القراءة الأولى: (تكوين 18/ 1-8)
وتَراءى الرَّبُّ لَه عِندَ بَلُّوطِ مَمْرا، وهو جالِسٌ بِبابِ الخَيمَة، عِندَ احتِدادِ النَّهار. فرفَعَ عَينَيه ونَظَر، فإِذا ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفونَ بِالقُربِ مِنه. فلَمَّا رَآهُم، بادرَ إِلى لِقائِهم مِن بابِ الخَيمَة وسَجَدَ إِلى الأَرض. وقال: ((سَيِّدي، إِن نِلتُ حُظْوَةً في عَينَيكَ، فلا تَجُزْ عن عَبدِكَ، فيُقَدَّمَ لكم قَليلٌ مِنَ الماء فتَغسِلونَ أرجُلَكم وتَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرة،ْ وأُقدِّمَ كِسرَةَ خُبْزٍ فتُسنِدونَ بِها قُلوبَكم ثُمَّ تَمْضونَ بَعدَ ذلك، فإِنَّكم لِذلِك جُزتُم بِعَبدِكم)). قالوا: ((اِفعَلْ كَما قُلتَ)). فأَسرَعَ إِبراهيمُ إِلى الخَيمَةِ إِلى سارةَ وقال: ((هَلُمِّي بِثَلاثَةِ أَصْواعٍ مِن السَّميدِ النَّاعِم فاَعجِنيها واصنَعيها فَطائر)). وبادَرَ إِبْراهيمُ إِلى البَقَر، فأَخَذَ عِجْلاً رَخْصًا طَيِّباً وسَلَّمَه إِلى الخادِم فأَسرَعَ في إِعْدادِه. ثُمَّ أَخَذَ لَبَنًا وحَليبًا والعِجْلَ الَّذي أَعَدَّه وجَعَلَ ذلك بَينَ أَيْديهِم وهو واقِفٌ بِالقُربِ مِنهم تَحتَ الشَّجرة، فأَكلوا.
الرسالة: (روما 4/ 1-12)
فماذا نَقولُ في جَدِّنا إِبراهيم؟ ماذا نالَ مِن جِهَةِ الجَسَد؟ فلَو نالَ إِبراهيمُ البِرَّ بِالأَعمال لَكانَ لَه سَبيلٌ إلى الاِفتِخار بِذلك، ولكِن لَيسَ عِندَ الله. فماذا يَقولُ الكِتاب؟ ((إنَّ إِبراهيمَ آمَنَ باللهِ فحُسِبَ لَه ذلِكَ بِرَّاً)). فَمن قامَ بِعَمَل، لا تُحسَبُ أُجرَتُه نِعمَةً، بل حَقاً، في حِينِ أَنَّ الَّذي لا يَقومُ بِعَمَل، بل يُؤمِنُ بِمَن يُبَرِّرُ الكافِر، فإِيمانُه يُحْسَبُ بِرّاً. وهكذا يُشيدُ داوُدُ بِسَعادةِ الإِنسانِ الَّذي يَنسِبُ اللهُ إِليه البِرَّ بِمَعزِلٍ عنِ الأَعمال: ((طُوبى لِلَّذينَ عُفِيَ عن آثامِهم، وغُفِرَت لَهم خَطاياهُم! طُوبى لِلرَّجُلِ الَّذي لا يُحاسِبُه الرَّبُّ بِخَطيئةٍ!)). أَفهذِه الطُّوبى لِلمَخْتونينَ فَقَط أَم لِلقُلْفِ أَيضاً؟ فإِنَّنا نَقول: إِنَّ الإِيمانَ حُسِبَ لإِبراهيمَ بِرّاً، ولكِن كَيفَ حُسِبَ لهُ؟ أَفي الخِتانِ أَم في القَلَف؟ لا في الخِتان، بل في القَلَف، وقَد تَلَّقى سِمَةَ الخِتان خاتَماً لِلبرِّ الَّذي يأتي من الإِيمانِ وهو أَقْلَف، فأَصبَحَ أَباً لِجَميعِ المُؤمِنينَ الَّذينَ في القَلَف، لِكي يُنسَبَ إِليهِمِ البِرّ، وأَباً لأَهلِ الخِتانِ الَّذينَ لَيسوا مِن أَهلِ الخِتانِ فَحَسْبُ، بل يَقتَفونَ أَيضاً آثارَ الإِيمانِ الَّذي كانَ عَليه أَبونا إِبراهيمُ وهو في القَلَف .
الإنجيل: (يوحنا 8/ 1-11)
أَمَّا يسوع فذَهَبَ إِلى جَبَلِ الزَّيتون. وعادَ عِندَ الفَجرِ إِلى الهَيكلَ، فأَقبَلَ إِلَيهِ الشَّعبُ كُلُّه. فجلَسَ وجَعلَ يُعَلِّمُهم .فأَتاهُ الكَتَبةُ والفِرِّيسيُّونَ بِامرَأَةٍ أُخِذَت في زنًى. فأَقاموها في وسَطِ الحَلقَةِ وقالوا له: ((يا مُعَلِّم، إِنَّ هذِه المَرأَةَ أُخِذَت في الزِّنى المَشْهود. وقد أَوصانا مُوسى في الشَّريعةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟)) وإِنَّما قالوا ذلكَ لِيُحرِجوهُ فيَجِدوا ما يَشْكونَه بِه. فانحنَى يسوعُ يَخُطُّ بِإِصبَعِه في الأَرض. فلَمَّا أَلحُّوا علَيه في السُّؤال اِنتَصَبَ وقالَ لَهم: ((مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!)) ثُمَّ انحَنى ثانِيةً يَخُطُّ في الأَرض. فلَمَّا سَمِعوا هذا الكَلام، انصَرَفوا واحِداً بَعدَ واحِد يَتَقدَّمُهم كِبارُهم سِناًّ. وبَقِيَ يسوعُ وَحده والمَرأَةُ في وَسَطِ الحَلْقَة. فانتَصَبَ يسوعُ وقالَ لَها: ((أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟ أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أحَد؟)) فقالت: ((لا، يا ربّ)). فقالَ لها يسوع: ((وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. إِذهَبي ولا تَعودي بَعدَ الآنَ إِلى الخَطيئة)).
التعليقات مغلقة.