القراءة الأولى (تثنية 5/ 1-16)
ودَعا موسى كُلَّ إسرائيل وقالَ لَه: ((اِسْمَعْ، يا إسرائيل، الفَرائِضَ والأَحْكام الَّتي أنطِق بها على مَسامِعِكمُ اليَوم، وتَعَلَّموها واحرِصوا أًن تَعمَلوا بها. إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا قد قَطَعَ مَعَنا عَهْدًا في حوريب. لا معَ آبائِنا قَطَع ذلكَ العَهْد، بل مَعَنا نَحنُ الَّذينَ ههُنا اليَومَ كلنا أَحْياء. وَجْهًا إِلى وَجْهٍ كَلَّمَكمُ الرَّب في الجَبَلِ، مِن وَسَطِ النَّار،ْ وأَنا قائِمٌ بَينَ الرَّبِّ وبَينَكم في ذلك الوَقت، لِكَي أخبِرَكم بِكَلام الرَّبّ، لأَنَّكم خِفْتُم بِسَبَبِ النَّارِ ولَم تَصعَدَوا الجَبَل، فقال: أنا الرَّب إِلهُكَ الَّذي أَخرَجَكَ مِن أَرضِ مِصرَ، من دارِ العُبودِيَّة. لا يَكُنْ لَكَ آِلهَةٌ أُخْرى تُجاهي. لا تَصْنَعْ لَكَ مَنْحوتًا، أيَّةَ صورةٍ مِمَّا في السَّماءِ مِن فَوقُ وما في الأَرضِ مِن تَحتُ ومما في الماء مِن تَحتِ الأَرض. لا تَسجدْ لَها ولا تَعبُدْها، لأَني أَنا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيور، أُعاقِب إِثمَ الآباءَ في البَنينَ وإلى الجيلِ الثَّالِث والرَّابِعِ مِن مُبغِضِيَّ. وأَصنَعُ رَحمَةً إِلى أُلوفٍ مِن مُحِبِّيَّ وحافِظي وَصايايَ. لا تَلفُظِ اسمَ الرَّبِّ إِلهكَ باطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لا يتَغاضى عنِ الَّذي يَلفظُ اسمَه باطِلاً. اِحفَظْ يَومَ السَّبتِ لِتُقَدِّسَه، كما أَمَرَكَ الرَّب إِلهُكَ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعمَلُ وتَصنعُ جَميعَ أَعمالِكَ. واليَومُ السَّابِعُ سَبتٌ لِلرَّبِّ إلهِكَ، فلا تَصنع فيه عَمَلاً، أَنتَ وابنُكَ وابنَتُكَ وخادِمُكَ وخادِمَتُكَ وثَورُكَ وحِمارُكَ وجَميعُ بَهائِمِكَ وَنزيلُكَ الَّذي في داخِلَ مُدُنِكَ، لِكَي يَستَريحَ خادِمُكَ وخادِمَتُكَ مِثلكَ. واذكُرْ أَنَّكَ كنتَ عَبْدًا في أَرضِ مِصر، فأَخرَجَكَ الرَّب إِلهُكَ مِن هُناكَ بِيَدٍ قَوِّيةٍ وذِراع مَبْسوطة، ولذلكَ أمَرَكَ الرَّب إِلهُكَ بِأَن تَحفَظَ يَومَ السَّبْت. أَكرِمْ أَباكَ وأُمَكَ، كما أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَي تَطولَ أيَّامكَ وتُصيبَ خَيرًا في الأَرضِ الَّتي يُعْطيكَ الرَّب إِلهُكَ إِيَّاها.
القراءة الثانية: (اشعيا 5/ 1-7)
لَأُنشِدَنَّ لِحَبيبي نَشيدَ مَحْبوبي لِكَرمِه. كانَ لِحَبيبي كَرْمٌ في رابِيَةٍ خَصيبة وقد قَلَّبَه وحَصَّاه وغَرَسَ فيه أَفضَلَ كَرمِه وبَنى بُرجاً في وَسَطِه وحَفرَ فيه مَعصَرَةً وانتَظَرَ أَن يُثمِرَ عِنباً فأَثمَرَ حِصرِماً بَرِّيّاً. فالآنَ يا سُكَّانَ أُورَشَليمَ ويا رِجالَ يَهوذا أُحكموا بَيني وبَينَ كَرْمي. أَيّ شَيءٍ يُصنَعُ لِلكَرْمِ ولَم أَصنَعْه لِكَرْمي؟ فما بالِيَ انتَظَرتُ أَن يُثمِرَ عِنبَاً فأَثمَرَ حِصرِماً بَرِّيّاً؟ فالآنَ لَأُعلِمَنَّكم ما أَصنعُ بِكَرْمي. أُزيلُ سِياجَه فيَصيرُ مَرعًى وأَهدِمُ جِدارَه فيَصيرُ مَداساً وأَجعلْهُ بوراً لا يُقضَبُ ولا تُقلعُ أَعشابُه فيَطلعُ فيه الحَسَكُ والشَّوك وأُوصِي الغُيومَ أَلّا تُمطِرَ عليه مَطَراً. لِأَنَّ كَرمَ رَبِّ القواتِ هو بَيتُ إِسْرائيل وأُناسُ يَهوذا هم غَرْسُ نَعيمِه وقدِ انتَظَرَ الحَقَّ فاذا سَفكُ الدِّماء والبِرَّ فإِذا الصُّراخ.
