القراءة الأولى: (إشعيا 60 /9-22)
اجلسوا وأنصتوا إلى قراءة من سفر اشعياء : بارخمار
إِنَّ الجُزُرَ تَنتَظِرُني وسُفُنَ تَرْشيشَ في المُقَدِّمة لِتَأتِيَ بِبَنيكِ مِن بَعيد ومعَهم فِضَّتُهم وذَهَبُهم لِاسمَ الرَّبِّ إِلهِكِ ولِقُدُّوسِ إِسْرائيلَ لِأَنَّه قد مَجَّدَكِ. وبَنو الغُرَباءِ يَبْنونَ أَسْوارَكِ ومُلوكُهم يَخدُمونَكِ لِأَنِّي في غَضَبي ضَرَبتُكِ وفي رِضايَ رَحِمتُكِ. وتَنفَتِحُ أَبْوابُكِ دائِماً لا تُغلَقُ نَهاراً ولا لَيلاً لِيُؤتى إِلَيكِ بِغِنى الأُمَم وتُحضَرَ إِلَيكِ مُلوكُهم لِأَنَّ الأُمَّه والمَملَكَةَ الَّتي لا تَعمَلُ لَكِ تَهلِك والأُمَمَ تُخرَبُ خَراباً مَجدُ لبْنانَ يَأتي إِلَيكِ السَّرْوُ والسِّنْدِيانُ والبَقْسُ جَميعاً لِزينَةِ مَكانِ قُدْسي وأُمَجِّدُ مَوطِئَ قَدَمَيَّ. وبَنو الَّذينَ عَذَّبوكِ يَأتونَ إِلَيكِ مُنحَنين ويسجُدُ لِأَخامِصِ قَدَمَيكِ كُلُّ مَنَ استَهانَ بِكِ ويَدْعونَكِ (( مَدينَةَ الرَّبّ )) (( صِهْيونَ قُدُّوسِ إِسْرائيل )) وبَدَلاً مِن أَن تَكوني مَهْجورة مَكْروهَةً لا يَمُرُّ بكِ أَحَد سأَجعَلُكِ فَخرَ الدُّهور وسرورَ جيلٍ فجيل. وتَرضَعينَ لَبَنَ الأُمَمِ وتَرضَعينَ ثُدِيَّ المُلوك وتَعلَمينَ أَنِّي أَنا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وفاديكِ عَزيزُ يَعْقوب.
آتي بِالذَّهَبِ بَدَلَ النُّحاس وآتي بِالفِضَّةِ بَدَلَ الحَديد وبالنُّحاسِ بَدَلَ الخَشَب وبالحَديدِ بَدَلَ الحِجارة وأَجعَلُ قَضاءَكِ سَلاماً ومِن طُغاتِكِ بِرّاً. لا يُسمَعُ مِن بَعدُ بِالعُنْفِ في أَرضِكِ ولا بالدَّمارِ ولا التَّحطيمِ في أَرضِكِ بل تدْعينَ أَسْوارَكِ (( خَلاصاً )) وأَبْوابَكِ (( تَسْبيحاً )) لا تَكونُ الشَّمسُ مِن بَعدُ نوراً لَكِ في النَّهار ولا يُنيرُكِ القَمَرُ بِضِيائِه في اللَّيل بلِ الرَّبُّ يَكونُ لَكِ نوراً أَبَدِيّاً وإِلهُكِ يَكونُ جَلالَكِ. لا تَغرُبُ شَمسُكِ مِن بَعدُ وقَمَرُكِ لا يَنقُص لِأَنَّ الرَّبَّ يَكونُ لَكِ نوراً أَبَدِيّاً وتَكونُ أَيَّامُ مَناحَتِكِ قدِ انقَضَت ويَكونُ شَعبُكِ كُلُّه أَبْراراً ولِلأَبَدِ يَرِثُ الأَرض. هو فَرعُ غَرْسي وعَمَلُ يَدَيَّ وبِه أَتمَجَّد. القَليلُ يَصيرُ أَلفاً والصَّغيرُ يَصيرُ أُمَّةً عَظيمة. أَنا الرَّبَّ أُعَجِّلُ ذلك في ميقاتِه.
