القراءة الأولى: (تثنية 16/5-31)
أَكرِمْ أَباكَ وأُمَكَ، كما أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَي تَطولَ أيَّامكَ وتُصيبَ خَيرًا في الأَرضِ الَّتي يُعْطيكَ الرَّب إِلهُكَ إِيَّاها. لا تَقتُلْ. لا تَزْنَ. لا تَسْرِقْ. لا تَشْهَدْ على قَريبِكَ شَهادةَ زور. لا تَشتَهِ امرَأَةَ قَريبِكَ ولا تَشتَهِ بَيتَه ولا حَقلَه ولا خادِمَه ولا خادِمَتَه ولا ثَورَه ولا حِمارَه ولا شَيئًا مِمَّا لِقَريبِكَ. هذه الكَلِماتُ كَلَّمَ الرَّبُّ بِها جَماعَتَكم كلَها في الجَبَل، مِن وَسَطِ النَّارِ والغَيمِ والغَمامِ المُظلِم، بِصَوتٍ عَظيم، ولم يَزِدْ علَيها شَيئًا، وكتَبَها على لَوحَي حَجَرٍ وسَلَّمَهما إِلَيَّ. فلَمَّا سَمِعتُمُ الصَّوتَ مِن وَسَطِ الظَّلام، والجَبَلُ يَشتَعِلُ بِالنَّار، تَقَدَّمتُم إِلَيَّ أَنتُم جَميعَ رُؤَساءِ أَسْباطِكم وشُيوخَكم. فقُلتُم: هوَذا قد أَرانا الرَّبُّ إِلهُنا مَجدَه وعَظَمَتَه، وقَد سَمِعْنا صَوتَه مِن وَسَطِ النَّار. هذا اليَومَ رَأَينا أَنَّ اللّهَ كَلَّمَ الإِنسانَ وبَقِيَ على قَيدِ الحَياة. والآن لِمَ نموت؟ لأَنَّ هذه النَّارَ العَظيمةَ قَد تأكُلُنا. فإِن عُدنا إِلى سمَاعِ صَوتِ الرَّبِّ إِلهِنا، نَموت. لأَنَّه أَي بَشَرٍ سَمِعَ صَوتَ اللّهِ الحَيِّ مُتَكَلِّمًا مِن وَسَطِ النَّارِ مِثلنا وبَقِيَ على قَيدِ الحَياة؟ تَقَدَّمْ أَنتَ واسمَعْ كُلَّ ما يَقولُه الرَّب إِلهُنا، وأَنتَ كَلِّمْنا بِكُلِّ ما يُكَلِّمُكَ بِه الرَّبُّ إِلهُنا، فنَسمعَ ونَعمَل. فسَمعَ الرَّبُّ صَوتَ كَلامِكم وأَنتُمِ تُكَلِّمونَني، وقالَ الرَّب لي: قد سَمِعتُ صَوتَ كَلامِ هذا الشَّعبِ الَّذي كَلَّمَكَ به: لقَد أَحسَنوا في كُلِّ ما قالوا. فلَيتَ لَهم قَلْبًا كهذا فيَخافوني ويَحفَظوا وَصايايَ طولَ الأيَّام لِكَي يُصيبوا خَيرًا هُم وبَنوهم لِلأَبَد! اِمْضِ فقُلْ لَهم: عودوا إِلى خِيامِكم. وأَنتَ فقِف ههُنا عِنْدي، فأُكَلِّمَكَ بِالوَصِيَّةِ كُلِّها والفَرائِضِ والأَحْكام الَّتي تُعَلِّمُهم إِيَّاها لِيَعمَلوا بِها في الأرضِ الَّتي أَنا مُعْطيهم إِيَّاها لِيَرِثوها.
القراءة الثانية: (اشعيا 16/9-20)
فلِذلك لا يَرْضى السَّيِّدُ عن شُبَّانِه ولا يَرحَمُ أَيتامَهم ولا أَرامِلَهم لِأَنَّهم جَميعاً كافِرونَ وفاعلو سوء وكُلُّ فَم يَنطِقُ بِالحَماقة. مع هذا كُلِّه لم يَرتَدَّ غَضَبُه ولم تَزَلْ يَدُه مَمْدودة. لِأَنَّ الشَّرَّ يَحرِقُ كالنَّار يَلتَهِمُ الحَسَكَ والشَّوك وُيشعِلُ النَّارَ في أَدْغَالِ الغابَة فيَتَصاعَدُ عَمودُ دُخان. بغَضَبِ رَبِّ القُوَّات اضطَرَمَتِ الأَرض فَكانَ الشَّعبُ مِثلَ وَقودِ النَّار لا يُشفِقُ واحِدٌ على أَخيه فيَقطعُ عنِ اليَمين ولا يَزالُ جائِعاً ويَلتَهِمُ عنِ الشِّمالِ ولا يَشبعَ. يَلتَهِمُ كُلُّ واحِدٍ لَحمَ مُساعِدِه. منَسَّى يَلتَهِمُ أَفْرائيم وافْرائيمُ يَلتَهِمُ مَنَسَّى وكِلاهما يَقومانِ على يَهوذا. مع هذا كُلِّه لم يَرتَدَّ غَضَبُه ولم تَزَل يَدُه مَمْدودة.
