المسيح الذي بموته وقيامته يظهر لنا رحمة الآب اللامتناهية. هذا هو الإعلان الأول الذي ينبغي أن يكون في مركز البشارة وكل نية تجديد كنسي، كي نكرر: يسوع المسيح يحبك وبذل حياته ليخلّصك، وهو حي إلى جانبك كل يوم، لينيرك ويقوّيك ويحرّرك
التعليقات مغلقة.