أعداد الأب زيد عادل
الاثنين الثاني من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 3/ 13-23)
فقالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلمَرأَة: ((ماذا فَعَلتِ؟)) فقالَتِ المَرأَة: ((الحَيَّةُ أَغوَتْني فأَكَلتُ)). فقالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلحيَّة: ((لأَنَّكِ صَنَعتِ هذا فأَنتِ مَلْعونةٌ مِن بَينِ جَميعِ البَهائِم وجَميعِ وحُوشِ الحَقْل. على بَطنِكِ تَسلُكين وتُرابًا تَأكُلين طَوالَ أيَّامِ حَياتِكِ. وأَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ وبَينَ المَرأَة، وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها، فهُوَ يَسحَق رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه)) وقالَ لِلمَرأَة: لأُكَثِّرَنَّ مشقَّاتِ حَمْلِكِ تَكْثيرًا، فبِالمَشَقَّةِ تَلِدينَ البَنين، وإِلى رَجُلِكِ تنقاد أَشواقُكِ وهُوَ يَسودُكِ))
وقال لآدم: ((لأَنَّكَ سَمِعتَ لِصَوتِ أمرَأَتِكَ، فأَكًلتَ مِنَ الشَّجَرةِ الَّتي أَمَرتُكَ أَلاَّ تَأكُلَ مِنها، فمَلْعونةٌ الأَرضُ بِسَبَبِكَ، بِمَشقَّةٍ تأكُلُ مِنها طولَ الأُمِ حَياتِكَ، وشَوكًا وحَسَكًا تُنبِتُ لَكَ، وتأكُلُ عُشبَ الحُقول. بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا، حتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ، لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود)). وسمَّى الإِنسانُ اَمرَأَتَه حَوَّاءَ لأَنَّها أُمُّ كُلِّ حَيّ. وصَنعً الرَّبُّ الإِلهُ لاَدَمَ وامرأته أَقمِصةً مِن جِلْدٍ وأَلبَسَهما. وقالَ الرَّبُّ الإِله: ((هُوَذا الإنسانُ قد صارَ كواحِدٍ مِنَّا، فيَعرِفُ الخَيرَ والشَّرّ. فلا يَمُدَّنَّ الآن يَدَه فيأخُذَ مِن شَجَرةِ الحياةِ أَيضاً ويأكُلَ فيَحْيا لِلأَبَد)). فأَخرَجَه الرَّبُّ الإِلهُ مِن جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَحرُثَ الأَرضَ الَّتي أُخِذَ مِنها. فَطَرَدَ الإِنسانَ وأَقامَ شَرقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الكَروبين وشُعلَةَ سَيْفٍ متقلِّبٍ لِحِراسةِ طَريقِ شَجَرَةِ الحَياة.
الرسالة: (2 قورنثية 8/ 8-15)
ولا أَقولُ ذلِك على سَبيلِ الأَمْر، ولكِنِّي أَتَّخِذُ مِن حَمِيَّةِ سِواكُم وَسيلَةً لامتِحانِ صِدْقِ محبَّتِكُم. فأَنتُم تَعلَمونَ جُودَ رَبِّنا يسوعَ المسيح: فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه. فهذا رأَيٌ أُبْدِيهِ في هذا الأَمْر، وهذا يَصلُحُ لَكم. فلَم يَقتَصِرِ الأَمرُ على أَنَّكم كُنتُم أَوَّلَ مَن قامَ بِالعَمَل، بل كُنتُم أَوَّلَ مَن عَزَمَ علَيه مُنذُ العامِ الماضي. أَمَّا الآن فأَتِمُّوا العَمَلَ لِيَكونَ الإِتْمامُ على قَدْرِ طاقَتِكم ووَفقًا لِشِدَّةِ الرَّغبَة، لأَنَّه متَى وُجِدَتِ الرَّغبَة، لَقِيَ المَرءُ قَبولاً حَسَنًا على قَدْرِ ما عِندَه، لا على قَدْرِ ما لَيسَ عِندَه. فلَيسَ المُرادُ أَن يَكونَ الآخَرونَ في يُسْرٍ وتَكونوا أَنتُم في عُسْر، بَلِ المُرادُ هو المُساواة. فإِذا سَدَّتِ في الوَقتِ الحاضِرِ سَعَتُكُم ما بِهِم مِن عَوَز، سَدَّت سَعَتُهُم عَوَزَكُم في المُستَقبَل، فحَصَلَتِ المُساواةُ، كَما وَرَدَ في الكِتاب: ((المُكْثِرُ لم يَفْضُلْ عَنه والمُقِلُّ لم يَنْقُصْه شيء)).
الإنجيل: (متى 6/ 1-4)
((إِيَّاُكم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس لِكَي يَنظُروا إِليكم، فلا يكونَ لكُم أَجرٌ عندَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات. فإِذا تَصدَّقْتَ فلا يُنْفَخْ أَمامَكَ في البوق، كما يَفعَلُ المُراؤونَ في المجَامِعِ والشَّوارِع لِيُعَظِّمَ النَّاسُ شَأنَهم. الحَقَّ أَقولُ لكُم إِنَّهم أَخذوا أَجرَهم. أَمَّا أَنتَ، فإِذا تصَدَّقْتَ، فلا تَعلَمْ شِمالُكَ ما تَفعَلُ يَمينُكَ، لِتكونَ صَدَقَتُكَ في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك.
التعليقات مغلقة.