القراءة الأولى: (تثنية 1/ 33-2/ 1)
فسَمعَ الرَّبُّ صَوتَ كَلامِكم، فغَضِبَ وأَقسَمَ قائِلاً: لن يَرى أَحَدٌ مِن هؤُلاءِ النَّاسِ مِن هذا الجيلِ الشَّرِّيرِ الأَرضَ الطَّيِّبةَ التي أَقسَمتُ أَن أُعطِيَها لآبائِكم، سِوى كالِبَ بنِ يَفُنَّا، فإِنَّه يَراها ولَه أُعْطي الأَرضَ الَّتي وَطِئَها ولبَنيه، لأَنَّه اتَّبَعَ الرَّبَّ اتِّباعًا تامًّا. وعَلَيَّ أَيضًا غَضِبَ الرَّبُّ بِسَبَبكم فقال: وأَنتَ أَيضًا لن تَدخُلَها، بل يَشوعُ بنُ نونٍ القائِمُ أَمامَكَ هو يَدخُلُها، فشَدِّدْه فإِنَّه هو يُورِثُ إسرائيل إٍياها. وأَطْفالُكُمُ الَّذينَ قُلتُمِ إِنَّهُم يَكونونَ غنيمةً وبَنوكمُ الَّذينَ لا يَعرِفون اليَومَ الخَيرَ ولا الشَّرّ همِ يَدخُلوَنها ولَهم أُعْطيها فيَرِثونَها. وأَمَّا أَنتُم فتحَوَّلوا وارحَلوا في البَرِّيَّةِ على طريقِ بَحرِ القَصَب. فأَجَبتُموني وقُلتُم: قد خَطِئْنا إِلى الرَّبّ، فنَحنُ نَصعَدُ ونُقاتِلُ على حَسَبِ كُلِّ ما أَمَرَنا بِه الرَّبّ إِلهُنا. وتَقلدَ كُلُّ واحِدٍ أَداةَ حَربِه واستَسهَلتُم صُعودَ الجَبَل. فقالَ ليَ الرَّبّ: قُلْ لَهم: لا تَصعَدوا ولا تُقاتِلوا، فإِنِّي لَستُ في وَسْطِكم، لِئَلاَّ تَنهَزِموا أَمامَ أعْدائِكم. فقُلتُ لَكم ذلك فلَم تَسمَعوا، بل عَصَيتُم أَمرَ الرَّبّ واعتَدَدتُم بِأَنْفُسِكم وصَعِدتُمُ الجَبَل. فخَرَجَ علَيكمُ الأَمورِيُّونَ المُقيمون في ذلك الجَبَل لِمُلاقاتِكم وطارَدكم كما تَفعَلُ النَّحلُ وحَطموكم في سِعيرَ إِلى حُرمَة. فرَجَعتُم وبَكَيتُم أَمامَ الرَّبُّ، فلَم يَسمعَ الرَّبُّ لِصَوتِكم ولا أَصْغى إِلَيكم. فأَقَمتُم في قادِش ما أَقَمتُم مِنَ الأَيَّامَ الكَثيرة. ثُمَّ تَحَوَّلْنا ورَحَلْنا إِلى البَرِّيَّةِ على طَريقِ بَحرِ القَصب، كما أَمَرَني الرَّبّ، ودُرْنا حَولَ جَبلِ سِعير أيَّامًا كَثيرة.
