أعداد الأب زيد عادل
الثلاثاء الخامس من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 18 /9-15)
ثُمَّ قالوا لَه: ((أَينَ سارةُ اَمرَأَتُكَ؟)) قال: ((هي في الخَيمة)). قال: ((سأَعودُ إِلَيكَ في مِثْلِ هذا الوَقْت، وَيكونُ لِسارةَ اَمرَأَتِكَ اَبنٌ)). وكانَت سارةُ تَتَسمَّعُ عِندَ بابِ الخَيمَةِ الَّذي وَراءَه. وكانَ إِبْراهيمُ وسارةُ شَيخَينِ طاعِنَينِ في السِّنّ، وقَدِ انقَطَعَ عن سارةَ ما يَجْري لِلنِّساء. فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: ((اَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟)) فقالَ الرَّبُّ لإِبْراهيم: ((ما بالُ سارةَ قد ضَحِكَت قائلَةً: ((أَحَقًّا أَلِدُ وقَد شِخْتُ؟ هَل مِن أَمْرٍ يُعجِزُ الرَّبّ؟ في مِثْلِ هذا الوَقْتِ أَعودُ إلَيكَ وَيكونُ لِسارةَ ابنٌ)). فأَنكَرَت سارةُ قائلة: ((لم أَضحَكْ))، ذلك بأَنَّها خافَت. فقال: ((لا، بل ضَحِكْتِ)).
الرسالة: (روما 4 /13-18)
فالوَعْدُ الَّذي وُعِدَهُ إِبراهيمُ أَو نَسْلُه بِأَن يَرِثَ العالَم لا يَعودُ إلى الشَّريعة، بل إلى بِرِّ الإِيمان. فلَو كانَ الوَرَثَةُ أَهْلَ الشَّريعة لأُبَطِلَ الإِيمانُ ونُقِضَ الوَعْد، لأَنَّ الشَّريعةَ تَجلُبُ الغَضَب، وحَيثُ لا تَكونُ شَريعة لا تَكونُ مَعصِيَة ولِذلك فالمِيراثُ يَحصُلُ بِالإِيمان لِيَكونَ عَلى سَبيلِ النِّعمَة ويَبقى الوَعْدُ جاريًا على نَسْلِ إٍِبراهيمَ كُلِّه، لا على مَن يَنتَمونَ إلى الشَّريعةِ فَحَسْبُ، بل على مَن يَنتَمونَ إلى إِيمانِ إِبراهيمَ أَيضًا. وهو أَبٌ لَنا جَميعاً، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((إِنَّي جَعَلتُكَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَم)). هو أَبٌ لَنا عِندَ الَّذي بِه آمَن، عِندَ اللهِ الَّذي يُحيِي الأَموات ويَدعو إلى الوُجودِ غَيرَ المَوجود. آمَنَ راجِيًا على غَيرِ رَجاء فأَصبَحَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَمِ على ما قِيل: ((هكذا يَكونُ نَسْلُكَ)).
الإنجيل: (يوحنا 8 /12-20)
وكَلَّمَهم أَيضاً يسوعُ قال: ((أَنا نُورُ العالَم: مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام، بل يكونُ له نورُ الحَياة)). فقالَ له الفِرِّيسِيُّونَ: ((أَنتَ تَشَهدُ لِنَفسِكَ، فشهادَتُكَ لا تَصِحّ)). أَجابَهم يسوع: إِنِّي، وإِن شهِدتُ لِنَفْسي، فشَهادتي تَصِحّ، فأَنا أَعلَمُ مِن أَينَ أَتَيتُ وإِلى أَينَ أَذهَب. أَمَّا أَنتُم فلا تَعلَمونَ مِن أَينَ أَتَيتُ ولا إِلى أَينَ أَذهَب. أَنتُم تَحكُمونَ حُكْمَ البَشَر، وأَنا لا أَحكُمُ على أَحَد. وإِذا حَكَمتُ، فحُكْمي صَحيح، لِأَنِّي لَستُ وَحْدي، بل أَنا والَّذي أرسَلَني. وكُتِبَ في شَريعَتِكم: شَهادَةُ شاهِديْنِ تَصِحّ. أَنا أَشهَدُ لِنَفْسي، والآبُ الَّذي أَرسَلَني يَشهَدُ لي أيضاً)). فقالوا له: ((أَينَ أَبوك؟)) أَجابَ يسوع: ((أَنتُم لا تَعرِفوني ولا تَعرِفونَ أَبي، ولَو عَرَفتُموني لَعَرَفتُم أَبي أَيضاً)). قالَ هذا الكَلامَ عِندَ الخِزانَة وهو يُعَلِّمُ في الهَيكَل، فلَم يُمسِكْه أَحَدٌ لأَنَّ ساعتَه لم تكُنْ قد جاءَت.
التعليقات مغلقة.