القراءة الأولى: (تثنية 1/11– 9)
فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ واحفَظْ ما يَجِبُ حِفظُه مِن فَرائِضِه وأَحكامِه ووَصاياه كُلَّ الأَيَّام. وأَنتُم تَعرِفونَ اليَوم (إِذ لَيسَ الكَلامُ مع بَنيكمُ الَّذينَ لم يَعرِفوا ولم يَرَوا) تأديبَ الرَّبَّ إِلهِكم وعَظَمَتَه ويَدَه القَوِّيةَ وذِراعَه المَبْسوطة وآياتِه وأَعْمالَه الَّتي صَنَعَها في مِصرَ بِفِرعَونَ، مَلِكِ مِصرَ، وبِأَرضِه كُلِّها، وما صَنَعِ بِجَيشِ مِصرَ وخَيلهم ومَراكِبِهم، إِذ أَفاض على وُجوهِهم ماءَ بَحرِ القَصب، حينَ طارَدوكم، فأَهلَكَهمُ الرَّب إِلى يَومِنا هذا، وما صَنعً لَكم في البَرِّيَّةِ إِلى أَن وَصَلتُم إِلى هذا المَكان، وما صَنعً بِداثانَ وأَبيرامَ، ابنَي أَليآبَ ابنِ رَأُوبين، إِذ فتَحَتِ الأَرضُ فَمَها فابتَلَعَتهما، هُما وبُيوتَهما وخِيامَهما كلَّ مَن سارَ وَراءَهما في وسْطِ إسرائيل كُلِّه. إِنَّما عُيونُكم هي الَّتي أَبصَرَت كُلَّ العَمَلِ العَظيم الَّذي صَنَعَه الرَّبّ. فاحفَظوا كُلَّ الوَصِيَّةِ الَّتي أَنا آمُرُكَ بها اليَوم، لِكَي تَتَقَوَّوا وتدخُلوا وتَرِثوا الأَرضَ الًّتي أَنتُم عابِرونَ إِلَيها لِتَرِثوها، ولكَي تُطيلوا أيَّامَكم على الأَرضِ الَّتي أَقسَمَ الرَّب لآبائِكم أَن يُعطِيَها لَهم ولنَسلِهم، أَرضا تَدُرّ لَبَنًا حَليبًا وعَسَلاً.
القراءة الثانية: (إشعيا 1/40-11)
عَزُّوا عَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم خاطِبوا قَلبَ أُورَشَليم ونادوها بأَن قد تَمَّ تجَنُّدُها وكُفِّر إِثمُها ونالَت مِن يَدِ الرَّبِّ ضِعفَينِ عن جَميعِ خَطاياها )). صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: (( أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة. كُلُّ وادٍ يَرتَفعِ وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض والمُنعَرِجُ يُقَوَّم ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلاَّ ويَتَجَلَّى مَجدُ الرَبِّ ويُعايِنُه كُلُّ بَشَر لِأَنَّ فَمَ الرَّبِّ قد تَكَلَّم )). صَوتُ قائِلٍ : (( نادِ )) فقال: (( ماذا أُنادي؟ )) (( كُلُّ بَشَرٍ عُشْبٌ وكُلُّ جَمالِه كزَهْرِ البَرِّيَّة. العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي إِذا هَبَّ فيه روحُ الرَّبّ. ( إِنَّ الشَّعبَ عُشبٌ حَقّاً ) العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي وأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنا فتَبْقى لِلأَبَد )). إِصعَدي إِلى جَبَلٍ عالٍ يا مُبَشِّرَةَ صِهْيون. إِرفَعي صَوتَكِ بِقُوَّة يا مُبَشِّرَةَ أُورَشَليم. إِرفَعيه ولا تَخافي قولي لِمُدُنِ يَهوذا: (( هُوَذا إِلهُكم )). هُوَذا السَّيِّدُ الرَّبُّ يَأتي بِقُوَّة وذِراعُه تُمِدُّه بِالسُّلْطان هُوَذا جَزاؤُه معَه وأُجرَتُه قُدَّامَه. يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيداً.
