القراءة الأولى: (حكمة 16/5-14)
حَتَّى لَمَّا نَزَلَ بِهؤُلاءِ حَنَقُ الوُحوشِ الهائل وأَهلَكَهم لَدغُ الحيَاتِ المُلتَوِية لم يَستَمِرَّ غَضَبُكَ إِلى النِّهاية بل إِنَّما أُقلِقوا إِلى حينِ إِنْذارًا لَهم وكانَت لَهم عَلامةُ خَلاص تُذَكرهم وَصِيَّةَ شَريعَتِكَ فكان المُلتَفِتُ إِلَيها يَخلُص لا بِذلكَ الَّذي كانَ يَراه بل بِكَ يا مُخَلِّصَ جَميعِ النَّاس. وبذلكَ أَثبَتَّ لأَعْدائِنا أَنكً أَنتَ المُنقِذُ مِن كُلِّ سوء لأَنَّ أُولئِكَ قَتَلَهم لَسع الجَرادِ والذُّباب ولم يوجَدْ عِلاجٌ لحِفْظِ حَياتِهم فقد كانوا أَهلاَ لأَن يُعاقَبوا بِمِثْلِ هذه الحَشَرات في حينِ انه لم تَقْوَ على أَبْنائِكَ أَنيابُ الحيَاتِ السَّامَّة لأَنَّ رَحمَتَكَ أَقبَلَت علَيهم وشَفَتهم. وإِنَّما نُخِسوا لِيَتَذَكَّروا أَقْوالَكَ ولكِن سُرْعانَ ما أُنقِذوا لِئَلاَّ يَسقُطوا في نِسْيانٍ عَميق فيُحرَموا إِحْسانَكَ. وما شَفاهم نَبتٌ ولا مَرهَم بل كَلِمَتُكَ يا رَبّ فهي تَشْفي جَميعَ النَّاس. لأَنَّ لَكَ سُلْطانَا على الحَياةِ والمَوت فتُحدِرُ إِلى أَبْوابِ مَثْوى الأَمْوات وتُصعِد ُمِنها. يَستَطيعُ الإِنسانُ أَن يَقتُلَ بِخُبثِه لكِنَّه لا يُعيدُ النَّسمَةَ الَّتي خَرَجَت ولا يُطلِقُ النَّفسَ المَقْبوضَة!
الإنجيل: (متى 18/9-26)
وبَينما هو يُكَلِّمُهُم، أتى بَعْضُ الوُجَهاءِ فسجَدَ لَه وقال:((ابنَتي تُوُفِّيَتِ السَّاعة، ولكِن تَعالَ وَضَعْ يَدَكَ عَليها تَحْيَ)). فقامَ يسوعُ فتَبِعَه هو و تَلاميذُه. وإِذا امْرَأَةٌ مَنزوفةٌ مُنْذُ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنةً تَدْنو مِن خَلْف، وَتَلَمِسُ هُدْبَ رِدائِه، لأَنَّها قالَت في نَفْسِها:((يَكْفي أَن أَلمِسَ رِداءَه فَأَبرأ)). فالتَفَتَ يسوعُ فَرآها فَقال:((ثِقي يا ابنَتي، إِيمانُكِ أَبرَأَكِ)). فبَرِئَتِ المَرأَةُ في تِلك السَّاعة. ولَمَّا وَصَلَ يسوعُ إِلى بَيتِ الوَجيهِ وَرأَى الزَّمَّارينَ والجَمعَ في ضَجيج، قال: ((اِنْصَرِفوا! فالصَّبِيَّةُ لم تَمُت، وإِنَّما هِيَ نائِمَةَ))، فضَحِكوا مِنه. فلَمَّا أُخرِجَ الجَمْع، دَخَلَ وأَخَذَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ فَنَهَضَت. وذاعَ الخَبرُ في تِلكَ الأَرضِ كُلِّها.
التعليقات مغلقة.