القراءة الأولى: (اشعيا 35/ 3-10)
قَوُّوا الأَيدِيَ المُستَرخِيَة وشَدِّدوا الرُّكَبَ الواهِنَة. قولوا لِفَزِعي القُلوب: ((تَقَوَّوا ولا تَخافوا هُوَذا إلهُكم النَّقمَةُ آتِيَة هذه مُكافَأَةُ الله هو يَأتي فيُخَلِّصُكم)). حينَئِذ تتَفتَحُ عُيوِنُ العُمْيان وآذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح وحينَئذٍ يَقفِزُ الأَعرَجُ كالأَيِّل ويَهتِفُ لِسانُ الأَبكَم فقَدِ انفَجَرَتِ المِياهُ في البَرِّيَّة والأَنْهارُ في البادِيَة الأَرضُ الحامِيَةُ تَنقَلِبُ غَديراً والمَعطَشَةُ ينابيعَ مِياه ويَكونُ مَأوى بَناتِ آوى الَّذي يَربِضنَ فيه حَظيرةَ قَصَبٍ وبَرْدِيّ. ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس لا يَعبُرُ فيه نَجِس بل إِنَّما هو لَهَم. من سَلَكَ هذا الطَّريق، حتَّى الجُهَّال لا يَضِلّ. لا يَكونُ هُناكَ أَسَد ولا يَصعَدُ إِلَيه وَحشٌ مُفتَرِس ولا يُوجَدُ هُناك بل يَسيرُ فيه المُخَلَّصون والَّذينَ فَداهُمُ الرَّبّ يَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ بِهُتاف ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ وُيرافِقُهمُ السُّرورُ والفَرَح وتَنهَزِمُ عَنهمُ الحَسرَةُ والتَّأَوُّه.
القراءة الثانية: (أعمال 3/ 1-10)
وكانَ بُطرُسُ ويوحَنَّا صاعِدَينِ إِلى الهَيكَل لِصَلاةِ السَّاعةِ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهْر، وكانَ هُناكَ رَجُلٌ كسيحٌ مِن بَطنِ أُمِّه يَحمِلُه بَعضُ النَّاس ويَضَعونَه كُلَّ يَومٍ على بابِ الهَيكلِ المَعْروفِ بِالبابِ الحَسَن لِيَطلُبَ الصَّدَقَةَ مِنَ الَّذينَ يَدخُلونَ الهَيكَل. فلَمَّا رأَى بُطرُسَ ويوحَنَّا يُوشِكانِ أَن يَدخُلا، اِلتَمَسَ مِنهما الحُصولَ على صَدَقَة. فحَدَّقَ إِلَيه بُطرُس وكذلكَ يوحنَّا، ثُمَّ قالَ له: ((أُنظُرْ إِلَينا)). فتعَلَّقَت عَيناهُ بِهِما يَتَوَقَّعْ أَن يَنالَ مِنهُما شَيئًا. فقالَ له بُطرُس: ((لا فِضَّةَ عِندي ولا ذَهَب، ولكِنِّي أُعْطيك ما عندي: بِاسمِ يسوعَ المَسيحِ النَّاصِريِّ امشِ! وأَمسَكَه بِيدِه اليُمْنى وأَنهَضَه، فاشتَدَّت قَدَماه وكَعْباه مِن وَقتِه، فقامَ وَثْبًا وأَخَذَ يَمْشي. ودخَلَ الهَيكَلَ معَهُما، ماشِيًا قافِزًا يُسَبِّحُ الله. فرآهُ الشَّعبُ كُلُّه يَمْشي ويُسَبِّحُ الله،ْ فعَرفوه ذاك الَّذي كانَ يَقعُدُ على البابِ الحَسَنِ في الهَيكَلِ لِيَطلُبَ الصَّدَقَة، فأَخَذَهُمُ العَجَبُ والدَّهَشُ كُلَّ مأخَذٍ مِمَّا جَرى له.