الرسالة: (2قورنثية23/1-8/2)
وأَنا أُشهِدُ اللهَ على نَفْسي أَنِّي لم أَرجِعْ بَعدُ إلى قورِنتُس إِلا شَفَقَةً علَيكُم، لا كأَنَّنا نُريدُ التَّحَكُّمَ في إِيمانِكم، بل نَحنُ نُساهِمُ في فَرَحِكُم، فأَنتُم مِن حَيثُ الإِيمانُ ثابِتون. فقَد عَزَمتُ في نَفْسي أَن لا أَعودَ إِلَيكُم في الغَمّ.فإِذا سبَّبتُ لَكمُ الغَمّ، فمَن يَجلِبُ إِليَّ السُّرور إِلاَّ الَّذي سَبَّبتُ لَه الغَمّ؟وقَد كَتَبتُ إِلَيكُم ما كَتَبتُ لِئَلاَّ يَنالَني، عِندَ قُدومي، غَمٌّ مِن أُولئِكَ الَّذينَ كانَ يَجِبُ أَن يَنالَني مِنهُمُ السُّرور. وأَنا مُقتَنِعٌ في شأنِكم أَجمَعين بِأَنَّ سُروري هو سُرورُكم جَميعًا.ففي شِدَّةٍ عَظيمَةٍ وضِيقِ صَدْرٍ كَتَبتُ إلَيكُم والدُّموعُ تَفيضُ مِن عَينَيَّ، لا لأُسَبِّبَ لَكُم غَمًّا، بل لِتَعرِفوا مَبلَغَ حُبِّيَ العَظيمِ لَكم.فإِذا سَبَّبَ أَحَدٌ غَمًّا، فإِنَّه لم يُسبِّبْه لِي، بل لكُم جَميعًا إلى حَدٍّ ما بِلا مُبالَغَة.ويَكْفي مِثلَ هذا الرَّجُلِ العِقابُ الَّذي أَنزَلَته بِه الجَماعة. ولِذلك فالأولى بِكم أَن تَصفَحوا عنه وتُشَجِّعوه، مَخافَةَ أَن يَغرَقَ في بَحْرٍ مِنَ الغَمّ.فأُنَّاشِدُكم أَن تُغَلِّبوا المَحبَّةَ لَه.
الإنجيل: (متى 1/20-16)
((فَمَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ الفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه. فاتَّفقَ معَ العَمَلةِ على دينارٍ في اليَوم وأَرسَلهم إِلى كَرْمِه. ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ السَّاعةِ التَّاسِعة، فرأَى عَمَلةً آخَرينَ قائمينَ في السَّاحَةِ بَطَّالين. فقالَ لَهم:((اِذهَبوا أَنتُم أَيضاً إِلى كَرْمي، وسَأُعطيكُم ما كانَ عَدْلاً))، فذَهَبوا. وخرَجَ أَيضاً نَحوَ الظُّهْر ثُمَّ نَحوَ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهْر، ففَعلَ مِثلَ ذلك. وخَرَجَ نَحوَ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر، فَلَقِيَ أُناساً آخرينَ قائمينَ هُناك، فقالَ لَهم: لِماذا قُمتُم هَهُنا طَوالَ النَّهارِ بَطَّالين؟)) قالوا له:((لم يَستأجِرْنا أَحَد)). قالَ لَهم:((اِذهَبوا أَنتُم أَيضاً إِلى كَرْمي)). ولمَّا جاءَ المساء قالَ صاحِبُ الكَرْمِ لِوَكيلِه:((أُدعُ العَمَلَةَ وادفَعْ لَهُمُ الأُجرَة، مُبتَدِئاً بِالآخِرين مُنتَهِياً بِالأولين)). فجاءَ أَصحابُ السَّاعةِ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر وأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم ديناراً. ثُمَّ جاءَ الأولون، فظَنُّوا أَنَّهم سيَأخُذونَ أَكثَرَ مِن هؤُلاء، فَأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم أَيضاً ديناراً. وكانوا يأخُذونَه ويقولون مُتَذَمِّرينَ على ربِّ البَيت: ((هؤُلاءِ الَّذينَ أَتَوا آخِراً لم يَعمَلوا غَيرَ ساعةٍ واحدة، فساوَيتَهم بِنا نحنُ الَّذينَ احتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهارِ وَحَرَّه الشَّديد)). فأَجابَ واحداً مِنهُم:((يا صَديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلم تَتَّفِقْ مَعي على دينار؟ خُذْ ما لَكَ وَانصَرِفْ. فَهذا الَّذي أَتى آخِراً أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَك: أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟)) فهَكذا يَصيرُ الآخِرونَ أَوَّلين والأولونَ آخِرين)).
التعليقات مغلقة.