ما جاء من تعليم البابا فرنسيس ليوم الاربعاء 28 حزيران 2017
“إن كانوا قد اضطهدوا معلّمنا، فكيف يمكننا أن نأمل أن نُعفى من الجهاد؟”
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، نتأمّل اليوم حول الرجاء المسيحيّ كقوّة الشهداء. في الإنجيل، عندما يرسل يسوع التلاميذ لا يوهمهم بسراب النجاح السهل؛ على العكس، يحذّرهم بوضوح أنّ إعلان ملكوت الله يُحدث معارضة على الدوام. ويستعمل عبارة قويّة: “ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي”. فالمسيحيّون إذًا هم رجال ونساء “عكس التيار”، لكن ليس بسبب روح جدليّة وإنما أمانة لمنطق ملكوت الله الذي هو منطق رجاء ويُترجَم في أسلوب حياة يقوم على إرشادات يسوع. قوّة المسيحي الوحيدة هي الإنجيل. وعند الصعوبات، علينا أن نؤمن أنَّ يسوع أمامنا وأنّه لا يتوقّف أبدًا عن مرافقة تلاميذه. إنَّ الاضطهاد ليس تناقضًا مع الإنجيل، بل هو جزء منه: إن كانوا قد اضطهدوا معلّمنا، فكيف يمكننا أن نأمل أن نُعفى من الجهاد؟ لكن وفي خضمِّ هذه الدوامة يجب على المسيحي ألا يفقد الرجاء ويسوع يُطمئن تلاميذه قائلاً: “أَمَّا أَنتُم، فشَعَرُ رُؤُوسِكم نَفسُه مَعدودٌ بِأَجمَعِه”. كمن يقول أنَّ الله يرى كل آلام الإنسان حتى تلك الصغيرة والخفيّة. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، عندما نقرأ قصص العديد من شهداء أمس واليوم، نندهش أمام القوّة التي واجهوا بها المَحن. هذه القوّة هي علامة للرجاء الكبير الذي كان يحرّكهم: الرجاء الأكيد بأن لا شيء ولا أحد بإمكانه أن يفصلهم عن محبة الله التي أُعطيت لنا بيسوع المسيح. ليمنحنا الرب القوّة على الدوام لنكون شهودًا له.
التعليقات مغلقة.