أعداد الأب زيد عادل
الخميس الرابع من الصوم
القراءة الأولى: (تكوين 13 /1-9)
فصَعِدَ أَبْرامُ مِن مِصْرَ هو واَمرَأَتُه وكُلُّ ما له، ولوطٌ مَعه، إِلى النَّقَب. وكانَ أَبْرامُ غَنِيًّا جِدًّا بِالماشِيَةِ والفِضَّةِ والذَّهب. فمَضى بِمَراحِلِه مِنَ النَّقَبِ إِلى بَيتَ إِيل، إِلى المَوضِعِ الَّذي كانَت فيه خيَمَتُه أَوَّلاً، بَينَ بَيتَ إيلَ وعاي، إِلى مَوضِعِ المَذبَحِ الَّذي صنَعَه هُناكَ أَوَّلاً فدَعا أَبْرامُ هُناكَ بِاسمِ الرَّبّ. وكانَ أَيضاً لِلُوطٍ السَّائِرِ مع أَبْرامَ غَنَمٌ وبَقَرٌ وخِيام. فلم يَحتَمِلْ ضِيقُ الأَرضِ أَن يُقيما فيها معًا، لأَنَّ مالَهُما كانَ كَثيرًا، فلَم يُمْكِنْهُما المُقامُ معًا. فكانَت خُصومةٌ بَينَ رُعاةِ ماشِيَةِ أَبْرام ورُعاةِ ماشِيَةِ لُوط(والكَنْعانِيُّونَ والفَرِزُّيونَ حينَئِذٍ مُقيمونَ في الأَرض). فقالَ أَبْرامُ لِلُوط: ((لا تَكُنْ خُصومةٌ بَيْني وبَينَكَ، ولا بَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، فنَحنُ إخْوَة. أَلَيسَتِ الأَرضُ كُلُّها أمامَكَ؟ تَنَحَّ عَنِّي، إِمَّا إِلى اليَسارِ فأَذَهَبَ إِلى اليَمين، وإِمَّا إِلى اليَمينِ فأَذهَبَ إلى اليَسار)).
الرسالة: (روما 10 /5-11)
وقَد كَتَبَ موسى في البرِّ الآتي مِن أَحْكامِ الشَّريعة: ((إِنَّ الإِنسانَ الَّذي يُتِمُّها يَحْيا بِها)). وأَمَّا البِرُّ الآتي مِنَ الإِيمان فيَقولُ هذا الكلام: لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَن يَصعَدُ إلى السَّماء؟ (أَي لِيُنزِلَ المسيح) أَو: مَن يَنزِلُ إلى الهاوِيَة؟ (أَي ليُصعِدَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات). فماذا يَقولُ إِذًا؟ ((إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ)). وهذا الكَلامُ هو كَلامُ الإِيمانِ الَّذي نُبَشِّرُ بِه. فإذا شَهِدتَ بِفَمِكَ أَنَّ يسوعَ رَبّ، وآمَنتَ بِقَلبِكَ أَنَّ اللّهَ أَقامَه مِن بَينِ الأَموات، نِلتَ الخَلاص. فالإِيمانُ بِالقَلبِ يُؤَدِّي إلى البِرّ، والشَّهادةُ بِالفمِ تُؤَدِّي إلى الخَلاص، فَقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((مَن آمَنَ بِه لا يُخْزى)).
الإنجيل: (يوحنا 7 /1-13)
وجَعَلَ يسوعُ يَسيرُ بَعدَ ذلكَ في الجَليل، ولَم يَشَأْ أَن يَسيرَ في اليَهودِيَّة، لأَنَّ اليَهودَ كانوا يُريدونَ قَتلَه. وكانَ عيدُ الأَكْواخِ عِندَ اليَهود قَريباً. فقالَ لهُ إِخوَتُه: ((اِذهَبْ مِن ههُنا وامضِ إِلى اليَهودِيَّة، حتَّى يَرى تَلاميذُكَ أَيضاً ما تَعمَلُ مِنَ الأَعْمال، فما مِن أَحَدٍ يَعمَلُ في الخُفيَة إذا أَرادَ أَن يُعرَف. وما دُمتَ تَعمَلُ هذهِ الأَعمال، فأَظهِرْ نَفْسَكَ لِلعَالَم)). ذلك بِأَنَّ إِخوَتَه أَنفُسَهم لم يَكونوا يُؤمِنونَ بِه. فقالَ لَهم يَسوع: ((لم يَأتِ وَقْتي بَعْد، وأَمَّا وَقْتُكم فهوَ مُؤاتٍ لَكم أَبَداً. لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يُبغِضَكم، وأَمَّا أَنا فيُبغِضُني لأَنِّي أَشهَدُ علَيه بِأَنَّ أَعمالَهُ سَيَّئَة. إِصعَدوا أَنتُم إِلى العيد، فأَنا لا أَصعَدُ إِلى هذا العيد، لِأَنَّ وَقْتي لم يَحِنْ بَعْد)). قالَ هذا ولَبِثَ في الجَليل. ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِدَ هو أَيضاً خُفيَةً لا عَلانِيَةً. فكانَ اليَهودُ يَطلُبونَه في العيد ويَقولون: ((أَينَ هو؟)) والجُموعُ تَتَهامَسُ في شَأنِه، فبَعضُهم يَقول: ((إِنَّه رَجُلٌ صالِح))، وبَعضُهمُ الآخَرُ يَقول: ((كَلاَّ، بل يُضَلِّلُ الشَّعْب)). ولكِن لم يَتَحَدَّثْ بِه أَحَدٌ جِهاراً خَوفاً مِنَ اليَهود.
التعليقات مغلقة.