أعداد الأب زيد عادل
الاثنين السادس من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 27 /1-14)
وحَدَثَ، لَمَّا شاخَ إِسحقُ وكَلَّت عَيناه عنِ النَّظَر، أَنَّه دَعا عِيسوَ آبنَه الأَكبَرَ وقالَ له: ((يا بُنَيَّ)). قالَ: ((هاءَنَذا)). فقال: ((هاءَنذا قد شِخْتُ ولا أَعلَمُ يَومَ مَوتي. والآن خُذْ عُدَّتَكَ وجَعبَتَكَ وقَوسَكَ، واخرُجْ إِلى الحَقْل وصِدْ لي صَيدًا، وأَعدِدْ لي أَلْوانًا طَيِّبةً كَما أُحِبّ، وآئتِني بِه فآكُل، لِكَي تُبارِكَكَ نَفْسي قَبلَ أَن أَموت)). وكانَت رِفقَةُ سامِعةً حينَ كَلَّمَ إِسحقُ عِيسوَ اَبنَه. فمَضى عِيسو إِلى الحَقْلِ لِيَصيدَ صَيدًا وَيأتِيَ به. فكَلَّمَت رِفقَةُ يَعقوبَ اَبنَها قائلَةً: ((إِنِّي قد سَمِعتُ أَباكَ يُكَلِّمُ عِيسوَ أَخاكَ قائلاً: إِئتِني بصَيدٍ وأَعدِدْ لي أَلْوانًا طَيِّبَةً فَآكُلَ مِنها وأُبارِكَكَ أَمامَ الرَّبِّ قَبلَ مَوتي. والآنَ يا بُنَيَّ، اِسمَعْ لِقَولي في ما آمُرُكَ بِه: اِمْضِ إِلى الغَنَم وخُذْ لي مِن هُناكَ جَديَينِ مِنَ المَعِزِ جَيِّدَين، فأُعِدَّهُما أَلْوانًا طَيِّبَةً لأَبيكَ كما يُحِبّ، فتَأتي بِها أَباكَ ويأكُل، لِكَي يُبارِكَكَ قَبلَ مَوته)). فقالَ يَعقوبُ لِرِفقَةَ أُمِّه: ((عِيسو أَخي رَجُلٌ أَشعَر وأنا رَجُلٌ أَملَس. فلَعَلَّ أَبي يَجُسنُّي فأَكونَ في عَينَيه كالسَّاخِرِ مِنه، وأَجلُبَ على نَفْسي لَعنَةً لا بَركَة)). قالَت لَه أُمُّه: ((عَلَيَّ لَعنَتُكَ يا بُنَيَّ، إِنَّما اَسمَعْ لِقَولي واَمضِ وخُذْ لي ذلك)). فمَضى وأَخَذَ ذلك وأَتى بِه أُمَّه فأَعَدَّته أُمُّه أَلْوانًا طَيِّبةً، على ما يُحِبُّ أَبوه.
الرسالة: (روما 14 /19-23)
فعَلَينا إِذًا أَن نَسْعى إلى ما غايتُه السَّلامُ والبُنْيانُ المُتَبادَل. لا تَهدِمْ صُنْعَ اللهِ مِن أَجْلِ طَعام. كُلُّ شَيءٍ طاهِر، ولكِن مِنَ السُّوءِ أَن يَأكُلَ المَرْءُ فيكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِغَيرِه، ومِنَ الخَيرِ أَلا تأكُلَ لَحْمًا ولا تَشرَبَ خَمْرًا ولا تَتناوَلَ شَيئًا يَكونُ حَجَرَ عَثَرَةٍ لأَخيكَ. أَمَّا يَقينُكَ فاحفَظْه في قَرارَةِ نَفْسِكَ أَمامَ الله. طُوبى لِمَن لا يَحكُمُ على نَفْسِه في ما يُقَرِّرُه! وأَمَّا الَّذي تُساوِرُه الشُّكوك، فهو مَحْكومٌ علَيه إِذا أَكَل، لأَنَّه لا يَفعَلُ ذلِكَ عن يَقين. فكُّلُّ شَيءٍ لا يَأتي عن يَقينٍ هو خَطيئَة.
الإنجيل: (يوحنا 10 /22-30)
وأُقيمَ في أُورَشَليمَ عيدُ التَّجديد، وكانَ فَصلُ الشِّتاء. وكانَ يسوعُ يَتَمَشَّى في الهَيكَلِ تَحتَ رِواقِ سُلَيمان. فالتَفَّ علَيه اليَهودُ وقالوا له: ((حَتَّامَ تُدخِلُ الحَيرَةَ في نُفوسِنا؟ إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْه لَنا صَراحَةً)). أَجابَهم يسوع: ((قُلتُه لَكُم ولكنَّكُم لا تُؤمِنون. إِنَّ الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها بِاسمِ أَبي هي تَشهَدُ لي. ولكِنَّكُم لا تُؤمِنون، لأَنَّكُم لستُم مِن خِرافي. إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي، وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني، وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة، فلا تَهلِكُ أَبداً ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي. إِنَّ أَبي الَّذي وَهَبَها لي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود. ما مِن أَحَدٍ يستطيعُ أَن يَختَطِفَ مِن يَدِ الآبِ شَيئاً. أَنا والآبُ واحِد)).
التعليقات مغلقة.