أعداد الأب زيد عادل
الاثنين السابع من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 37 /1-22)
وسَكَنَ يَعْقوبُ في الأَرضِ الَّتي نَزَلَ فيها أَبوه في أَرضِ كَنْعان. وهذه سيرةُ يعقوب: لَمَّا كانَ يوسفُ آبنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً وكانَ يَرْعى الغَنَمَ مع إِخْوَتِه – وهو شابّ- مع بَني بِلْهَةَ وبَني زِلْفَة، اِمرَأَتَي أَبيه، أَخبَرَ يوسفُ أَباهم عنهُم خَبَرًا شَنيعًا. وكانَ إِسْرائيلُ يُحِبُّ يوسفَ على جَميعِ بَنيه لأَنَّه اَبنُ شَيخوخَتِه، فصَنعَ له قَميصًا مُوشًّى. ورأى إِخوَتُه أَنَّ أَباه يُحِبُّه على جَميعِ إِخْوَتِه، فأَبغَضوه ولم يَستَطيعوا أَن يُكلِّموه بِمَوَدَّة. ورأَى يوسفُ حُلْمًا فأَخبَرَ بِه إِخْوَتَه، فاَزدادوا بُغْضًا لَه. قال لهم: ((اِسمَعوا هذا الحُلْمَ الَّذي رَأَيتُه: رَأَيتُ كأَنَّنا نَحزِمُ حُزَمًا في الحَقْل، فإِذا حُزْمَتي وَقَفَت ثُمَّ انتَصَبَت فأَحاطَت حُزَمُكم بِحُزْمَتي وسَجَدَت لَها)). فقالَ لَه إِخْوَتُه: ((أتُراكَ تَملِكُ علَينا أَو تَتَسَلَّطُ علَينا؟)) وازدادوا أَيضاً بُغْضًا لَه بِسَبَبِ أَحْلامِه وأَقْوالِه.
ورأَى أَيضاً حُلْمًا آخَر، فقَصَّه على إِخْوَتِه وقال: ((رأَيتُ حُلْمًا أَيضاً كأَنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ وأَحَدَ عَشَرَ كَوكبَاً ساجِدةٌ لي)). ولَمَّا قَصَّه على أَبيه وإِخوَتِه، وَبَّخَه أَبوه وقالَ لَه: ((ما هذا الحُلْمُ الَّذي رَأَيتَه؟ أَتُرانا نأتي أَنا وأُمُّكَ وإِخوَتُكَ فنَسجُدُ لَكَ إِلى الأَرض؟)) فحَسَدَه إِخْوَتُه، وأَمَّا أَبوه فكانَ يَحفَظُ هذا الأَمْر. ومَضى إِخوَتُه لِيَرعَوا غَنَمَ أَبيهم عِندَ شَكيم. فقالَ إِسْرائيلُ لِيوسُف: ((أَلا يَرْعى إِخوَتُكَ عنِدَ شَكيم؟ هَلُمَّ أُرسِلُكَ إِلَيهم)). قالَ لَه: ((هاءَنذا)). فقالَ له: ((اِمْضِ فافتَقِدْ سَلامةَ إِخَوَتِكَ وسَلامةَ الغَنَم، وائتِني بالخَبَر)). وأَرسَلَه مِن وادي حَبْرون، فأَتى يوسفُ شَكيم. فصادَفَه رَجلٌ وهو تائِهٌ في الحَقْل، فسأَلَه الرَّجُلُ قائلاً: ((عمَّا تَبحَث؟)) قال: ((أبحَثُ عن إِخوَتي، أَخبِرْني أَينَ يَرعَون)). فقالَ الرَّجُل: ((قد رَحَلوا مِن ههُنا، وقد سَمِعتُهم يَقولون: نَمْضي إِلى دوتائين)).
فمَضى يوسفُ في إِثْرِ إِخوَتِه فوَجَدَهم في دوتائين. فلَمَّا رأَوه عن بُعْدٍ قَبلَ أَن يَقتَرِبَ مِنْهم، تآمَروا علَيه لِيُميتوه. قالَ بعضُهم لِبَعْض: ((ها هُوَذا صاحِبُ الأَحْلامِ مُقبِل. والآن تَعالَوا نَقتُلُه ونَطرَحُه في إِحْدى الآبارِ ونقولُ إِنَّ وَحْشًا أفتَرَسَه، ونَرى ما يَكونُ مِن أَحْلامِه)). فسَمِعَ رَأُوبين، فَخلَّصَه من أَيْديهم قائلاً: ((لا نَقتُلْ نَفْسًا)). وقالَ لَهم رأُوبين: ((لا تَسفِكوا دَمًا، اِطْرَحوه في هذه البِئرِ الَّتي في الحَقْل ولا تُلْقوا أَيدِيَكم علَيه))، ومُرادُه أَن يُخَلِّصَه مِن أَيديهِم ويَرُدَّه إِلى أَبيه.
