أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس وتمحورت حول زيارته الرسولية إلى آسيا وأوقيانيا من الثاني وحتى الثالث عشر من أيلول سبتمبر. وأشار في مستهل المقابلة العامة إلى أن البابا بولس السادس قام بزيارة مطوّلة عام ١٩٧٠ إلى الفيليبين وأستراليا وتوقف أيضا في بلدان آسيوية عديدة وفي وجزر ساموا. زيارة لا تُنسى، قال البابا فرنسيس، وأضاف حاولت أن أتبع مثله في ذلك لكن زيارتي اقتصرت على أربع دول هي إندونيسيا، بابوا غينيا الجديدة، تيمور الشرقية وسنغافورة. أشكرُ الرب الذي سمح لي وأنا مسنّ بأن أقوم بما كنت أود القيام به عندما كنت يسوعيًا شابًا.
وتابع مقابلته العامة حول زيارته الرسولية إلى آسيا وأوقيانيا مسلطا الضوء على كنيسة حية ومشيرا إلى أنه اختبر ذلك خلال لقائه تلك الجماعات والإصغاء إلى شهادات كهنة وراهبات وعلمانيين وخصوصا معلمي التعليم المسيحي. وتوقف الأب الأقدس عند زيارته إندونيسيا قائلا إن المسيحيين يشكلون زهاء عشرة بالمائة والكاثوليك ثلاثة بالمائة. وأشار إلى أنه التقى كنيسة حية وديناميكية وقادرة على عيش ونقل الإنجيل في بلد له ثقافة نبيلة جدا وفيه أكبر حضور للمسلمين في العالم. وفي هذا السياق، تابع ، تأكدت كيف أن الرحمة هي الطريق الذي يستطيع المسيحيون وعليهم أن يسلكوه للشهادة للمسيح المخلّص وفي الوقت نفسه للقاء التقاليد الدينية والثقافية الكبيرة. كما وتوقف عند شعار الزيارة إلى إندونيسيا وهو “إيمان، أخوّة ورحمة”، لافتًا إلى أن هذه الكلمات هي كجسر، كالنفق الذي يربط بين كاتدرائية جاكرتا وأكبر مسجد في آسيا وقال رأيتُ هناك أن الأخوّة هي المستقبل.
وتحدث من ثم عن زيارته إلى بابوا غينيا الجديدة، أرخبيل يمتد نحو المحيط الهادئ الشاسع، وأشار إلى جمال كنيسة إرسالية وفي انطلاق. وأضاف أن المجموعات الاثنية المتعددة هناك تتحدث أكثر من ثمانمائة لغة: بيئة مثالية للروح القدس الذي يحب أن يجعل رسالة المحبة يتردد صداها في سيمفونية اللغات. وسلط البابا فرنسيس الضوء على دور المرسلين ومعلمي التعليم المسيحي، وعبّر عن سروره لقضاء بعض الوقت مع المرسلين ومعلمي التعليم المسيحي وأشار أيضا إلى أنه تأثر بالإصغاء إلى أناشيد وموسيقى الشباب وقال: لقد رأيت فيهم مستقبلاً جديدا بدون عنف قبليّ وبدون استعمار أيديولوجي واقتصادي؛ مستقبل أخوّة وعناية بالبيئة الطبيعية الرائعة. وأضاف البابا فرنسيس يقول تستطيع بابوا غينيا الجديدة أن تكون “مختبرا” لهذا النموذج من التنمية المتكاملة، تحرّكه “خميرة” الإنجيل.
انتقل من ثم للحديث عن زيارته إلى تيمور الشرقية وأشار إلى أن الكنيسة هناك قد شاركت مع الشعب كله عملية الاستقلال ووجهته دائما نحو السلام والمصالحة. وأضاف أنه شدد على العلاقة المثمرة بين الإيمان والثقافة التي سبق أن سلط الضوء عليها البابا القديس يوحنا بولس الثاني خلال زيارته. وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن شعب عانى ولكنه فرح، شعب حكيم في المعاناة، شعب يعلّم الأطفال أن يبتسموا. وهذا ضمان للمستقبل. وقال البابا فرنسيس إنه لن ينسى أبدا ابتسامة الأطفال في هذا البلد، وأضاف في تيمور الشرقية، رأيتُ شبابَ الكنيسة: عائلات، أطفال، شباب، العديد من الإكليريكيين والمتطلعين إلى الحياة المكرسة.
المحطة الأخيرة من هذه الزيارة الرسولية كانت سنغافورة، أضاف البابا فرنسيس مشيرا إلى أنه بلد يختلف كثيرا عن البلدان الثلاثة الأخرى: مدينة – دولة ومركز اقتصادي وماليّ. وأضاف يقول المسيحيون هناك هم أقلية ولكنهم يشكلون كنيسة حية، ملتزمة بخلق التناغم والأخوّة بين مختلف الإثنيات والثقافات والديانات. وأيضا في سنغافورة الغنية هناك “الصغار”، الذين يتبعون الإنجيل ويصبحون نورًا وملحًا، وشهودًا لرجاء أكبر من ذاك الذي تستطيع المكاسب الاقتصادية أن تضمنه.
وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين حول الزيارة الرسولية إلى إندونيسيا، بابوا غينيا الجديدة، تيمور الشرقية وسنغافورة، عبّر قداسة عن شكره على حفاوة الاستقبال، وقال: ليبارك الله الشعوب التي التقيتها وليرشدها على درب السلام والأخوّة!
هذا ووجه نداء في ختام مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس، وأشار إلى الأمطار الغزيرة هذه الأيام في أوروبا الوسطى والشرقية، ما أدى إلى سقوط ضحايا ومفقودين وإلى أضرار مادية. كما وأشار إلى المصاعب الناتجة عن الفيضانات ولاسيما في النمسا، رومانيا، الجمهورية التشيكية وبولندا. وأكد الأب الأقدس قربه من الجميع وقال إنه يصلّي بشكل خاص من أجل الذين فقدوا حياتهم ومن أجل عائلاتهم. وشكر الجماعات الكاثوليكية المحلية وهيئات التطوع على المساعدات التي يتم تقديمها.
التعليقات مغلقة.