أعداد الأب زيد عادل
الأربعاء السادس من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 27 /30-40)
فلَمَّا انتَهى إِسحقُ مِن بَرَكَتِه لِيَعْقوب وخَرَجَ يَعْقوبُ مِن أَمامِ إِسحقَ أَبيه، إِذا عِيسو أَخوه قد أَقْبَلَ مِن صَيدِه. فأَعَدَّ هو أَيضاً أَلْوانًا طَيِّبةً وأَتى بِها أَباه وقالَ لأِبيه: ((لِيَقُمْ أَبي ويأكُلْ مِن صَيدِ ابْنِه، لِكَي تُبارِكَني نَفْسُكَ))، فقالَ له إِسحقُ أَبوه: ((مَن أَنتَ؟)) قال: ((أَنا اَبنُكَ بِكْرُكَ عِيسو)). فارتَعَشَ إِسحقُ أَبوه ارتِعاشًا شَديدًا جِدًّا وقال: ((فمَن إِذًا ذاكَ الَّذي صادَ صَيدًا فأَتاني بِه؟ فقَد أَكلتُ مِن كُلِّه، قَبلَ أَن تَجيءَ، وبارَكتُه، نَعَم! مُبارَكاً يَكون)). فلَمَّا سَمِعَ عيسو كَلامَ أَبيه، صَرَخ صَرخَةً عَظيمةً ومُرَّةً جِدًّا، وقالَ لأَبيه: ((بارِكْني أَنا أَيضاً يا أَبَتِ)).
فقال: ((قد جاءَ أَخوكَ بمَكْرٍ وأَخذَ بركَتَكَ)). فقال: ((أَلأَنَّه سُمِّيَ يَعْقوبَ قد تَعَقَّبَني مَرَّتَين: أَخَذَ بِكرِيَّتي، وها هوَذا الآنَ أَخَذَ بَرَكَتي)). ثمَّ قال: ((أَما أَبقَيتَ لي بَركَةً)). فأَجابَ إِسحقُ وقالَ لِعيسو: ((هاءَنَذَا قد جَعَلتُه سَيِّدًا لَكَ ووَهَبتُ لَه جَميعَ إخوَتِه خَدَمًا، وبالحِنطَةِ والنَّبيذِ أَمدَدتُه، فماذا أَصنَعُ لَكَ يا بُنَيَّ؟)) فقالَ عِيسو لأَبيه: ((أَبَركَةٌ واحِدَةٌ لَكَ يا أَبَتِ؟ بارِكْني أَنا أَيضاً يا أَبَتِ)). وبقِيَ إِسحقُ صامِتًا، ورَفَعَ عِيسو صَوتَه وبَكى. فأَجابَه إِسحقُ أَبوه وقالَ له: ((بِمَعزِلٍ عن دَسَمِ الأَرضِ يَكونُ مَسكِنُكَ وعن طَلِّ السَّماءِ الَّذي مِن عَلُ. بِسَيفِكَ تَعيش وأَخاكَ تَخدُم ويَكونُ أَنَّكَ، إِذا قَوِيتَ تَكسِرُ نِيرَه عن عُنُقِكَ)).
الرسالة: (روما 11 /11-16)
فأَقولُ إِذًا: أَتُراهم عَثَروا لِيَسقُطوا سُقوطًا لا قِيامَ بَعدَه؟ مَعاذَ الله! فإِنَّه بِزَلَّتِهِم أَفْضى الخَلاصُ إلى الوَثَنِيِّينَ لإِثارةِ الغَيرةِ في إِسرائيل. فإِذا آلَت زَلَّتُهم إلى يُسْرِ العالَم ونُقْصانُهم إلى يُسْرِ الوَثَنِيِّين، فكَيفَ يَكونُ الأَمْرُ في اكتِمالِهم؟ أَقولُ لَكم أَيُّها الوَثنِيُّون : بِقَدرِ ما أَنا رَسولُ الوَثنِيِّين، أُظهِرُ مَجدَ خِدمَتي لَعلِّي أُثيرُ غَيرَةَ الَّذينَ هم مِن لَحْمي ودَمي فأُخلِّصَ بَعضًا مِنهم. فإِذا آلَ إِبْعادُهم إلى مُصالَحَةِ العالَم، فما يَكونُ قَبولُهم إِلاَّ حَياةً تَنبَعِثُ مِنَ الأموات! وإِذا كانتِ الباكورةُ مُقدَّسة، فالعَجينُ كُلُّه مُقدَّسٌ أَيضًا. وإِذا كانَ الأَصْلُ مُقَدَّساً، فالفُروعُ مُقدَّسةٌ أَيضاً.
الإنجيل: (يوحنا 11 /1-16)
وكانَ رَجُلٌ مَريضٌ وهو لَعازَر مِن بَيتَ عَنيْا، مِن قَريَةِ مَريَمَ وأُختِها مَرْتا. ومَريَمُ هيَ الَّتي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِالطِّيب ومسَحَت قَدَمَيهِ بِشَعرِها. وكانَ المَريضُ أَخاها لَعازَر. فأَرسَلَت أُختاهُ تقولانِ لِيَسوع: ((يا ربّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّه مَريض)). فلمَّا سمِعَ يسوع قال: ((هذا المَرَضُ لا يَؤُولُ إِلى المَوت، بل إِلى مَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِه ابنُ الله)). وكانَ يسوعُ يُحِبُّ مَرْتا وأُختَها ولَعازَر، ومعَ ذلك فلمَّا سَمِعَ أَنَّه مريض، بَقِيَ في مَكانِه يَومَين. ثُمَّ قالَ لِلتَّلاميذِ بَعدَ ذلِك: ((لِنَعُدْ إِلى اليَهودِيَّة)).
فقالَ له تَلاميذُه: ((رابِّي، قَبلَ قليلٍ حاوَلَ اليَهودُ أَن يَرجُموكَ، أَفَتعودُ إِلى هُناك؟)). أَجابَ يسوع: ((أَلَيسَ النَّهارُ اثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟ فمَن سارَ في النَّهار لا يَعثُر، لأَنَّه يَرى نورَ هذا العالَم. ومَن سارَ في اللَّيلِ يَعثُر: لأَنَّ النُّورَ لَيسَ فيه)). وقالَ لَهم: بَعدَ ذلك: ((إِنَّ صَديقَنا لَعازَرَ راقِد، ولَكِنِّي ذاهِبٌ لأُوقِظَه)). فقالَ له تَلاميذُه: ((يا ربّ، إِذا كانَ راقداً فسَيَنْجو)). وكانَ يسوعُ يَتَكلَّمُ على مَوتِه، فظَنُّوا أَنَّهُ يَتَكلَّمُ على رُقادِ النَّوم. فقالَ لهُم يسوعُ عِندَئِذٍ صَراحَةً: ((قد ماتَ لَعاَزر، ويَسُرُّني، مِن أَجْلِكُم كي تُؤمِنوا، أَنِّي لم أَكُنْ هُناك. فَلْنَمْضِ إِلَيه!)) فقالَ توما الَّذي يُقالُ لَه التَّوأَمُ لِسائِرِ التَّلاميذ: فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضاً لِنَموتَ معَه!)).
التعليقات مغلقة.