القراءة الأولى: (1ملوك 18/ 7-16)
فبَينَما عوبَدْيا في الطَّريق، إِذِ اَلتَقى إيليَّا فعَرفَه، فارتَمى على وَجهِه وقالَ: ((أَأنت سَيِّدي إِيليَّا؟)) فقال لَه: ((أَنا هو، إمضِ فقُلْ لِسَيِّدِكَ: هوذا إِيليا)). فقال: ((ما خَطيئَتي حتَّى تُسلِمَ الآن عبَدَكَ إلى يَدِ أحآبُ لِيَقتُلَني؟ حَي الرب إلهُكَ! إنَّه ما مِن أُمَّةٍ ولا مَملَكَةٍ إلاَّ أَرسَلَ سَيِّدي إليها في طَلَبكَ، فيَقولون: لَيسَ هُنا، فيَستَحلِفُ تِلكَ المملَكَةَ أَو الأُمَّةَ أَنَّها لم تَجِدْكَ. والآن أنت تَقول: اِمضِ فقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذا إِيليَّا. فيَكونُ إِذا ذَهَبتُ مِن عِندِكَ أَنَّ روحَ الرَّبِّ يَذهَبُ بِكَ إلى حَيثُ لا أَعلَم، فآتي وأُخبِرُ أحآبُ، ثُمَّ لا يَجدُكَ فيَقتُلني، وعَبدُكَ مُتَّق لِلرَّبِّ مُنذُ صِباه. ألَم يُخبَرْ سَيِّدي بِما صَنعَتُ، حينَما قَتَلَت إِيزابَلُ أنبياء الرَّبّ، وكيفَ خبأتُ مِن أنبياء الرَّبِّ مِئَةَ رَجُل، كُلَّ خَمْسينَ في مَغارَة، وزوَّدتُهم بِالخُبزِ والماء؟ والآن أنت تَقول: اِمضِ فَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذا إِيليَّا، فيَقتُلُني)). فقالَ إِيليَّا: ((حَيّ رَبُّ القُوَّاتِ الَّذي أَنا واقِفٌ أمامَه! إني في هذا اليَومِ أُريه نَفْسي)). فمَضى عوبَدْيا ولَقِيَ أحآبُ وأخبَرَه، فجاءَ أحآبُ لِلِقاءَ إِيليَّا.
الإنجيل: (لوقا 19/ 11-27)
وبَينما هم يُصْغُونَ إِلى هذا الكَلام، أَضافَ إِلَيهِ مَثَلاً لِأَنَّه قَرُبَ مِن أُورَشَليم، وكانوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكوتَ اللهِ يوشِكُ أَن يَظهَرَ في ذلكَ الحين، قال: ((ذَهَبَ رَجُلٌ شَريفُ النَّسَبِ إِلى بَلَدٍ بَعيد، لِيَحصُلَ على المُلْكِ ثُمَّ يَعود. فدَعا عَشرَةَ خُدَّامٍ له، وأَعْطاهم عَشرَةَ أَمْناء وقالَ لهم: تاجِروا بها إِلى أَن أَعود. وكانَ أَهلُ بَلَدِه يُبغِضونَه، فأَرسَلوا وَفْداً في إِثرِه يَقولون: لا نُريدُ هذا مَلِكاً علَينا. فلمَّا رجَعَ، بَعدَ ما حصَلَ على الـمُلْك، أَمَرَ بِأن يُدعىْ هؤلاءِ الخَدَمُ الَّذينَ أَعْطاهُمُ المال، لِيَعلَمَ ما بَلَغَ مَكسِبُ كُلٍّ مِنهُم. فمَثَلَ الأول أَمامَه وقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ عَشَرَةَ أَمْناء. فقالَ له: أَحسَنتَ أَيُّها الخادمُ الصَّالِح، كُنتَ أَميناً على القَليل، فَلْيَكُنْ لكَ السُّلطانُ على عَشْرِ مُدُن. وجاءَ الثَّاني فقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ خَمسَةَ أَمْناء. فقالَ لِهذا أَيضاً: وأَنتَ كُنْ على خَمسِ مُدُن. وجاءَ الآخَرُ فقال: يا مَولاي، هُوذا مَناكَ قد حَفِظتُه في مِنْديل لأَنِّي خِفتُكَ، فأَنتَ رَجُلٌ شَديد، تَأخُذُ ما لم تَستَودِعْ وتَحصُدُ ما لم تَزرَع. فقالَ له: بكَلامِ فَمِكَ أَدينُكَ أَيُّها الخادِمُ الشِّرِّير! عَرَفَتني رَجُلاً شَديداً، آخُذُ ما لم أَستَودِعْ وأَحصُدُ ما لم أزرَع، فلِماذا لم تَضَعْ مالي في بَعضِ المَصارِف؟ وكُنتُ في عَودَتي أَستَرِدُّه مع الفائِدة. ثُمَّ قالَ لِلحاضِرين: خُذوا مِنه المَنا وأَعْطوه لصاحِبِ الأَمْناءِ العَشَرَة. فقالوا له: يا مَولانا، عِندَه عَشَرَةُ أَمْناء. أَقولُ لكم: كُلُّ مَن كانَ له شَيءٌ، يُعْطى. ومَن لَيسَ لهُ شيء، يُنتَزَعُ مِنه حتَّى الَّذي له. أَمَّا أَعدائي أُولِئكَ الَّذينَ لم يُريدوني مَلِكاً علَيهم، فأتوا بِهِم إِلى هُنا، وَاضرِبوا أَعناقَهم أَمامي)).
التعليقات مغلقة.