القراءة الأولى: (إشعيا 65/ 16 – 66/ 2)
فالَّذي يَتَبارَكُ على الأَرض يَتَبارَكُ بِإِلهِ آمين والَّذي يَحلِفُ على الأَرض يَحلِفُ بِإِلهِ آمين لِأَنَّ المَضايِقَ الأولى تُنْسى وتُستَرُ عن عَينَيَّ لِأَنِّي هكذا أَخلُقُ سَمَواتٍ جَديدة وأَرضاً جَديدة فلا يُذكر الماضي ولا يَخطر على البال. بل تَهَلَّلوا وابتَهِجوا لِلأَبَدِ بما أَنا أَخلُق فإِنِّي هاءَنَذَا أَخلُقُ أُورَشَليمَ لِلابتِهاج وشَعبَها لِلسّرور وأَبتَهِجُ بِأَورَشَليمَ وأُسَرُّ بِشَعْبي ولا يُسمعُ فيها مِن بَعدُ صَوتُ بُكاء ولا صَوتُ صُراخ. لا يَموتُ هُناكَ مِن بَعدُ طِفلُ أَيَّام ولا شَيخٌ لم يَستَكمِلْ أَيَّامَه لِأَنَّ صَغيرَ السِّنِّ يَموتُ وهو آبنُ مِئَةِ سَنَة والَّذي يَموتُ دونَ مِئَةِ سَنَةٍ فإِنَّه مَلْعون. وَيبْنونَ بُيوتاً ويَسكُنونَ فيها وَيغرِسونَ كُروماً ويأكُلونَ ثَمَرَها. لا يَبْنونَ ويَسكُنُ آخَر ولا يَغرِسونَ ويَأكُلُ آخَر لِأَنَّ أَيَّامَ شَعْبي كأَيَّامِ الشَّجَر ومُخْتارِيَّ يَتَمَتَّعونَ بِأَعْمَالِ أَيديهم. لا يَتعَبونَ باطِلاً ولا يَلِدونَ لِلرُّعْب لِأَنَّهم ذُرِّيَّةُ مُبارَكي الرَّبّ وسُلالَتُهم معَهم. قَبلَ أَن يَدعُوَ أُجيب وبَينَما هم يَتَكلَمونَ أَستَجيب. الذِّئبُ والحَمَلُ يَرعَيانِ معاً والأَسَدُ كبَقَرٍ يأكُلُ التِّبْن أَمَّا الحَيَّةُ فالتُّرابُ يَكون طَعامَها لا يُسيئونَ ولا يُفسِدون في جَبَلِ قُدْسي كُلِّه، قالَ الرَّبّ. هكذا قالَ الرَّبّ: السَّمَاءُ عَرْشي والأَرضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ فأيَّ بَيتٍ تبْنونَ لي وأَيُّ مَكانٍ يَكونُ مَقَرَّ راحَتي؟ كُلُّ هذه يَدي صَنَعَتها فهكذا كانَت كُلُّها، يَقولُ الرَّبّ. لكِن إِلى هذا أَنظُر: إِلى المِسْكينِ المُنسَحِقِ الرُّوح المُرتعِدِ من كَلِمَتي.
القراءة الثانية: (إرميا 17/ 21-26)
هكذا قالَ الرَّبّ: اِحذَروا لِأَنفُسِكم مِن أَن تَحمِلوا حِمْلاً في يَومِ السَّبْتِ وتَدخُلوا، مِن أَبْوابِ أُورَشَليم، ولا تَخرُجوا بِحِمْلٍ مِن بُيوتكم في يَومِ السَّبت، ولا تَعمَلوا عَمَلاً، بل قَدِّسوا يَومَ السَّبتِ كما أَمَرتُ آباءَكم. فلَم يَسمَعوا ولم يُميلوا آذانَهم بل قَسَّوا رِقابَهم لِئَلاَّ يَسمَعوا ولئَلاَّ يَقبَلوا التَّأْديب. إِن أَنتُم سَمِعتُم لي سَماعاً، يَقولُ الرَّبّ، ولم تَدخُلوا بِحِمْلٍ مِن أَبوابِ هذه المَدينَةِ في يَومَ السَّبت، بل قَدَّستم يَومَ السَّبْتِ حتَّى لا تَعمَلوا فيه مِنَ العَمَلِ شَيئاً، فإِنَّه يَدخُلُ مِن أَبْوابِ هذه المَدينَةِ المُلوك والرُّؤَساءُ وهم جالِسونَ على عَرشِ داوُد، راكِبونَ على مَركَباتٍ وخَيلٍ مع الرُّؤَساءِ ورِجالِ يَهوذا وسُكَّانِ أُورَشَليم، وتُسكَنُ هذه المَدينَةُ لِلأَبَد. ويَأتونَ مِن مُدُنِ يَهوذا ومِن حَولِ أُورَشَليمَ ومِن أَرضِ بَنْيامينَ ومِنَ السَّهْلِ ومِنَ الجَبَلِ ومِنَ النَّقَب، ويَدخلونَ بمُحرَقَةٍ وذَبيحَةٍ وتَقدِمَةٍ وبَخورٍ وبِذَبيحَةِ شُكرٍ إِلى بَيتِ الرَّبّ.
