القراءة الأولى: (عدد 24/ 2-9 + 15-20)
ورَفَعَ بِلْعامُ عَينَيه ورأَى إِسْرائيلَ مُخَيِّمًا بِحَسَبِ أَسْباطِه. فنَزَلَ علَيه رُوحُ الله. فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقال : ((كَلامُ بلْعامَ بنِ بَعور كَلامُ الرًّجُلِ الثَّاقِبِ النَّظَر كَلامُ مَن سَمِعَ أَقوالَ الله مَن رأى ما يُريه القَدير مَن يَقعُ فتَنفَتِحُ عَيناه. ما أَجمَلَ خِيامَكَ يا يَعْقوب ومَساكِنَكَ يا إِسْرائيل. مُنبَسِطَةٌ كأَودِيَة وكَجَنَّاتٍ على نَهْر كَعودِ نَدِّ غَرَسَها الرَّبّ وكأَرزٍ على مِياه. رَجُلٌ مِن زَرعِه يَخرُج وشعوباً كثيرةً يَسود. مَلِكُه على أَجَجَ يَرتَفِع ومَملَكَتُه تَتَسامى. إِنَّ اللهَ الَّذي مِن مِصرَ يُخرِجُه هو كَقُرونَ الجاموسِ لَه. جُثَثَ أَعْدائِه يَفتَرِس وعِظامَهم يُحَطِّم وبِسِهامِه يَضرِب. جَثَمَ ورَبَضَ كأَسَدٍ وكَلُبؤَةٍ فمَن ذا يُقيمُه؟ مُباركُكَ مُبارَكٌ ولاعِنُكَ مَلْعون)). ثُمَّ أَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: ((كَلامُ بلْعامَ بن بَعور كَلام الرًّجُلِ الثًّاقِبِ النَّظر كَلامُ مَن سَمِعَ أَقوالَ الله ومَن عَرَفَ مَعرِفَةَ العَلِيّ ومن يَرى ما يُريه القَدير ومَن يَقعُ فَتَنفَتِحُ عَيناه. أَراه وليسَ في الحاضِر أُبصِرُه وليس مِن قَريب. يَخرُجُ كَوكَبٌ مِن يَعْقوب ويَقومُ صَولَجانٌ مِن إِسْرائيل فيُحَطمُ صُدغَي موآب وجُمجُمةَ جَميعِ بَني شِيت . أَدومُ يَكونُ لَه ميراثًا وسِعيرُ الأَعْداءِ مِلْكًا وإِسْرائيلُ يُعمِلُ قُوَّتَه. مِن يَعْقوبَ يَخرُجُ سَيد فيُهلِكُ كُلَّ ناجٍ مِن عار)). ثُمَّ رأَى بلْعامُ عَماليق، فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: ((أَوَّلُ الأُمَمِ عَماليق وآخِرتُه إلى الهَلاك)).
القراءة الثانية: (اشعيا 4/ 2-5 +11/ 1-5 + 12/ 4-6)
في ذلك اليَوم، يَكونُ نَبتُ الرَّبِّ بَهاءً ومَجداً، وثَمَرَةُ الأَرض فَخراً وزينةً لِمَن نَجا مِن إِسْرائيل. ومَن أُبقِيَ في صِهْيونَ وتُرِكَ في أُورَشَليم، يُقال لَه قِدِّيس، كُلُّ مَن كُتِبَ لِلحَياةِ في أُورَشَليم. وإِذا غَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَناتِ صِهْيونَ، ونَظَّفَ دِماءَ أُورَشَليمَ مِن وَسَطِها بِرُوحِ القَضاءِ وروحِ الإِحْراق، خَلَقَ الرَّبُّ على كُلِّ مَكانٍ في جَبَلِ صِهْيونَ وعلى مَحافِلِها غَماماً في النَّهارِ ودُخاناً، وضِياءَ نارٍ مُلتَهِبَةٍ في اللَّيل. فيَكونُ على كُلِّ المَجدِ كَنَفٌ ، ويَخرُجُ غُصنٌ مِن جذعِ يَسَّى وَينْمي فَرعٌ مِن أُصولِه ويَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم روحُ المَشورَةِ والقُوَّة روحُ المعرفةِ وتَقوى الرَّبّ ويوحي لَه تَقْوى الرَّبّ فلا يَقْضي بِحَسَبِ رُؤيةِ عَينَيه ولا يَحكُمُ بِحَسَبِ سَماعِ أُذُنَيه بل يَقْضي لِلضُّعَفاءِ بِالبِرّ ويَحكُمُ لِبائِسي الأَرض بِالِاستِقامة ويَضرِبُ الأَرض بِقَضيبِ فَمِه ويُميتُ الشَريرَ بِنَفَسِ شَفَتَيه. ويَكونُ البِرّ حِزامَ حَقْوَيه والأَمانَةُ حِزامَ خَصرِه وتَقولونَ في ذلك اليَوم: إحمَدوا الرَّبَّ وادْعوا بِاسمِه عَرِّفوا في الشُّعوبِ أَعْمالَه واذكُروا أَنَّ اسمَه قد تَعالى. أَشيدوا لِلرَّبِّ فإِنَّه قد صَنَعَ عَظائم لِيُعَرِّفْ ذلك في الأَرض كُلِّها. إِهتِفني وابتَهجي يا ساكِنَةَ صِهْيون فإِنَّ قُدُّوسَ إِسْرائيلَ في وَسْطِكِ عَظيم.