الرسالة: (عبرانيين 1 /1-14)
إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين. هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه، يَحفَظُ كُلَّ شيَءٍ بِقُوَّةِ كَلِمَتِه. وبَعدَما قامَ بِالتَّطْهيرِ مِنَ الخَطايا، جَلَسَ عن يَمينِ ذي الجَلالِ في العُلَى، فكانَ أَعظَمَ مِنَ المَلائكَةِ بِمِقْدارِ ما لِلاسمِ الَّذي وَرِثَه مِن فَضْلٍ على أَسمائِهِم. فلِمَن مِنَ المَلائِكَةِ قالَ اللهُ يَومًا: ((أَنتَ ابنِي وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ؟)) وقالَ أَيضًا: ((إِنِّي سَأَكونُ لَه أَبًا وهو يَكونُ لِيَ ابنًا؟)). ويَقولُ عِندَ إِدخالِ البكْرِ إِلى العالَم: ((ولْتَسجُدْ لَه جَميعُ مَلائِكَةِ اللّه)). وفي المَلائِكَةِ يَقول: ((جَعَلَ مِن مَلائِكَتِه أَرْواحًا ومِن خَدَمِه لَهيبَ نار))، وفي الاِبْنِ يقول: ((إِنَّ عَرْشَكَ أَللَّهُمَّ لأَبَدِ الدُّهور، وصَولَجانَ الاِستِقامَةِ صَولَجانُ مُلْكِكَ. أَحبَبتَ البِرَّ وأَبغَضتَ الإِثْم، لِذلِك أَللَّهُمَّ مَسَحَكَ إِلهُكَ بِزَيتِ الاِبتِهاجِ دونَ أَصْحابِكَ)). وقالَ أَيضًا: ((رَبِّ، أَنتَ في البَدءِ أَسسَّتَ الأَرضَ، والسَّمَواتُ صُنْعَ يَدَيك، هي تَزولُ وأَنتَ تَبْقى، كُلُّها كالثَّوبِ تَبْلى، وطَيَّ الرِّداءِ تَطْويها وكالثَّوبِ تتَبدَّل، وأَنتَ أَنتَ وسِنوكَ لا تَنتَهي)). فلِمَن مِنَ المَلائِكَةِ قالَ اللهُ يَوْمًا: ((اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ؟)) أَما هُم كُلُّهم أَرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص؟.
الإنجيل: (يوحنا 12 /1-11)
وقبلَ الفِصحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ جاءَ يسوعُ إِلى بَيتَ عَنْيا، حَيثُ كانَ لَعازرُ الَّذي أَقامَه مِن بَينِ الأَموات. فأُقيمَ له عَشاءٌ هُناك، وكانَت مَرْتا تَخدُم، وكانَ لَعازَرُ في جُملَةِ الَّذينَ معَه على الطَّعام. فتَناولَت مَريَمُ حُقَّةَ طِيبٍ مِنَ النَّارَدينِ الخالِصِ الغالي الثَّمَن، ودهَنَت قَدَمَي يسوع ثُمَّ مَسَحَتْهما بِشَعرِها. فعَبِقَ البَيتُ بِالطِّيب. فقالَ يهوذا الإِسخَريوطيُّ أَحَدُ تَلاميذِه، وهوَ الَّذي أَوشَكَ أَن يُسلِمَه: ((لِماذا لم يُبَعْ هذا الطِّيبُ بِثَلاثِمِائَةِ دينار، فتُعْطى لِلفُقَراء؟)) ولَم يَقُلْ هذا لاهتِمامِه بِالفُقَراء، بل لأَنَّه كانَ سارِقاً وكانَ صُندوقُ الدَّراهِمِ عِندَه، فَيختَلِسُ ما يُلْقى فيه. فقالَ يسوع: ((دَعْها، فإِنَّها حَفِظَت هذا الطِّيبَ لِيَومِ دَفْني. إِنَّ الفُقَراء هم عِندكم دائِماً أَبَداً، وأَمَّا أَنا فَلَستُ عِندكم دائِماً أَبَداً)). وعَلِمَ جَمْعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ أَن يسوعَ هُناك فجاؤوا، لا مِن أَجلِ يسوعَ فقط، بل لِيَرَوا أَيضاً لَعازَرَ الَّذي أَقامَهُ مِنَ بَينِ الأَموات. فعَزَمَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ على أَن يَقتُلوا لَعازَرَ أيضاً، لأَنَّ كَثيراً مِنَ اليَهودِ كانوا يَنصَرِفونَ عنهُم بِسَبَبِه ويُؤمِنونَ بِيسوع.
التعليقات مغلقة.