الرسالة: (روما 10/ 1-13)
أَيُّها الإِخوَة، إِنَّ مُنيَةَ قَلْبي ودُعائيِ للهِ مِن أَجلِهم هُما أَن يَنالوا الخَلاص. فإِنِّي أَشهَدُ لَهم أَنَّ فيهِم حَمِيَّةً لله، ولكِنَّها حَمِيَّةٌ على غيرِ معَرِفَة. جَهِلوا بِرَّ الله وحاوَلوا إِقامةَ بِرِّهم فَلم يَخضَعوا لِبرِّ الله. فغايَةُ الشَّريعةِ هي المسيح، لِتَبْرير ِكُلِّ مُؤمِن. وقَد كَتَبَ موسى في البرِّ الآتي مِن أَحْكامِ الشَّريعة: ((إِنَّ الإِنسانَ الَّذي يُتِمُّها يَحْيا بِها)). وأَمَّا البِرُّ الآتي مِنَ الإِيمان فيَقولُ هذا الكلام: ((لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَن يَصعَدُ إلى السَّماء؟ (أَي لِيُنزِلَ المسيح) أَو: مَن يَنزِلُ إلى الهاوِيَة؟ (أَي ليُصعِدَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات))). فماذا يَقولُ إِذًا؟ ((إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ)). وهذا الكَلامُ هو كَلامُ الإِيمانِ الَّذي نُبَشِّرُ بِه. فإذا شَهِدتَ بِفَمِكَ أَنَّ يسوعَ رَبّ، وآمَنتَ بِقَلبِكَ أَنَّ اللّهَ أَقامَه مِن بَينِ الأَموات، نِلتَ الخَلاص. فالإِيمانُ بِالقَلبِ يُؤَدِّي إلى البِرّ، والشَّهادةُ بِالفمِ تُؤَدِّي إلى الخَلاص، فَقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((مَن آمَنَ بِه لا يُخْزى)). فَلا فَرْقَ بَينَ اليَهودِيِّ واليُونانِيّ، فالرَّبُّ رَبُّهم جَميعًا يَجودُ على جَميعِ الَّذينَ يَدعونَه. ((فكُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص)).
الإنجيل: (لوقا 15/ 4-32)
((أَيُّ امرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَه مِائةُ خروف فأَضاعَ واحِداً مِنها، لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إِلى الضَّالِّ حتَّى يَجِدَه؟ فإِذا وَجدَه حَمَله على كَتِفَيهِ فَرِحاً، ورجَعَ بِه إِلى البَيت ودَعا الأَصدِقاءَ والجيرانَ وقالَ لَهم: إِفرَحوا معي، فَقد وَجَدتُ خَروفيَ الضَّالّ! أَقولُ لَكم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى التَّوبَة. ((أَم أَيَّةُ امرَأَةٍ إِذا كانَ عِندَها عَشرَةُ دَراهِم، فأَضاعَت دِرهَماً واحِداً، لا تُوقِدُ سِراجاً وتَكنُسُ البَيت وتَجِدُّ في البَحثِ عنه حتَّى تَجِدَه؟ فإِذا وَجَدَتهُ دَعَتِ الصَّديقاتِ والجاراتِ وقالت: إِفرَحْنَ معي، فقد وَجَدتُ دِرهَمِيَ الَّذي أَضَعتُه! أَقولُ لَكم: هكذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ اللهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب)). وقال: ((كانَ لِرَجُلٍ ابنان. فقالَ أَصغَرُهما لِأَبيه: يا أَبَتِ أَعطِني النَّصيبَ الَّذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَه بَينَهما. وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ الاِبنُ الأَصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَه هُناكَ في عيشَةِ إِسراف. فَلَمَّا أَنفَقَ كُلَّ شَيء، أَصابَت ذلكَ البَلَدَ مَجاعَةٌ شَديدة، فأَخَذَ يَشْكو العَوَز. ثُمَّ ذَهَبَ فالتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ ذلكَ البَلَد، فأرسَلَه إِلى حُقولِه يَرْعى الخَنازير. وكانَ يَشتَهي أَن يَملأَ بَطنَه مِنَ الخُرنوبِ الَّذي كانتِ الخَنازيرُ تَأكُلُه، فلا يُعطيهِ أَحَد. فرَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: كم أَجيرٍ لَأَبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأَنا أَهلِكُ هُنا جُوعاً! أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ. ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلك لِأَن أُدْعى لَكَ ابناً، فاجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ. فقامَ ومَضى إِلى أَبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيداً إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً. فقالَ لَه الِابْن: يا أَبَتِ، إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ، ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلِكَ لأَن أُدْعى لَكَ ابناً. فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَماً وفي رجليهِ حِذاءً، وأتوا بالعِجْلِ المُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، لِأَنَّ ابنِي هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد. فأَخذوا يتَنَّعمون. وكانَ ابنُه الأَكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ واقترَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصاً. فدَعا أَحَدَ الخَدَمِ واستَخبَرَ ما عَسَى أَن يَكونَ ذلك. فقالَ له: قَدِمَ أَخوكَ فذَبَحَ أَبوكَ العِجْلَ المُسَمَّن لِأَنَّه لَقِيَه سالِماً. فغَضِبَ وأَبى أَن يَدخُل. فَخَرَجَ إِلَيه أَبوهُ يَسأَلُه أَن يَدخُل، فأَجابَ أَباه: ها إِنِّي أَخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أَمراً قَطّ، فما أَعطَيتَني جَدْياً واحِداً لأَتَنعَّمَ به مع أَصدِقائي. ولمَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الَّذي أَكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المُسَمَّن! فقالَ له: يا بُنَيَّ، أَنتَ مَعي دائماً أبداً، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ. ولكِن قد وَجَبَ أَن نَتَنعَّمَ ونَفرَح، لِأَنَّ أَخاكَ هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد)).
التعليقات مغلقة.