القراءة الأولى: (تثنية 9/ 13-22)
وكلَّمَني الرَّب قائِلاً: قد رأَيتُ هذا الشَّعبَ، فإذا هو شَعبٌ قاسي الرِّقاب. دَعْني فأُبيدَه وأًمحُوَ اسمَه مِن تَحتِ السَّماء وأَجعَلَكَ أَنتَ أُمَّةً أَعظَمَ وأَكثَرَ مِنه. فتَحَوَّلتُ ونَزَلتُ مِنَ الجَبَل، وهو مُشتَعِلٌ بِالنَّار، ولَوحا العَهْدِ في يَدي. ونَظَرتُ فإِذا بِكم قد خَطئتُم إِلى الرَّبِّ إِلهِكم وصَنَعتم لَكم عِجْلاً مَسْبوكًا، وابتَعَدتُم سَريعًا عنِ الطَّريق الَّتي أَوصاكم بِها الرَّبّ. فأَمسَكتُ اللَّوحَينِ ورَمَيتُ بِهما مِن يَدَيَّ وحَطَّمتُهما أَمامَ عُيونكم. ثُمَّ ارتَمَيتُ أَمامَ الرَّبِّ، وكالمَرَّةِ الأولى لم آكُلْ خُبْزًا ولم أَشرَبْ ماءً أَرْبَعينَ يومًا وأَرْبَعين لَيلَةً، بِسَبَبِ خَطيئَتِكمُ الَّتي خَطِئتُموها، إِذ صَنَعتُمُ الشَّرَّ في عينَيِ الرَّبّ وأَسخَطتُموه، لأَنِّي خِفتُ مِن الغَضَبِ والسُّخْطِ الَّذي سَخِطَه الرَّبُّ علَيكم لِيبُيدكم، فسَمِعَ لِيَ الرَّبُّ تِلكَ المَرَّةَ أَيضًا. وأَمَّا هارون، فغضِبَ الرَّبُّ علَيه جِدًّا، حتَّى هَمَّ أَن يُبيدَه، فصَلَّيتُ لأَجْلِ هارونَ أَيضًا في ذلك الوَقْت. وأَمَّا الخطيئَةُ الَّتي ارتَكَبتُموها، أَيِ العِجْل، فإِنِّي أَخَذتُه فأَحرَقتُه بِالنَّارِ وحَطَّمتُه وسَحَقتُه، حَتَّى صارَ ناعِمًا كالغُبار، ثُمَّ أَلقَيتُ غُبارَه في السَّيلِ المُنحَدِرِ مِنَ الجَبَل. وفي تَبْعيرةَ ومَسَّةَ وقِبْروتَ هَتَّأَوَه أسخَطتُمُ الرَّبّ.
القراءة الثانية: (اشعيا 1/25-10)
في ذلك اليَومِ يُنشَدُ هذا النَّشيدُ في أَرضِ يَهوذا: لَنا مَدينةٌ حَصينة جَعَلَ لَنا خَلاصاً أَسْواراً ومِترَسة. إِفتَحوا الأَبْواب ولتدخُلِ الأُمَّةُ البارَّةُ الحافِظَةُ لِلأَمانة. إِنَّ عَزْمَها لَثابِت: إِنَّكَ تَرْعاها بِالسَّلامَ السَّلام لِأَنَّها علَيكَ تَوَكّلَت. تَوَكَّلوا على الرَّبِّ لِلأَبَد فإِنَّ الرَّبَّ هو صَخرَةُ الدُّهور. لقَد خَفَضَ السَّاكِنينَ في عَلاء وحَطَّ المَدينَةَ المَنيعَة حَطَّها إلى الأَرض وأَلصَقَها بالتُّراب فتدوسُها الأَقْدام قَدَما البائِسِ وخُطى الضُّعَفاء. سَبيلُ البارِّ استِقامة تَشُقُّ لِلبارَ طَريقاً مُستَقيمة. في سَبيلِ أَحْكامِكَ يا رَبُّ انتَظَرْناك إِلى اسمِكَ وذِكرِكَ اشتِياقُ النَّفْس. نَفْسي في اللَّيلِ اشتاقَتْكَ وروحي في داخِلي تَبتَكِرُ إِلَيكَ لِأَنَّه حينَ تَكونُ أَحكامُكَ في الأَرض يَتَعَلَّمُ البِرَّ سُكَّانُ المَسْكونة. إِن أُعفِيَ عنِ الشَريرِ مِن دونِ أَن يَتَعَلَّمَ البِرّ صَنَعَ الإِثْمَ في أَرضِ الِاستِقامة ولَم يَرَ جَلالَ الرَّبّ.
