القراءة الأولى: (إشعيا 1/ 21-27)
كيفَ صارَتِ المَدينَةُ الأَمينَةُ زانِيَة؟ لقَد كانَت مَمْلوءَةً عَدلاً وفيها كانَ مَبيتُ البِرّ أَمَّا الآنَ فإِنَّما فيها قَتَلَة. فِضَّتُكِ صارَت خَبَثَّاَ وشَرابُكِ مُزِجَ بِماء. رُؤَساؤكِ عُصاةٌ وشُرَكاءُ لِلسَّرَّاقين كُلٌّ يُحِبّ الرَّشوَةَ ويَسْعى وَراءَ الهَدايا. لا يُنصِفونَ اليَتيم ودَعْوى الأَرمَلَةِ لا تَبلغٌ إِلَيهم. فلِذلكَ قالَ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات عَزيزُ إِسْرائيل: لَأَثأَرَنَّ مِن خصومي وأَنتَقِمَنَّ مِن أَعْدائي وأَرُدُّ يَدي علَيكِ وأُحرِقُ خَبَثَكِ كما بِالحُرُض وأَنزعُ نفاياتِكِ كُلَّها وأُرجعُ قُضاتَكِ كما في الأول ومُشيريكِ كما في الِابتِداء وبَعدَ ذلك تُدعَينَ مَدينَةَ البِرِّ، البَلدَةَ الأَمينَة. تفتَدى صِهيونُ بِالحَقّ والرَّاجِعونَ مِنها بِالبِرّ.
الإنجيل: (مرقس 3/ 1-12)
وَدَخَلَ ثانيَةً بَعضَ المَجامِع وكانَ فيه رَجُلٌ يَدُه شَلاَّء. وكانوا يُراقِبونَه لِيَرَوا هَل يَشفيهِ في السَّبْت ومُرادُهم أَن يَشكوه. فقالَ لِلرَّجُلِ ذي اليَدِ الشَّلاَّء: ((قُمْ في وَسْطِ الجمَاعة)). ثُمَّ قالَ لهم: ((أَعَمَلُ الخَيرِ يَحِلُّ في السَّبتِ أَم عَمَلُ الشَّرّ؟ أَتَخليصُ نَفْسٍ أَم قَتْلُها؟)) فظَلُّوا صامِتين. فأَجالَ طَرْفَه فيهِم مُغضَباً مُغتَمّاً لِقَساوةِ قُلوبِهم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: ((اُمدُدْ يَدَك)). فمَدَّها فعادَت يَدُه صَحيحَة. فخَرَجَ الفِرِّيسيُّونَ وتآمَروا علَيه لِوَقْتِهم معَ الهِيرودُسِيِّينَ لِيُهلِكوه. فانَصَرَفَ يسوعُ إِلى البَحرِ ومعَه تَلاميذُه، وتَبعَه حَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الجَليل، وجَمعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهوديَّة، ومِن أُورَشليمَ وأَدومَ وعِبرِ الأُردُنّ ونَواحي صورَ وصَيدا، وقد سَمِعوا بِما يَصنَعُ فجاؤوا إِليه. فأَمَرَ تَلاميذَه بِأَن يَجعَلوا له زَورَقاً يُلازِمُه، مَخافَةَ أَن يُضايِقَه الجَمع، لأَنَّه شَفى كَثيراً مِنَ النَّاس، حتَّى أَصبَحَ كُلُّ مَن بِه عِلَّةٌ يتَهافَتُ علَيه لِيَلمِسَه. وكانتِ الأَرواحُ النَّجِسَة، إِذا رَأَته، تَرتَمي على قَدَمَيه وتَصيح: ((أَنتَ ابنُ الله!))فكانَ يَنهاها بِشِدَّةٍ عن كَشْفِ أَمرِه.
التعليقات مغلقة.