الرسالة: (2 قورنثية 7/ 1-11)
ولَمَّا كانَت لنا، أَيُّها الأَحِبَّاء، هذِه المَواعِد، فلْنُطَهِّرْ أَنْفُسَنا مِن أَدناسِ الجَسَدِ والرُّوحِ كُلِّها، مُتَمِّمينَ تَقْديسَنا في مَخافةِ الله. تَفَهَّموا كَلامَنا بِرَحابَةِ صَدْر، فإِنَّنا لم نَظلِمْ أَحَدًا ولَم نُفقِرْ أَحَدًا ولَم نَستَغِلَّ أَحَدًا. لا أَقولُ ذلِكَ لِلحُكْمِ علَيكم، فقَد قُلتُ لَكم مِن قبلُ إِنَّكم في قُلوبِنا على الحَياةِ والمَوت. لي ثِقَةٌ بِكُم كَبيرة، وأَنا عَظيمُ الاِفتِخارِ بكُم. قدِ امتَلأَتُ بِالعَزاء وفاضَ قَلْبي فَرَحًا في شَدائِدِنا كُلِّها. فلَمَّا قَدِمنا مَقْدونِية، لم يَعرِفْ ضُعفُنا البَشَرِيُّ الرَّاحَة، بل عانَينا الشَّدائِدَ على أَنْواعِها: حُروبٌ في الخارِج ومَخاوِفُ في الدَّاخِل. ولكِنَّ الله الَّذي يُعَزِّي المُتَواضِعينَ قد عَزَّانا بِمَجيءِ طيطُس، لا بِمَجِيئه فَقَط، بل بِالعَزاءِ الَّذي تَلَقَّاه مِنكم. وقد أَطلَعَنا على شَوقِكُم وحُزنِكُم وحَمِيَّتكُم لي، حَتَّى إِنِّي ازدَدتُ فَرَحًا. فإِذا كُنتُ قد أَحزَنتُكُم بِرِسالَتي، فَما أَنا بِنادِمٍ على ذلِك، و إذا نَدِمتُ ـ وأَرى أَنَّ تِلكَ الرِّسالَةَ أَحزَنَتْكُم ولَو حِينًا ـ فإِنِّي أَفرَحُ الآن، لا لِما نالَكم مِنَ الحُزْن، بل لأَنَّ حُزنَكُم حَمَلَكُم على التَّوبَة. فقَد حَزِنتُم لِلّه، فلَم يَنَلْكُم مِنَّا أَيُّ خُسْران، لأَنَّ الحُزْنَ للهِ يُورِث تَوبَةً تُؤَدِّي إلى الخَلاص ولا نَدَمَ عَلَيها، في حِينِ أَنَّ حُزنَ الدُّنْيا يُورِثُ المَوت. فانظُروا ما أَورَثَكم هذا الحُزنُ لِله: فأَيُّ حَمِيَّةٍ ، بل أَيُّ اعتِذارٍ وغَيظٍ وخَوفٍ وشَوقٍ وَنخْوَةٍ وعِقاب! وقَد بَرهَنْتُم في كُلِّ شَيءٍ على أَنَّكُم أَبْرِياءُ مِن ذلِكَ الأَمْر.
الإنجيل: (يوحنا 9 / 1-11)
وبَينَما هو سائِرٌ رأَى رَجُلاً أَعْمى مُنذُ مَولِدِه. فسأَلَه تَلاميذُه: ((رابِّي، مَن خَطِىءَ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟)). أَجابَ يسوع: ((لا هذا خَطِئَ ولا والِداه، ولكِن كانَ ذلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله. يَجِبُ علَينا، مادامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذي أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، وفيه لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل. مادُمتُ في العالَم. فأَنا نورُ العالَم)). قالَ هذا وتَفَلَ في الأَرض، فجَبَلَ مِن تُفالِه طيناً، وطَلى بِه عَينَي الأَعْمى، ثُمَّ قالَ له: ((اِذهَبْ فَاغتَسِلْ في بِركَةِ سِلوامَ))، أَي الرَّسول. فذَهَبَ فاغتَسَلَ فَعادَ بَصيراً. فقالَ الجيرانُ والَّذينَ كانوا يَرونَه مِن قَبلُ لأَنَّه كانَ شحَّاذاً: ((أَلَيسَ هو ذاكَ الَّذي كانَ يَقعُدُ فيَستَعْطي؟)) وقالَ آخَرون: ((إِنَّه هو)). وقالَ غَيرُهم:((لا، بل يُشبِهُه)). أَمَّا هوَ فكانَ يقول:((أَنا هو)). فقالوا له: ((فكَيفَ انفَتَحَت عَيناكَ؟)) فأَجابَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ الَّذي يُقالُ لَه يسوع جَبَلَ طيناً فطَلى بِه عَينَيَّ وقالَ لي: اِذهَبْ إِلى سِلوامَ فَاغتَسِل. فذَهَبتُ فَاغتَسَلَتُ فَأَبصَرتُ)).
التعليقات مغلقة.