ما جاء من تعليم البابا فرنسيس ليوم الأربعاء 9 أيار 2018
العيش بالإتّحاد بالمسيح في الكنيسة المقدّسة
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، يحملنا التّعليم حول سرّ المعموديّة لنتكلّم اليوم على الغسل المقدّس الذي يرافقه إستدعاء الثّالوث الأقدس، أيّ الطّقس الأساسيّ الذي “يعمِّد” في سرِّ المسيح الفصحيّ. إنَّ جرن المعموديّة هو المكان الذي نصنع فيه الفصح مع المسيح! يُدفن الإنسان القديم الَّذي تُفسِدُه الشَّهَواتُ الخادِعة لكي يولد كخليقة جديدة؛ لأنَّ الأَشياء القَديمة قد زالت وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة. وبالتالي فإن كان أهلنا قد ولدونا إلى حياة أرضيّة فالكنيسة قد ولدتنا ثانية إلى الحياة الأبديّة بواسطة المعموديّة. أصبحنا أبناء الله في ابنه يسوع. وعلى كلِّ واحد منّا، نحن الذين ولدنا مجدّدًا من الماء والرّوح القدس، يتردّد بحبّ لامتناه صدى صوت الآب السماويّ القائل: “أنت ابني الحبيب”. وإذ نولد مجدّدًا كأبناء لله نبقى أبناءه للأبد! من خلال عمل الرّوح القدس تُطهِّر المعموديّة وتقدِّس وتبرّر لكي تُكوِّن، من كثيرين، جسدًا واحدًا في المسيح. وتعبّر عن ذلك مسحة الميرون “التي هي علامة لكهنوت المعمَّد الملوكيّ ولانضمامه لجماعة شعب الله”. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، هنا تكمن الدّعوة المسيحيّة بأسرها: العيش بالإتّحاد بالمسيح في الكنيسة المقدّسة، والمشاركة في المسحة عينها للقيام بالرسالة عينها فنجعل من ذواتنا تقدمة مقبولة لله، مقدّمين له شهادة من خلال حياة إيمان ومحبّة، واضعينها في خدمة الآخرين على مثال الرّبّ يسوع.
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللّغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ من الشّرق الأوسط. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنَّ شهر أيّار مُخصّص لتكريم العذراء، أدعوكم لتنمية التعبُّد لوالدة الله من خلال تلاوة مسبحة الورديّة يوميًّا رافعين الصّلاة بشكل خاصّ من أجل السّلام في سوريا والعالم بأسره. ليبارككُم الرّبّ!
التعليقات مغلقة.