تابع البابا فرنسيس تعليمه حول موضوع “شفاء العالم” ضمن المقابلة العامّة التي أجراها من باحة القدّيس داماسيوس في القصر الرسوليّ، داعياً إلى اعتماد مبدأ التعاضد الذي أشارت إليه الكنيسة منذ زمن، “كي لا يشعر أحد أنّه متروك عند حافّة الطريق”.
قال البابا في تعليمه إنّ “التعاضد ضروريّ للتضامن بهدف الخروج من الأزمة، إذ لا وجود لتضامنٍ حقيقيّ بدون مشاركة اجتماعيّة، وبدون مساهمة العائلات والجمعيّات والتعاونيّات والشركات الصغيرة والمجتمع المدنيّ. وهذه المشاركة تساعد في تصحيح بعض الأوجه السلبيّة للعولمة وعمل الدول، كما يحصل ضمن العناية بالأشخاص الذين طالهم الوباء… يجب تشجيع هذه المساهمات، وكلّ منّا مدعوّ لتحمّل قسطه من المسؤوليّة، خاصّة في أزمة كالتي نعيشها، ليس فقط كفرد، بل انطلاقاً من انتمائنا ومن الدور الذي نلعبه في المجتمع، ومِن مبادئنا وإيماننا بالله”.
وهنا، أضاف البابا أنّه “قد لا يمكن للجميع فعل ذلك، لأنّهم قد يكونون مهمّشين أو مُستثنين أو مسحوقين اقتصاديّاً وسياسيّاً، أو غير أحرار في التعبير عن قِيمهم. لكن بهذا الشكل، لا يمكننا الخروج من الأزمة، أو أنّنا لن نخرج منها بشكل أفضل. وفي هذا الإطار، يتمتّع مبدأ التعاضد بديناميّة مزدوجة تبدو أفضل وسيلة لإعادة الإعمار: من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى، كما أكّد بيوس الحادي عشر على ذلك خلال أزمة الثلاثينيّات الاقتصاديّة. إذاً، على الدولة أن تتحرّك عندما يعجز الأفراد والجماعات عن بلوغ الأهداف الأساسيّة. لذا، وفي إطار العزل الصحي، تبحث المؤسّسات العامّة عن تزويد دعمها ومساعدتها عبر التدخّل الملائم. كما وأنّ مساهمة الأفراد والجماعات والشركات والكنيسة أساسيّة ومصيريّة لأنّها تُعيد إحياء السلك الاجتماعيّ”.
وهنا، شجب البابا عدم الأخذ بعين الاعتبار “حِكمة بعض الجماعات كالشعوب الأصيلة وحضاراتها، لصالح “بعض الشركات الكبيرة المتعدّدة الجنسيّات”، ممّا يُشير إلى قلّة احترام مبدأ التعاضد وسلوك الطريق الخطأ”.
وختم الأب الأقدس تعليمه اليوم بالقول: “للخروج من الأزمة، يجب تطبيق مبدأ التعاضد، مع احترام الاستقلاليّة ومبادرات الجميع، خاصّة مَن يُعتَبَرون الآخرين”، مُذكِّراً بأنّ “جميع أعضاء الجسم ضروريّة لأجل مستقبل أكثر صحّة وعدلاً، مع توسيع الآفاق”.
ومُتطرّقاً إلى مبادرة انتشرت في العديد من البلدان خلال الوباء، ألا وهي التصفيق للجسم الطبّي، دعا الحبر الأعظم إلى التصفيق لكبار السنّ والأولاد وأصحاب الإعاقات والعمّال، مُشجّعاً الجميع على أن يحلموا أحلاماً كبيرة ويبحثوا عن مُثل العدالة والحبّ الاجتماعيّ اللذين يولدان من الرجاء. “دعونا لا نحاول إعادة بناء الماضي، خاصّة ذاك غير العادل والمريض، بل فلنبنِ مستقبلاً يُغني فيه البُعد المحلّي والبُعد العالميّ بعضهما البعض، وحيث يمكن لجمال الجماعات الصغيرة وغِناها أن يُزهر، لأجل خدمة أكبر وعطاء لِمَن لديه أقلّ”.
نقلاً عن زينيت
التعليقات مغلقة.