أعداد الأب زيد عادل
الجمعة الثانية من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 6/ 1-8)
ولَمَّا اَبتَدَأَ النَّاسُ يَكثُرونَ على وَجهِ الأَرض، ووُلدَ لَهم بنات، اِستَحسَنَ بَنو اللهِ بَناتِ النَّاس. فاَتَّخَذوا لَهم نِساءً من جَميعِ مَنِ اخْتاروا. فقالَ الرَّبّ: ((لا تَثُبتُ رُوحي في الإِنسانِ لِلأَبَد، لأَنَّه بَشَر، فتكونُ أيّامهُ مِئَةً وعِشرينَ سَنَة)). وكانَ على الأَرضِ جَبابِرَةٌ في تِلكَ الأيّام، وبَعدَ ذلك أَيضاً حينَ دَخَلَ بَنو اللَهِ على بَناتِ النَّاس فوَلَدْنَ لَهم أَولادًا، هُمُ الأَبطالُ المَعْروفونَ مُنذُ القِدَم. ورأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنسانِ قد كَثُرَ على الأَرض وأَنَّ كُلَّ ما يَتَصوَّرُه قَلبُه مِن أَفْكار إِنَّما هو شَرٌّ طَوالَ يَومِه. فَندِمَ الرَّبُّ على أَنَّه صَنَعَ الإِنسانَ على الأَرض وتأَسَّفَ في قَلبِه. فقالَ الرَّبّ: ((أَمْحو عن وَجهِ الأَرض الإِنسانَ الَّذي خَلَقتُ، الإِنسانَ مع البَهائِمَ والزَّحَّافاتِ وطُيورِ السَّماء، لأَنِّي نَدِمتُ على أَنِّي صَنَعتُهم)). أَمَّا نُوحٌ فنالَ حُظوَةً في عَينَيِ الرَّبّ.
الرسالة: (روما 2/ 1-11)
فلا عُذر َلَكَ أَيًّا كُنتَ، يا مَن يَدين، لأَنَّكَ وأَنتَ تَدينُ غَيرَكَ تَحكُمُ على نَفْسِكَ، فإِنَّكَ تَعمَلُ عَمَلَه، يا مَن يَدين، ونحنُ نَعلَمُ أَنَّ قَضاءَ اللهِ يَجْري بالحَقِّ على الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمال. أًوَ تَظُنُّ، أَنتَ الَّذي يَدينُ مَن يَعمَلونَ مِثلَ هذه الأَعمالِ ويَفعَلُها، أَنَّكَ تَنْجو مِن قَضاءِ الله، أَم تَزدَري جَزيلَ لُطفِه وحِلمِه وطُولِ أَناتِه، ولا تَعلَمُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَحمِلُكَ على التَّوبَة؟ غَيرَ أَنَّكَ بِقَساوتِكَ وقِلَّةِ تَوْبَةِ قَلْبِكَ تَذَّخِرُ لَكَ غَضَبًا لِيَومِ الغَضَب، إِذ يَنكَشِفُ قَضاءُ اللهِ العادِل فيُجازي كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ أَعمالِه، إِمَّا بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ لِلَّذينَ بِثَباتِهم على العَمَلِ الصَّالِح يَسعَونَ إلى المَجدِ والكَرامةِ والمَنعَةِ مِنَ الفَساد، وإِمَّا بِالغَضَبِ والسُّخْطِ على الَّذينَ يَثورونَ فَيَعصُونَ الحَقَّ ويَنقادونَ لِلْظُلْم. فالشِّدَّةُ والضِّيقُ لِكُلِّ اَمرِئٍ يَعمَلُ الشَّرّ: اليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ اليُونانِيّ، والمَجْدُ والكَرامةُ والسَّلامُ لِكُلِّ مَن يَعمَلُ الخَيْر: اليَهودِيِّ أَوَّلا ثُمَّ اليُونانِيّ، لأَنَّ اللهَ لا يُحابي أَحَدًا .
الإنجيل: (متى 7/ 1-6)
((لا تَدينوا لِئَلاَّ تُدانوا، فكَما تَدينونَ تُدانون، ويُكالُ لكُم بِما تَكيلون. لِماذا تَنظُرُ إِلى القَذى الَّذي في عَينِ أَخيك؟ والخَشَبَةُ الَّتي في عَينِكَ أَفَلا تَأبَهُ لها؟ بل كيفَ تَقولُ لأَخيكَ: ((دَعْني أُخرِجُ القَذى مِن عَينِكَ)) وها هي ذي الخَشَبَةُ في عَينِكَ. أَيُّها المُرائي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلاً، وعِندَئِذٍ تُبصِرُ فتُخرِجُ القَذى مِن عَينِ أَخيك. ((لا تُعطُوا الكِلابَ ما هَو مُقدَّس، ولا تُلْقوا لُؤلُؤَكُم إِلى الخَنازير، لِئَلاَّ تَدوسَه بِأَرْجُلِها، ثُمَّ تَرْتَدَّ إِلَيكُم فتُمَزِّقَكُم.
التعليقات مغلقة.