الرسالة: (طيطوس 2/ 11-3/ 7)
فقَد ظَهَرَت نِعمَةُ الله، يَنبوعُ الخَلاصِ لِجَميعِ النَّاس، وهي تُعَلِّمُنا أن نَنبِذَ الكُفْرَ وشَهَواتِ الدُّنْيا لِنَعيشَ في هذا الدَّهْرِ بِرَزانةٍ وعَدْلٍ وتَقْوى، مُنتَظِرينَ السَّعادَةَ المَرجُوَّة وتَجَلِّيَ مَجْدِ إِلهِنا العَظيم ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيحِ الَّذي جادَ بِنَفْسِه مِن أَجْلِنا لِيَفتَدِيَنا مِن كُلِّ إِثْمٍ ويُطَهِّرَ شَعْبًا خاصًّا به حَريصًا على الأَعمالِ الصَّالِحَة. هكذا تَكَلَّمْ وعِظْ ووَبِّخْ بما لَكَ مِن سُلْطانٍ تامّ. ولا يَستَخِفَّنَّ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَن يَخضَعوا لِلحُكَّام وأَصحابِ السُّلْطَةِ ويُطيعوهُم، ويَكونوا مُتأَهِّبينً لِكُلِّ عَمَلٍ صالِح، فَلا يَشتِموا أَحَدًا ولا يَكونوا مُخاصِمين، بل حلُمَاءَ يُظهِرونَ كُلَّ وَداعةٍ لِجَميعِ النَّاس. فإِنَّنا نَحنُ أَيضًا كُنَّا بِالأَمْسِ أَغبِياءَ عُصاةً ضالِّين، عَبيدًا لِمُختَلِفِ الشَهَواتِ والملَذَّات، نَحْيا على الخُبْثِ والحَسَد، مَمقوتينَ يُبغِضُ بَعضُنا بَعضًا. فلَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر، لم يَنظُرْ إِلى أَعمالِ بِرٍّ عمِلْناها نَحنُ، بل على قَدْرِ رَحَمَتِه خَلَّصَنا بِغُسْلِ الميلادِ الثَّاني والتَّجديدِ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي أَفاضَه علَينا وافِرًا بِيَسوعَ المسيحِ مُخَلِّصِنا، حتَّى نُبَرَّرَ بِنِعْمَتِه فنَصيرَ، بِحَسَبِ الرَّجاء، وَرَثَةَ الحَياةِ الأَبَدِيَّة.
الإنجيل: (متى 3/ 1-17)
في تِلكَ الأَيَّام، ظهَرَ يُوحنَّا المَعمَدان يُنادي في بَرِّيَّةِ اليَهودِيَّةِ فيقول: ((توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات)). فهُوَ الَّذي عَناهُ النَّبِيُّ أَشَعْيا بِقَولِه:((صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة)). وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ. وكانَتْ تَخرُجُ إِليهِ أُورَشليم وجَميعُ اليهوديَّةِ وناحيةُ الأُردُنِّ كُلُّها، فيَعتَمِدونَ عَنِ يدِهِ في نَهرِ الأُردُنِّ مُعتَرِفينَ بِخَطاياهم. ورأَى كثيراً مِنَ الفِرِّيسيِّينَ الصَّدُّوقيِّينَ يُقبِلونَ على مَعموديَّتِه، فقالَ لَهم:((يا أَولادَ الأَفاعي، مَن أَراكم سَبيلَ الهَرَبِ مِنَ الغَضَبِ الآتي؟ فأَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم، ولا يَخطُرْ لَكم أَن تُعلِّلوا النَّفْسَ فتَقولوا ((إِنَّ أبانا هوَ إِبراهيم)). فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم. هاهيَ ذي الفَأسُ على أصولِ الشَّجَر، فكُلُّ شجَرةٍ لا تُثمِرُ ثَمراً طيِّباً تُقطَعُ وتُلْقى في النَّار. أَنا أُعمِّدُكم في الماءِ مِن أَجْلِ التَّوبة، وأَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. بيَدِه المِذْرى يُنقِّي بَيْدَرَه فيَجمَعُ قَمحَه في الأَهراء، وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بنارٍ لا تُطْفأ)).في ذلِكَ الوَقْت ظَهَرَ يسوع وقَد أَتى مِنَ الجَليلِ إِلى الأُردُنّ، قاصِداً يُوحنَّا لِيَعتَمِدَ عن يَدِه. فجَعلَ يُوحنَّا يُمانِعُه فيَقول: ((أَنا أَحتاجُ إِلى الاِعتِمَادِ عن يَدِكَ، أَوَأَنتَ تَأتي إِليَّ؟)) فأَجابَه يسوع: ((دَعْني الآنَ وما أُريد، فهكذا يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ)). فَتَركَه وما أَراد. واعتَمَدَ يسوع وخَرجَ لِوَقتِه مِنَ الماء، فإِذا السَّمَواتُ قدِ انفتَحَت فرأَى رُوحَ اللهِ يَهبِطُ كأَنَّه حَمامةٌ ويَنزِلُ علَيه. وإِذا صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول:((هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت)).
التعليقات مغلقة.