الرسالة: (فيلبي 4/4-13)
إِفرَحوا في الرَّبِّ دائِمًا، أُكرِّرُ القَولَ: افرَحوا. لِيُعرَفْ حِلمُكم عِندَ جَميعِ النَّاس. إِنَّ الرَّبَّ قَريب. لا تَكونوا في هَمٍّ مِن أَيِّ شيءٍ كان، بل في كُلِّ شيَءٍ لِتُرفَعْ طَلِباتُكم إِلى اللهِ بِالصَّلاةِ والدُّعاءِ مع الشُّكْر، فإِنَّ سلامَ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ إِدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكم وأَذْهانَكم في المسيحِ يسوع. وبَعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فكُلُّ ما كانَ حَقّاً وشَريفًا وعَادِلاً وخالِصًا ومُستَحَبًّا وطَيِّبَ الذِّكْر وما كانَ فَضيلةً وأَهْلاً لِلمَدْح، كُلُّ ذلِك قَدِّروه حَقَّ قَدره. وما تَعلَّمتموه مِني وأَخَذتُموه عَنِّي وسَمِعتُموه مِنِّي وعايَنتُموهُ فِيَّ، كُلُّ ذلك اعمَلوا بِه، وإِلهُ السَّلامِ يَكونُ مَعكم. فَرِحتُ في الرَّبِّ فَرَحًا عَظيمًا لَمَّا رَأَيتُ اهتِمامَكم لي قد عادَ إِلى الإِزْهار. قد كانَ لَكم هذا الاِهتِمام، غَيرَ أَنَّ الفُرصَةَ لم تَسنَحْ لَكم. ولا أَقولُ هذا عن حاجة، فقد تَعلَّمتُ أَن أَقنعَ بما أَنا علَيه فأُحسِنُ العَيشَ في الحُرْمان كما أُحسِنُ العَيشَ في اليُسْر. ففي كُلِّ وقْتٍ وفي كُلِّ شَيءٍ تَعَلَّمتُ أَن أَشبَعَ وأَجوع، أَن أَكونَ في اليُسرِ والعُسْر، أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني.
الإنجيل: (متى 15/ 21-28)
ثُمَّ خَرَجَ يسوعُ مِن هُناكَ وذهَبَ إِلى نَواحي صُورَ وصَيدا. وإِذا امرأَةٌ كَنعانيَّةٌ خارِجَةٌ مِن تِلكَ البِلادِ تَصيح: ((رُحْماكَ يا ربّ! يا ابن داود، إِنَّ ابنتي يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطاً شديداً)). فلَم يُجِبْها بِكَلِمَة. فَدنا تَلاميذُه يَتَوسَّلونَ إِليهِ فقالوا: ((اِصْرِفْها، فإِنَّها تَتبَعُنا بصِياحِها)). فأَجاب: ((لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل)). ولَكِنَّها جاءَت فسَجدَت لَه وقالت: ((أَغِثْني يا رَبّ!)) فأَجابَها: ((لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب)). فقالت: ((نَعم، يا رَبّ! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها)). فأَجابَها يسوع: ((ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين)). فشُفِيَتِ ابنتُها في تِلكَ السَّاعة.
التعليقات مغلقة.