القراءة الأولى: (أحبار 1/19-4+9-14)
وكَلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلاً: ((مُرْ كُلَّ جَماعةِ بَني إِسْرائيلَ وقُلْ لَهم: كونوا قِدِّيسين، لأَنِّي أَنا الرَّبَّ إِلهَكم قُدُّوس. لِيَهَبْ كُلُّ إِنْسانٍ أُمَّه وأَباه. واحفَظوا سُبوتي: أَنا الرَّبُّ إِلهُكم. لا تَلتَفِتوا إلى الآلِهَةِ المَعْدومة، وآلِهَةً مَسْبوكةً لا تَصنَعوا لَكم: أَنا الرَّبُّ إِلهُكم. وإِذا حَصَدتُم حَصيدَ أَرضِكم، فلا تَذهَبْ في الحِصادِ إِلى أَطرافِ حَقلِكَ، ولُقاطَ حَصيدِكَ لا تَلقُطْ. ولا تَعُدْ إِلى فَضَلاتِ كَرمِكَ، ولُقاطَ كَرمِكَ لا تَلْقُطْ، بلِ اَترُكْ ذلِكَ لِلمِسْكينِ والنَّزيل، أَنا الرَّبُّ إِلهُكم. لا تَسرِقوا ولا تَكذِبوا ولا يَخدَعْ أَحَدٌ قَريبَه. ولا تَحلِفوا بِاَسْمي كَذِباً، فتُدَنِّسَ اسمَ إِلهِكَ: أَنا الرَّبّ. لا تَظلِمْ قَريبَكَ ولا تَسلِبْه، ولا تُبِتْ أُجرَةَ الأَجيرِ عِندَكَ إِلى الغَد.
القراءة الثانية: (اشعيا 13/29-24)
فقالَ السَّيِّد: ِما أَنَّ هذا الشَّعبَ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِفَمِه ويُكرِمُني بِشَفَتَيه وقَلبُه بَعيدٌ مِنِّي بما أَنَّ مَخافَتَه لي وَصِيَّةُ بَشَرٍ تَعَلَّمها لِذَلك هاءَنَذا أَعودُ أَصنعُ بِهذا الشَّعبِ عَجَباً عُجاباً فحِكمَةُ حُكَمائِه تَزول وعَقْلُ عُقَلائِه يَحتَجِب. وَيلٌ لِلَّذينَ يَكتمونَ في الأَعْماق عنِ الرَّبَ مَشورَتَهم فأَعْمالُهم في الظَّلامِ وهم يَقولون: (( مَن يَرانا ومَن يَعلَمُ بنا؟ )) يا لَعِوَجِكم! أَيُحسَبُ الجابِلُ كالطِّين حتَّى يَقولَ المَصْنوع في صانِعِه: (( لم يَصنَعْني )) ويقولَ المَجْبولُ في جابلِه: ( لاعَقلَ لَه ))؟ أَلَيسَ عَمَّا قَليلٍ يَتَحوَلُ لُبْنانُ جَنَّةً والجنَّةُ تُحسَبُ غاباً؟ وفي ذلك اليَومِ يَسمعُ الصُّمُّ أقْوالَ الكِتاب وتُبصِرُ عُيونُ العُمْيانِ بَعدَ الدَّيجورِ والظَّلام وَيزْدادُ البائِسونَ سُروراً بِالرَّبّ ويَبتَهِجُ المَساكينُ مِنَ البَشَرِ بِقُدُّوسِ إِسْرائيل لِأَنَّ الظَّالِمَ قدِ انقَرَض والسَّاخِرَ قد فَنِيَ واستُؤصِلَ جَميعُ الَّذينَ يَسهَرونَ لِأَجلِ الإِثْم الَّذينَ يُجَرِّمونَ الإِنْسانَ بسَبَبِ كَلِمَة ويَنصِبونَ الفَخَّ لِمَن يَحكُمُ عِندَ الباب ويَستَميلونَ البارَّ بِأَباطيلِهم. لِذلك هكذا قالَ لِبَيتِ يَعْقوب الرَّبُّ الَّذي افتَدى إبْراهيم: إِنَّ يَعْقوبَ بَعدَ الآنَ لا يَخْزى ولا يَصفَرُّ وَجهُه ولكِن مَتى رَأَى أَولادَه الَّذينَ همِ أَعْمالُ يَدي في وَسَطِه فإِنَّهم يُقَدسونَ آسْمي ويُقَدِّسونَ قُدّوسَ يَعْقوب ويَخشَونَ إِلهَ إِسْرائيل والضَّالُّونَ بِالروحِ يَعلَمونَ الفِطنَة والمُتَذَمَرون يَتَلَقَّنونَ التَّعْليم.