القراءة الثانية: (اشعيا 1/ 21-31)
كيفَ صارَتِ المَدينَةُ الأَمينَةُ زانِيَة؟ لقَد كانَت مَمْلوءَةً عَدلاً وفيها كانَ مَبيتُ البِرّ أَمَّا الآنَ فإِنَّما فيها قَتَلَة. فِضَّتُكِ صارَت خَبَثَّاَ وشَرابُكِ مُزِجَ بِماء. رُؤَساؤكِ عُصاةٌ وشُرَكاءُ لِلسَّرَّاقين كُلٌّ يُحِبّ الرَّشوَةَ ويَسْعى وَراءَ الهَدايا. لا يُنصِفونَ اليَتيم ودَعْوى الأَرمَلَةِ لا تَبلغٌ إِلَيهم. فلِذلكَ قالَ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات عَزيزُ إِسْرائيل: لَأَثأَرَنَّ مِن خصومي وأَنتَقِمَنَّ مِن أَعْدائي وأَرُدُّ يَدي علَيكِ وأُحرِقُ خَبَثَكِ كما بِالحُرُض وأَنزعُ نفاياتِكِ كُلَّها وأُرجعُ قُضاتَكِ كما في الأول ومُشيريكِ كما في الِابتِداء وبَعدَ ذلك تُدعَينَ مَدينَةَ البِرِّ، البَلدَةَ الأَمينَة. تفتَدى صِهيونُ بِالحَقّ والرَّاجِعونَ مِنها بِالبِرّ. والعُصاةُ والخاطِئونَ يُحَطَّمونَ جَميعاً والَّذينَ تَرَكوا الرَّبَّ يُفنَون. فإِنَّهم سيَخزَونَ مِن البُطمِ الَّذي شُغِفتُم بِه وأَنتُم تَخجَلونَ مِنَ الجِنانِ الَّتي اختَرتُموها فإِنَّكم تَصيرونَ كبُطمَةٍ ذَوت أَوراقُها وكجَنَّةٍ لا ماءَ فيها. ويَصيرُ الجَبَّارُ مُشاقَةً وعَمَلُه شَرارة فيَحتَرِقانِ كِلاهُما مَعاً ولَيسَ مَن يُطفِئ.
الرسالة: (1 قورنثية 14/ 1-12)
إِسْعَوا إلى المَحبَّة واطمَحوا إلى مَواهِبِ الرُّوح، ولا سِيَّما النُّبوءَة. فإِنَّ الَّذي يَتَكلَّمُ بِلُغاتٍ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بلِ الله، فما مِن أَحَدٍ يَفهَمُ عَنه، فهو يَقولُ بِروحِه أَشياءَ خَفِيَّة. وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأ فهو يُكلِّمُ النَّاسَ بِكلام يَبْني ويَحُثُّ ويُشَدِّد. الَّذي يَتَكلَّمُ بِلُغاتٍ يَبْني نَفْسَه، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأ فيَبْني الجَماعة. إِنِّي أَرغَبُ في أَن تَتَكلَّموا كُلُّكُم بلُغات، وأَكثَرُ رَغبَتي في أَن تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ المُتَنَبِّىءَ أَفضَلُ مِنَ المُتَكلِّمِ بِلُغات، إِلاَّ إِذا كانَ هذا يُتَرجِمُ لِتَنالَ الجَماعةُ بُنْيانَها. والآنَ، أَيُّها الإِخوَة، هَبُوني قَدِمتُ إِلَيكُم وكَلَّمتُكُم بِلُغات، فأَيَّةُ فائِدةٍ لَكم فِيَّ، إِن لم يَأتِكُم كَلامي بِوَحْيٍ أَو مَعرِفةٍ أَو نُبوءَةٍ أَو تَعليم؟ هذا شَأَنُ آلاتِ العَزْفِ كالمِزْمارِ والكِنَّارة، فإِنَّها، إِن لم تُخرِجْ أَصواتًا مُتَمَيِّزة، فكَيفَ يُعرَفُ ما يُؤدِّيه المِزمارُ أَوِ الكِنَّارة؟ وإِذا أَخرَجَ البُوقُ صَوتاً مُشَوَّشًا، فمَن يَستَعِدُّ لِلقِتال؟ وكَذلِك أَنتُم، فإِن لم تَلفُظوا بِلِسانِكُم كَلامًا واضِحًا، فكَيفَ يُعرَفُ ما تَقولوَن؟ بل يَذهَبُ كَلامُكم في الهَواء. لا أَدْري كَم نَوعٍ مِنَ الأَلْفاظِ في العالَم، وما مِن نَوع إِلاَّ ولَه مَعنًى. فإِذا جَهِلتُ قيمَةَ اللَّفْظ، أَكونُ كالأَعجَمِ عِندَ مَن يَتَكَلَّم، ويَكونُ مَن يَتَكَلَّمُ كالأَعجَمِ عِنْدي. وكذلِكَ أَنتُم تَطمَحونَ إلى المَواهِبِ الرُّوحِيَّة، فاطلُبوا أَن يَتَوافَرَ نَصيبُكم مِنْها لِبُنْيانِ الجَماعة.
الإنجيل: (لوقا 12/ 16-21)
ثُمَّ ضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: ((رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُه، فقالَ في نَفسِه: ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي. ثُمَّ قال: أَعمَلُ هذا: أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها، فأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمْحي وأَرْزاقي. وأَقولُ لِنَفْسي: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله)).
التعليقات مغلقة.