أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول نختتم اليوم سلسلة التعاليم المخصصة للغيرة الرسولية، والتي سمحنا فيها بأن تلهمنا كلمة الله، وحياة بعض الشهود، لكي تساعدنا على تعزيز الشغف لإعلان الإنجيل. إنها تتعلّق بكل مسيحي. لنفكر في حقيقة أن المحتفل في المعمودية يقول وهو يلمس أذني وشفتي المعمَّد: “ليمنحك الرب يسوع، الذي جعل الصم يسمعون والبكم يتكلمون، أن تسمع سريعًا كلامه وتعترف بإيمانك”.
تابع يقول لقد سمعنا الأعجوبة التي قام بها يسوع، ويروي الإنجيلي مرقس كلمات يسوع الحاسمة باللغة الآرامية. “إِفَتَح” تعني “انفتح”، وهي دعوة ليست موجهة إلى الرجل الأصمَّ الأبكم الذي لم يكن بإمكانه أن يسمعه، بل إلى تلاميذ ذلك الوقت وتلاميذ كل العصور. نحن أيضًا، الذين نلنا الـ “إِفَتَح” من الروح القدس في المعمودية، مدعوون لكي ننفتح. “انفتح”، يقول يسوع لكل مؤمن ولكنيسته: انفتح، لأن رسالة الإنجيل تحتاج إليك لكي يُشهدَ لها وتُعلَن! وهذا الأمر يجعلنا نفكر أيضًا في موقف المسيحي: على المسيحي أن يكون مُنفتحًا على كلمة الله وعلى خدمة الآخرين. إذ دائمًا ما ينتهي الأمر بالمسيحيين المنغلقين بشكل سيئ، لأنهم ليسوا مسيحيين، بل هم أيديولوجيون، وأيديولوجيون منغلقون. على المسيحي أن يكون منفتحًا: في إعلان الكلمة، في استقبال الإخوة والأخوات. ولهذا السبب، فإن هذا الـ “إِفَتَح”، هو دعوة لنا جميعًا. ويسوع في نهاية الأناجيل، يسلّمنا رغبته الإرسالية هذه: اذهبوا أبعد، اذهبوا وأعلنوا الإنجيل.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول أيها الإخوة والأخوات، لنشعر جميعًا أننا مدعوون، كمعمدين، لكي نشهد ليسوع ونعلنه. ولنطلب النعمة، ككنيسة، لنكون قادرين على تحقيق ارتداد رعوي وإرسالي. لقد سأل الربُّ بطرسَ على ضفاف بحيرة طبريا إن كان يحبه ثم طلب منه أن يرعى خرافه. لنسأل أنفسنا نحن أيضًا: هل أحب الرب حقًا لدرجة أن أرغب في أن أُعلنه؟ هل أريد أن أصبح شاهداً له أم أنني أكتفي بكوني تلميذاً له؟ هل أهتمُّ بالأشخاص الذين ألتقي بهم، وأحملهم ليسوع في الصلاة؟ هل أريد أن أفعل شيئًا لكي يجعل فرح الإنجيل، الذي حول حياتي، حياتهم أجمل أيضًا؟
التعليقات مغلقة.