القراءة الثانية: (أعمال 2 /14-36)
أنصتوا إلى قراءة من سفر الاعمال: بارخمار
فوقَفَ بُطرُسُ معَ الأَحَدَ عَشَر، فرَفعَ صَوتَه وكَلَّمَ النَّاسَ قال:((يا رِجالَ اليهودِيَّة، وأَنتُم أَيُّها المُقيمونَ في أُورَشَليمَ جَميعًا، اِعلَموا هذا، وأَصْغوا إِلى ما أَقول: ليس هؤُلاءِ بِسُكارى كَما حَسِبتُم، فالسَّاعَةُ هي السَّاعَةُ التَّاسِعَةُ مِنَ النَّهار. ولكِن هذا هو ما قِيلَ بلِسانِ النَّبِيِّ يوئيل: سَيَكونُ في الأَيَّامِ الأَخيرة، يَقولُ الله أَنِّي أُفيضُ مِن روحي على كُلِّ بَشَر فيتَنَبَّأُ بَنوكم وبَناتُكم وَيَرى شُبَّانُكم رُؤًى ويَحلُمُ شُيوخُكم أَحْلاماً. وعلى عَبيدي وإِمائي أَيضًا أفيض مِن روحي في تِلكَ الأَيَّام فَيَتَنبَّأون وأجعَلُ فَوْقًا أَعاجيبَ في السَّماء وسُفْلاً آياتٍ في الأَرض دمًا ونارًا وعَمودَ دُخان فتَنقَلِبُ الشَّمسُ ظَلامًا والقَمَرُ دَمًا قَبلَ أَن يأتيَ يَومُ الرَّبّ اليَومُ العَظيمُ المَجيد فيَكونُ أَنَّ كُلَّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَخلُص.
يا بَني إِسرائيلَ اسمَعوا هذا الكَلام: إِنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ، ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي أَيَّدَه اللهُ لَدَيكُم بِما أَجْرى عن يَدِه بَينَكم مِنَ المُعجِزاتِ والأَعاجيبِ والآيات، كما أَنتُم تَعلَمون، ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي أُسلِمَ بِقضاءِ اللهِ وعِلمِه السَّابِق فقتَلتُموه إِذ علَّقتُموه على خَشَبةٍ بأَيدي الكافِرين، قد أَقامَه اللهُ وأَنقَذَه مِن أَهوالِ المَوت، فما كانَ لِيَبقى رَهينَها لأَنَّ داودَ يقولُ فيه: كُنتُ أَرى الرَّبَّ أَمامي في كُلِّ حين فإِنَّه عن يَميني لِئَلاَّ أَتَزَعزَع. لِذلِكَ فَرِحَ قَلبي وطَرِبَ لِساني بل سيَستَقِرُّ جَسَدي أَيضاً في الرَّجاء لأَنَّكَ لن تَترُكَ نَفْسي في مَثوَى الأَمْوات ولا تَدَعُ قُدُّوسَكَ يَنالُ مِنهُ الفَساد. قد بيَنَّتَ لي سُبُلَ الحَياة وسَتَغْمُرُني سُرورًا بِمُشاهَدَةِ وَجهِكَ.
أَيُّها الإِخوَة، يَجوزُ أَن أَقولَ لَكم صَراحَةً: إِنَّ أَبانا داودَ ماتَ ودُفِن، وقَبره عِندنا إِلى هذا اليَوم. على أَنَّه كانَ نَبِيًّا وعالِمًا بِأَنَّ اللهَ أَقسَمَ له يَمينًا ليَقُيمَنَّ ثَمَرًا مِن صُلْبِه على عَرشِه، فرأى مِن قَبلُ قِيامةَ المَسيح وتَكَّلَمَ علَيها فقال: لم يُترَكْ في مَثْوى الأَمْوات، ولا نالَ مِن جَسدِه الفَساد. فيَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك. فلَمَّا رَفعَهُ اللهُ بِيَمينِه، نالَ مِنَ الآبِ الرُّوحَ القُدُسَ المَوعودَ بِه فأَفاضَه، وهذا ما تَرَونَ وتَسمَعون. فداودُ لم يَصعَدْ إِلى السَّموات، وهُو نَفْسُه مع ذلك يَقول: قالَ الرَّبُّ لِرَبيِّ: اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا)).