الرسالة: (1قورنثية 12/ 28-13/13)
والَّذينَ أَقامَهمُ اللهُ في الكَنيسةِ همُ الرُّسُلُ أَوَّلا والأَنبِياءُ ثانِيًا والمُعلِّمون ثالِثًا، ثُمَّ هُناكَ المُعجِزات، ثُمَّ مَواهِبُ الشِّفاءَ والإِسعافِ وحُسْنِ الإِدارةِ والتَّكَلُّمِ بِلُغات. أَتُراهم كُلُّهُم رُسُلاً وكُلُّهُم أَنبِياء وكُلُّهُم مُعلِّمين وكُلَّهُم يُجرونَ المُعجِزات وكُلَّهُم عِندَهم مَوهِبةُ الشِّفاء وكُلَّهُم يَتَكلَّمونَ بِاللُّغات وكُلَّهُم يُتَرجِمون؟ اِطمَحوا إلى المَواهِبِ العُظْمى، وها إِنِّي أَدُلُّكُم على طريقٍ أَفضَلَ منِها كثيرًا. لو تَكَلَّمتُ بلُغاتِ النَّاسِ والمَلائِكة، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا إِلاَّ نُحاسٌ يَطِنُّ أَو صَنْجٌ يَرِنّ. ولَو كانَت لي مَوهِبةُ النُّبُوءَة وكُنتُ عالِمًا بِجَميعِ الأَسرارِ وبالمَعرِفَةِ كُلِّها، ولَو كانَ لِيَ الإِيمانُ الكامِلُ فأَنقُلَ الجِبال، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا بِشَيء. ولَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي لإِطعامِ المَساكين، ولَو أَسلَمتُ جَسَدي لِيُحرَق، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما يُجْديني ذلكَ نَفْعًا. المَحبَّةُ تَصبِر، المَحبَّةُ تَخدُم، ولا تَحسُدُ ولا تَتَباهى ولا تَنتَفِخُ مِنَ الكِبْرِياء، ولا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف ولا تَسْعى إلى مَنفَعَتِها، ولا تَحنَقُ ولا تُبالي بِالسُّوء، ولا تَفرَحُ بِالظُّلْم، بل تَفرَحُ بِالحَقّ. وهي تَعذِرُ كُلَّ شيَء وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء وتَرْجو كُلَّ شيَء وتَتَحمَّلُ كُلَّ شيَء. المَحبَّةُ لا تَسقُطُ أَبَدًا، وأَمَّا النُّبُوَّاتُ فسَتَبطُل والأَلسِنةُ يَنتَهي أَمرُها والمَعرِفةُ تَبطُل، لأَنَّ مَعرِفَتَنا ناقِصة ونُبُوَّاتِنا ناقِصة. فمَتى جاءَ الكامِل زالَ النَّاقِص. لَمَّا كُنتُ طِفْلاً، كُنتُ أَتَكلَّمُ كالطِّفْل وأُدرِكُ كالطِّفْل وأُفكِّرُ كالطِّفْل. ولَمَّا صِرتُ رَجُلاً، أَبطَلتُ ما هو لِلطِّفْل. فنَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة، وأَمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه. اليَومَ أَعرِفُ مَعرِفةً ناقِصة، وأَمَّا في ذلك اليَوم فسَأَعرِفُ مِثْلَما أَنا مَعْروف. فالآن تَبقى هذه الأُمورُ الثَّلاثة: الإِيمانُ والرَّجاءُ والمَحَبَّة، ولَكنَّ أَعظَمَها المَحبَّة.
الإنجيل: (لوقا 7/ 1-10)
ولَمَّا أَتَمَّ جَميعَ كَلامِه بِمَسمَعٍ مِنَ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرناحوم. وكانَ لِقائِدِ مِائةٍ خادِمٌ مَريضٌ قد أَشرَفَ على المَوت، وكانَ عَزيزاً علَيه. فلمَّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيه بعضَ أَعيانِ اليَهود يَسأَلُه أَن يَأَتِيَ فيُنقِذَ خادِمَه. ولَمَّا وصَلوا إِلى يسوع، سأَلوه بِإِلحاحٍ قالوا: ((إِنَّهُ يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَه ذلك، لِأَنَّه يُحِبُّ أُمَّتَنا، وهوَ الَّذي بَنى لَنا المَجمَع)). فمَضى يسوعُ معَهم. وما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ البَيت، حتَّى أَرسلَ إِلَيه قائدُ المِائَةِ بَعضَ أَصدِقائِه يَقولُ له: ((يا ربّ، لا تُزعِجْ نَفسَكَ، فَإِنِّي لَستُ أَهلاً لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقْفي، ولِذلِكَ لم أَرَني أَهلاً لِأَن أَجيءَ إِلَيك، ولكِن قُلْ كَلِمَةً يُشْفَ خادِمي. فأَنا مَرؤوسٌ ولي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لهذا: اِذهَبْ! فَيَذهَب، وَلِلآخَر: تَعالَ! فيَأتي، ولِخادِمي: اِفعَلْ هذا! فَيَفعَلُه)). فلَمَّا سَمِعَ يسوعُ ذلك، أُعجِبَ بِه والتَفَتَ إِلى الجَمعِ الَّذي يَتبَعُه فقال: ((أَقولُ لَكم: لم أَجِدْ مِثلَ هذا الإيمانِ حتَّى في إسرائيل)). ورَجَعَ المُرسَلون إِلى البَيت، فوَجَدوا الخادِمَ قد رُدَّت إِليهِ العافِيَة.
التعليقات مغلقة.