الرسالة: (2قورنثية 1/10-11)
أَنا بولُسَ أُناشِدُكُم بِوَداعَةِ المسيحِ وحِلْمِه، أَنا المُتَواضِعُ بَينَكم والجَريءُ علَيكُم عَن بُعْد، أَرْجو أَلاَّ تُلجِئُوني وأَنا عِندَكُم إلى تِلكَ الجُرأَةِ الَّتي أَرى أَن أُعامِلَ بِها قَومًا يَظُنُّونَ أَنَّنا نَسيرُ سيرةً بَشَرِيَّة. أَجَل، إِنَّنا نَحْيا حَياةً بَشَرِيَّة، ولكِنَّنا لا نُجاهِدُ جِهادًا بَشَرِيًّا. فلَيسَ سِلاحُ جِهادِنا بَشَرِيًّا، ولكِنَّه قادِرٌ في عَينِ اللهِ على هَدْمِ الحُصون. ونَهدِمُ الاِستِدْلالاتِ وكُلَّ كِبرِياءٍ تَحولُ دُونَ مَعرِفَةِ اللّه، ونَأسِرُ كُلَّ ذِهْنٍ لِنَهدِيَه إلى طاعَةِ المسيحِ. ونَحنُ مُستَعِدُّونَ أَن نُعاقِبَ كُلَّ مَعصِيَةٍ متَى أَصبَحَت طاعَتُكُم كامِلَة. أُنظُروا إلى حَقائِقِ الأُمور. مَنِ اعتَقَدَ أَنَّه لِلمسيح فلْيُفَكِّرْ في نَفْسِه أَنَّنا نَحنُ أَيضًا لِلمَسيح بِمِقدارِ ما هو لَه. وإِن بالَغتُ بَعضَ المُبالَغةِ في الاِفتِخارِ بِسُلطانِنا، هذا السُّلطانِ الَّذي أَولانا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيانِكم لا لِخَرابِكُم، فلا أَخجَل. ولا أُحِبُّ أَن يُظَنَّ أَنِّي أَبغي بِرَسائِلي التَّهْويلَ عَلَيكُم. ورُبَّ قائِلٍ يَقول: ((إِنَّ الرَّسائِلَ شَديدةُ الوَقْعِ قوِيَّةُ العِبارة، ولكِن إِذا حَضَرَ بنَفْسِه، كان شَخْصًا هَزيلاً وكَلامُه سَخيفًا)). فلْيَعلَمْ مِثْلُ هذا القائِلِ أَنَّ ما نَكونُ علَيه بِالكلامِ في الرَّسائِلِ ونَحنُ غائِبون نَكونُ علَيه أَيضًا بِالعَمَلِ ونحَنُ حاضِرون.
الإنجيل: (مرقس 1/7-13)
واجتَمَعَ لَدَيه الفِرِّيسِيُّونَ وبَعضُ الكَتَبَةِ الآتينَ مِن أُورَشَليم، فرَأَوا بعضَ تَلاميذِهِ يَتناوَلونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة، أَيْ غَيرِ مَغْسولة (لأَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ واليهودَ عامَّةً لا يَأكُلونَ إِلاَّ بَعدَ أَن يَغسِلوا أَيدِيَهُم حتَّى المِرفَق، تَمَسُّكاً بِسُنَّةِ الشُّيوخ. وإذا رجَعوا مِنَ السُّوق، لا يَأكُلونَ إِلاَّ بَعدَ أَن يَغتَسِلوا بِإِتْقان. وهُناكَ أَشياءُ أُخرى كَثيرةٌ مِنَ السُّنَّةِ يَتمسَّكونَ بها، كَغَسْلِ الكُؤُوسِ والجِرارِ وآنِيَةِ النُّحاس). فسأَلَه الفِرِّيسِيُّونَ والكَتَبة: ((لِمَ لا يَجري تَلاميذُكَ على سُنَّةِ الشُّيوخ، بل يَتَناولونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة؟)) فقالَ لهم: ((أَيُّها المُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبُوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: ((هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعَلِّمونَ مِنَ المذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيُّة)). إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر)). وقالَ لَهم: ((إنَّكُم تُحسِنونَ نَقْضَ وَصِيَّةِ الله لِتُقيموا سُنَّتَكم! فقد قالَ موسى: ((أَكرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ))، و((مَن لعَنَ أَباه أَو أُمَّه، فلْيَمُتْ مَوتاً)). وأَمَّا أَنتُم فتَقولون: إِذا قالَ أَحَدٌ لِأَبيه أَو أُمِّه: كُلُّ شيءٍ قد أُساعِدُكَ به جَعَلتُه قُرباناً، فإِنَّكم لا تَدَعونَه يُساعِدُ أَباه أَو أُمَّه أَيَّ مُساعَدة فَتنقُضونَ كلامَ الله بِسُنَّتِكمُ الَّتي تَتَناقلونَها. وهُناكَ أَشياءُ كثيرةٌ مِثلُ ذلكَ تَفعَلون)).
التعليقات مغلقة.