الرسالة: (1قورنثية 15 /1-11)
من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس: يقول يا إخوة : بارخمار
أُذَكِّرُكم أَيُّها الإِخوَةُ البِشارةَ الَّتي بَشَّرتُكم بِها وقَبِلتُموها ولا تَزالونَ علَيها ثابِتين، وبِها تَنالونَ الخَلاصَ إِذا حَفِظتُموها كما بَشَّرتُكم بِها، وإِلاَّ فقَد آمَنتُم باطِلاً. سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أََنا أَيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه تَراءَى لِصَخْرٍ فالاْثَني عَشَر، ثُمَّ تَراءَى لأَكثَرَ مِن خَمْسِمِائَةِ أَخٍ معًا لا يَزالُ مُعظَمُهُم حَيّاً وبَعضُهُم ماتوا، ثُمَّ تَراءَى لِيَعْقوب، ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُل، حتَّى تَراءَى آخِرَ الأَمرِ لي أَيضًا أَنا السِّقْط. ذلك بأَنِّي أَصغَرُ الرُّسُل، ولَستُ أَهْلاً لأَن أُدْعى رَسولاً لأَنِّي اضطَهَدتُ كَنيسةَ اللّه، وبِنِعمَةِ اللهِ ما أَنا علَيه، ونِعمَتُه عَلَيَّ لم تَذهَبْ سُدًى، فقَد جَهَدتُ أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا، وما أَنا جَهَدتُ، بل نِعمَةُ اللهِ الَّتي هي معي. أَفكُنتُ أَنا أَم كانوا هُم، هذا ما نُعلِنُه وهذا ما بِه آمنَتُم.
الإنجيل: (لوقا 24 /13-35)
وإِذا باثنَينِ مِنهُم كانا ذَاهِبَينِ، في ذلكَ اليَوم نفسِه، إِلى قَريَةٍ اِسْمُها عِمَّاوُس، تَبعُدُ نَحوَ سِتِّينَ غَلوَةٍ مِن أُورَشَليم. وكانا يَتحدَّثانِ بِجَميعِ هذِه الأُمورِ الَّتي جَرَت. وبَينَما هُما يَتَحَدَّثانِ ويَتَجادَلان، إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما وأَخذَ يَسيرُ معَهما، على أَنَّ أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه. فقالَ لَهما: ((ما هذا الكَلامُ الَّذي يَدورُ بَينَكُما وأَنتُما سائِران؟)) فوَقفا مُكتَئِبَين. وأَجابَه أَحَدهُما واسمُه قَلاوبا: ((أَأَنتَ وَحدَكَ نازِلٌ في أُورَشَليم ولا تَعلَمُ الأُمورَ الَّتي جرَتَ فيها هذهِ الأَيَّام؟)) فقالَ لَهما: ((ما هي؟)) قالا له: ((ما يَختَصُّ بِيَسوعَ النَّاصِريّ، وكانَ نَبِيّاً مُقتَدِراً على العَمَلِ والقولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه، كَيفَ أَسلَمَه عُظَماءُ كَهَنَتِنا ورُؤَساؤُنا لِيُحكَمَ علَيهِ بِالمَوت، وكَيف صَلَبوه. وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل ومعَ ذلكَ كُلِّه فهذا هوَ اليَومُ الثَّالِثُ مُذ جَرَت تِلكَ الأُمور.
غيرَ أَنَّ نِسوَةً مِنَّا قد حَيَّرنَنا، فإِنَّهُنَّ بَكَرنَ إِلى القَبْرِ فلَم يَجِدنَ جُثمانَه فرَجَعنَ وقُلنَ إِنَّهُنَّ أَبْصَرْنَ في رُؤيةٍ مَلائكةً قالوا إِنَّه حَيّ. فذهَبَ بَعضُ أَصحابِنا إِلى القَبْر، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النِّسوَة. أَمَّا هو فلَم يَرَوه)). فقالَ لَهما: ((يا قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء. أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟)) فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه. ولمَّا قَرُبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي يَقصِدانِها، تظاهَرَ أَنَّه ماضٍ إِلى مَكانٍ أَبَعد. فأَلَحَّا علَيه قالا: ((أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار)). فدَخَلَ لِيَمكُثَ معَهما. ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كسَرَهُ وناوَلَهما. فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه فغابَ عنهُما. فقالَ أَحَدُهما لِلآخَر: ((أَما كانَ قلبُنا مُتَّقِداً في صَدرِنا، حينَ كان يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لنا الكُتُب؟)) وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأحد عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين، وكانوا يَقولون إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقاً وتَراءَى لِسِمْعان. فرَوَيا ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز.
التعليقات مغلقة.