الرسالة: (1تسالونيقي 1/2-12)
وتَعلَمونَ أَنتُم، أَيُّها الإِخوَة، أَنَّ مَجيئَنا إِلَيكم لم يَكُن باطِلاً، فقَد لَقِينا في فيلِبِّيَ العَذابَ والإِهانَةَ كما تَعلَمون، ولكِنَّنا جَرؤْنا، لِثِقَتِنا بِإِلهِنا، أَن نُكلِّمَكم بِبِشارةِ الله في جِهادٍ كَثير. فلَيسَ وَعْظُنا عن ضَلالٍ ولا فُجور ولا مَكْر، بل كَلامُنا كَلامُ مَنِ اختَبَرَهُمُ اللهُ لِكَي يَأتَمِنَهم على البِشارة، لا لِنُرضِيَ النَّاس، بل لِنُرضِيَ اللهَ الَّذي يَختَبِرُ قُلوبَنا. فلَم نَنطِقْ بِكَلِمةِ تَملُّقٍ قَطّ، كما تَعلَمون، ولا أَضمَرْنا طَمَعًا، يَشهَدُ الله، ولا طَلَبْنا المَجْدَ مِنَ النَّاس، لا مِنكُم ولا مِن غَيرِكم، مع أَنَّه كانَ مِن حَقِّنا أَن نَفرِضَ أَنفُسَنا لأَنَّنا رُسُلُ المسيح. لكِن لَطَفْنا بِكُم كما تَحتَضِنُ المُرضِعُ أَولادَهما. وبَلَغَ مِنَّا الحُنُوُّ علَيكم أَنَّنا وَدِدْنا لو نَجودُ علَيكم، لا بِبِشارةِ اللّهِ فَقَط، بل بِأَنفُسِنا أَيضًا، لأَنَّكم أَصبَحتُم أَحِبَّاءَ إِلَينا. فإِنَّكم تَذكُرونَ، أَيُّها الإِخوَة، جَهْدَنا وكَدَّنا فقَد بَلَّغْناكم بِشارةَ الله ونَحنُ نَعمَلُ في اللَّيلِ والنَّهار لِئَلاَّ نُثَقِّلَ على أَحَدٍ مِنكم. وأَنتُم شُهودٌ واللهُ شاهِدٌ أَيضًا كَيفَ عامَلْناكم، أَنتُمُ المُؤمِنين، مُعامَلَةً بارَّةً عادِلَة لا يَنالُها لَوم. فقَد عامَلْنا كُلاًّ مِنكم كما يُعامِلُ الأَبُ أَولادَه، كما تَعلَمون، فوَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم أَن تَسيروا سيرةً جَديرةً بِاللهِ الَّذي يَدْعوكم إلى مَلَكوتِه ومَجْدِه.
الإنجيل: (لوقا 5/17-19)
وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: ((زِدْنا إِيماناً )) فقالَ الرَّبّ: ((إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهذِه التُّوتَة: اِنقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم. ((مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! أَلا يَقولُ له: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذلِكَ وتَشرَب. أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِمِ أَنَّه فعَلَ ما أُمِرَ به؟ وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه )). وبَينَما هو سائِرٌ إِلى أُورَشَليم، مَرَّ بِالسَّامِرَةِ والجَليل. وعِندَ دُخولِه بَعضَ القُرى، لَقِيَه عَشَرَةٌ مِنَ البُرْص، فوقَفوا عن بُعدٍ، ورَفعوا أًصواتَهم قالوا: ((رُحْماكَ يا يسوع أَيُّها المُعَلِّم! )) فلَمَّا رآهُم قالَ لَهم: ((اُمضُوا إِلى الكَهَنَةِ فَأَرُوهُم أَنفُسَكم )). وبَيْنَما هُم ذاهِبونَ بَرِئوا. فلمَّا رأَى واحِدٌ مِنهُم أَنَّه قد بَرِئَ، رجَعَ وهُو يُمَجِّدُ اللهَ بِأَعلَى صَوتِه، وسَقَطَ على وَجهِه عِندَ قَدَمَي يَسوعَ يَشكُرُه، وكانَ سامِرياً. فقالَ يسوع: ((أَليسَ العَشَرَةُ قد بَرِئوا؟ فأَينَ التِّسعَة؟ أَما كانَ فيهِم مَن يَرجعُ ويُمَجِّدُ اللهَ سِوى هذا الغَريب؟ )) ثُمَّ قالَ له: ((قُمْ فامضِ، إِيمانُكَ خَلَّصَكَ)).
التعليقات مغلقة.